الحشيش بوابة الإدمان
تقوم الحكومة في هذه الفترة بحملة مباركة ومكثفة على المخدرات ويركز الإعلام والنشطاء على "الشبو" أو "الميث أمفيتامين"، لضرره السريع والمدمر على المدمنين، لكن هناك العدو الخفي والبوابة الرئيسة لتعاطي المخدرات "الحشيش" بجميع مسمياته التي مصدرها نبات القنب الهندي، وهي "الماريجوانا، البانجو، البلاطة، زلطة، هاش، يانج، جاجاني، الهيدرو أو الجوكر".
عندما يحدث لك أمر مفرح يقوم جسمك بإفراز مادة كيميائية طبيعية مشابهة لتركيبة الحشيش بكميات بسيطة تسمى "كنابينويد"، ما يمنحك شعورا بالسعادة مكافأة له، فتتجه هذه المادة مباشرة إلى منطقة في الدماغ تدعى "القشرة الرمادية" أو منطقة المكافأة.
وهذا ما يسعى متعاطو الحشيش إلى الحصول عليه، ورغم كون الحشيش والماريوانا من المخدرات ذات المفعول القوي، إلا أن استخداماتها الطبية وتوالي المزاعم الخادعة بعدم قدرتها على إدخال المدخنين في مرحلة الإدمان واعتقاد البعض أنها تزيد من إبداع الإنسان وقدرته على التفكير، وقالوا عنها أكثر مما قال مالك في الخمر! دفعت علماء كثيرين للبحث عن حقيقة هذه المزاعم ومن بينهم باحثون من مركز أبحاث صحة الدماغ في "جامعة تكساس" في ولاية دالاس، الذين قاموا بسلسلة من البحوث منها مقارنة بين مجموعتين متماثلتين من الشباب، مجموعة لا تدخن الحشيش أبدا والأخرى تدخن بشكل متكرر، وأخضعت أدمغتهم للفحص بأجهزة دقيقة، وكانت المفاجأة أن حجم القشرة الرمادية في دماغ مدخني الحشيش قلت جدا وكان من المتوقع أن هذا الضمور سيؤثر في تحكم المدمن بتصرفاته وحركاته ويشوش تفكيره، لكن الواقع خالف التوقعات فمدمن الحشيش يتابع حياته بشكل طبيعي وقل أن يكتشف محيطه أنه مدمن أو متخلف عقلي!
فما السبب؟
لقد وجدوا أن هناك مادة بيضاء في الدماغ تحاول جاهدة تعويض التلف الحاصل فيه وكلما زاد معدل التدخين زاد عملها ـ إلى هنا والكلام مرض للذين يعتقدون بفائدة الحشيش ـ لكن البحث توصل إلى حقيقة خطيرة، فقد وجدوا أن هذه الحالة لا تستمر طويلا وسرعان ما تتفكك ويتحول مدمن الحشيش إلى حيوان بلا غيرة ولا أخلاق، لا يفكر في عواقب تصرفاته ويقل تواصله الاجتماعي ويفقد قدرته على اتخاذ أي قرار وتضعف ذاكرته وتظهر عليه علامات الفصام، كما يقل معدل ذكائه للخمس "أين الإبداع"! ويصاب المتعاطي بفقدان الشعور بالوقت والمسافات وهلوسات سمعية وبصرية تجعل المتعاطي أداة قتل في الشوارع!
ويستمر تأثير الحشيش في الجسم لمدة 30 يوما حتى بعد إيقاف التعاطي، ومن المحزن أن خلايا المخ التي يدمرها الحشيش لا تعود أبدا.