الاحتفال بالعيد في وطن طموح
تشرق شمس عيد الفطر المبارك والمملكة تعيش أزهى عصورها من حيث النمو الاقتصادي، والتنافسية الاقتصادية المرتفعة، إلى جانب الازدهار، والرفاه الاجتماعي، والأمن والأمان، علاوة على الأخبار المبهجة عن إطلاق المناطق الاقتصادية الخاصة. ويزيد الصورة بهجة وسعادة الأجواء المطيرة المتكررة على جميع أرجاء المملكة، ونتيجة لذلك كله، يتمتع المواطن والمقيم بجودة حياة تنعكس على سعادته ورفاهيته.
فرغم الأزمات الدولية، يشير وزير الاقتصاد والتخطيط، إلى أن المملكة تحقق نموا اقتصاديا جيدا مقارنة بالدول الأخرى عموما ومجموعة العشرين خصوصا. وبناء على بيانات صندوق النقد الدولي، فإن معدل التضخم في المملكة لهذا العام لا يتجاوز 2.5 في المائة، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى 7 في المائة، أو المعدل في الدول النامية والاقتصادات الناشئة الذي يصل إلى 8.6 في المائة. ويعد معدل التضخم في المملكة أقل بكثير من بعض الدول المتقدمة مثل إسبانيا 4 في المائة، وبريطانيا 6.8، وأمريكا 4.5، أو بعض الدول النامية مثل باكستان 27 في المائة أو إيران 42 أو مصر 21 أو الأرجنتين 90 في المائة.
من جهة أخرى، ينخفض معدل الجريمة في المملكة إلى 25 لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بنحو 51 في فرنسا، و47 في الولايات المتحدة، و46 في كل من بريطانيا وإيران، و35 في ألمانيا، لا يقارن بأي حال من الأحوال بالبرازيل الذي يتجاوز 67 أو جنوب إفريقيا 76.
يطول الحديث لو استعرضنا إنجازات المملكة في المؤشرات التنموية الدولية، مثل مؤشرات الابتكار أو التنافسية ونحوها، ونركز فيما تبقى من المقال على خبر مبهج جدا، وهو إطلاق سمو ولي العهد، أربع مناطق اقتصادية خاصة، ستفتح آفاقا جديدة للتنمية، بما لديها من مزايا تنافسية تدعم القطاعات الحيوية والواعدة، خاصة اللوجستية والصناعية والتقنية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية للمملكة. وتتميز المناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة بمواقع استراتيجية في الرياض، وجازان، ورأس الخير، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة. وستحظى هذه المناطق الحرة بحوافز وميزات تنافسية أو تشريعية جاذبة، تختلف عن الاقتصاد الأساس.
وستعمل على ترسيخ المكانة الاقتصادية للمملكة على المستوى الدولي، كذلك الإسهام في تنويع الاقتصاد السعودي، وتسريع تدفق الاستثمار الأجنبي النوعي، من خلال التصميم الخاص لهذه المناطق التي تهدف إلى معالجة التحديات العالمية المتعلقة بسلاسل الإمداد من خلال الربط بين الأسواق في الشرق والغرب، والاستفادة المثلى من الإمكانات التي تتمتع بها المملكة، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي وقوتها الاقتصادية ومكانتها الدولية، إضافة إلى تعزيز اندماج الاقتصاد السعودي في المنظومة الإقليمية والعالمية وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات العالمية النوعية، كون هذه المناطق توفر بنية تحتية مميزة، وبيئة تنظيمية مثالية لجذب الاستثمارات، ومن ثم دعم الاستراتيجيات القطاعية في المملكة مثل: الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والاستراتيجية الوطنية للاستثمار، والاستراتيجية الوطنية للصناعة، إضافة إلى استراتيجيات الرقمنة وتقنية المعلومات والبحث والابتكار، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ولا شك أن هذه المناطق الاقتصادية الخاصة ستوفر فرصا تنموية كبيرة من خلال استحداث الوظائف، ونقل التقنية، وتوطين الصناعات، علاوة على توافر فرص استثمارية للشركات السعودية.
أخيرا، يحق لنا أن نبتهج بهذا الوطن الطموح المتألق وقيادته الحكيمة، ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وكل عام وأنتم والوطن بخير.