المناطق الزرقاء

جميع البشر وعلى مر العصور راودهم حلم مشترك وهو أن يعيشوا لفترة أطول مع احتفاظهم بصحتهم، وبحث العلماء عن سر الخلود المفقود ولم يتوصل إليه أحد وإنما توصلوا بعد بحث مضن إلى خمس مناطق حول العالم، يتمتع سكانها بطول العمر وتصل أعمارهم إلى 100 عام مع احتفاظهم بصحتهم!
وخرج مصطلح "المناطق الزرقاء" إلى العلن مع بداية الألفية الثالثة على يد العالمين جياني بيس عالم الأوبئة الإيطالي، ومايكل بولين الباحث البلجيكي في علم السكان ويقصد به المناطق التي يوجد فيها البشر الأطول عمرا، وشاركهم الاهتمام الصحافي الأمريكي دان بوتنر مستكشف ناشونال جيوغرافيك، وحددوا خمس مناطق زرقاء متوزعة حول العالم وهي سردينيا في إيطاليا موطن الرجال الأطول عمرا في العالم، وأوكيناوا في اليابان موطن النساء الأطول عمرا في العالم، ولوما ليندا في كاليفورنيا يفوق فيها مجتمع السبتية المواطن الأمريكي العادي بعشرة أعوام، وإيكاريا في اليونان مجتمع جزيرة صغير يضم معدلات منخفضة بشكل كبير من الأمراض المزمنة الشائعة، ونيكويا في كوستاريكا منطقة يزيد فيها احتمال وصول الناس إلى 90 عاما أكثر من الأمريكيين، وهذه هي المناطق الأصلية الخمس التي حاول العلماء تطبيق مبادئها على مناطق أخرى لإيجاد مجتمعات أكثر صحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبعد 12 عاما من الدراسات توصلوا إلى ما سموه القوة 9، التي جعلت سكان هذه المناطق يتمتعون بطول العمر والصحة وهي كالتالي: جعل الحركة جزءا طبيعيا من يومك ولا يتوجب ذلك الذهاب إلى النوادي الرياضية. تحديد هدف معين فحواه الإجابة عن السؤال الأزلي، "لماذا أستيقظ في الصباح؟". وجود هدف في حياتك يزيد في عمرك ما مقداره سبعة أعوام عن متوسط العمر المعتاد. الاسترخاء بأخذ غفوة في الظهيرة والبعد عن التوتر لأن الإجهاد يؤدي إلى الالتهابات السبب الرئيس في أغلب الأمراض. عدم ملء المعدة والتوقف حين تمتلئ المعدة بنسبة 80 في المائة، وهذا أيضا من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تناول البقوليات يوميا وتناول اللحوم خمس مرات في الشهر فقط. الإكثار من شرب الماء والعصائر الطبيعية. التواصل أو بالأصح صلة الرحم. العلاقات الاجتماعية الجيدة واللقاءات الأسرية تزيد في العمر بمعدل أربعة ـ 14 عاما من متوسط العمر المتوقع. وضع الأسرة في المقام الأول يمنحك ثلاثة أعوام إضافية. اختيار الدوائر الاجتماعية التي تدعم السلوكيات الصحية، حيث أظهرت الأبحاث أن السمنة والسعادة حتى الشعور بالوحدة معدية. لذا فإن الشبكات الاجتماعية للأشخاص الذين عاشوا طويلا قد شكلت سلوكياتهم الصحية بشكل إيجابي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي