«أويل برايس»: تخفيضات الإنتاج الطوعية في «أوبك +» تنعش أسعار النفط

«أويل برايس»: تخفيضات الإنتاج الطوعية في «أوبك +» تنعش أسعار النفط
مخاطر هبوطية تواجه الطلب النفطي في الصيف بسبب التحديات الاقتصادية العالمية.

سجلت أسعار النفط الخام رابع مكاسب أسبوعية على التوالي، بعد تراجع المخاوف بشأن ارتفاع التضخم إضافة إلى استمرار تأثير الخفض الإضافي في إنتاج تحالف "أوبك +" بدءا من مايو المقبل.
وفي هذا الإطار، أوضح تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن قرار "أوبك +" بخفض الإنتاج دفع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط نحو 8 في المائة هذا الشهر، وسط استمرار في رفع التوقعات بشأن ضيق مستقبلي محتمل في أسواق النفط.
وعد التقرير أن بوادر انتعاش الطلب في الصين وفرت مزيدا من الدعم لأسعار النفط الخام وإضافة إلى ذلك وعلى الرغم من ارتفاع مخزونات النفط الخام تجاهل التجار الزيادة الصغيرة في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وذكرأن تقرير أوبك الشهري أثار مخاوف بشأن الطلب الصيفي، ما شجع التجار على جني الأرباح بعد أن فشلت السوق في متابعة الاتجاه الصعودي. ونوه بأن هدوء توقعات التضخم في الولايات المتحدة رفع الآمال بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة حيث توقف الزخم الصعودي بشكل مفاجئ.
وسلط التقرير الضوء على تحذير منظمة أوبك من مخاطر هبوط الطلب على النفط في الصيف بسبب ارتفاع المخزونات والتحديات الاقتصادية العالمية وذلك على خلفية تخفيضات الإنتاج التي أعلنها منتجو "أوبك +" في وقت سابق هذا الشهر، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط، مؤكدا محافظة "أوبك" على توقعاتها بأن الطلب على النفط سيرتفع في 2023 على الرغم من تقرير النفط الشهري الذي أشار إلى ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية.
من جانب آخر، أوضح تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام ارتفعت للأسبوع الرابع على التوالي مدعومة بعلامات على تضييق السوق العالمية، ما جعل وكالة الطاقة الدولية تحذر من ارتفاع الأسعار في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن الخام الأمريكي سجل أطول فترة من التقدم الأسبوعي منذ يونيو الماضي حيث يحوم النفط الخام بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة أشهر بعد أن فاجأت "أوبك +" السوق بخطط لخفض أكثر من مليون برميل من الإنتاج اليومي.
وذكر أن تراجع المخزونات الأمريكية وضعف التدفقات من روسيا وانقطاع إمدادات خطوط الأنابيب من كردستان العراق أدت بالفعل إلى زيادة المكاسب، منوها باستيعاب الأسواق أسبوعا من التوقعات المختلطة للعرض والطلب الخام، حيث قالت وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها الشهرية "إن التخفيضات الأخيرة لـ(أوبك +) تعزز أسعار النفط للمستهلكين الذين يواجهون بالفعل تضخما مرتفعا".
وأبرز التقرير أن منظمة أوبك توقعت في تقريرها الشهري أن الأسواق ستعاني نقصا شديدا في المعروض النفطي، وفي المقابل توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تجاوز الإمدادات الطلب في عامي 2023 و2024.
وأضاف أن "الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم يدعم الأسعار أيضا حيث تظهر البيانات الأخيرة أن الصين استوردت الشهر الماضي أكبر قدر من النفط في ثلاثة أعوام مدعومة بالتدفقات الروسية القياسية"، بينما أكد بنك الصين الشعبي أن اقتصاد البلاد من المتوقع أن ينمو بنحو 5 في المائة هذا العام، موضحا أن الخام لا يزال ثابتا بالقرب من أعلى مستوى في خمسة أشهر حيث أدى تقلص المخزونات الأمريكية وزيادة الواردات الصينية إلى زيادة مؤشرات السوق العالمية المشددة.
ولفت التقرير إلى أن أساسيات السوق تدعم الارتفاع الأخير للنفط الخام حيث انخفضت المخزونات مرة أخرى الأسبوع الماضي في مركز التخزين الأمريكي الرئيسي في كوشينج في ولاية أوكلاهوما، في حين أدى ضعف صادرات النفط الروسية وتوقف التدفقات من كردستان العراق إلى كبح الإمدادات.
ونوه بانتعاش النفط الخام بأكثر من 20 في المائة منذ أن سجل أدنى مستوى له في 15 شهرا في مارس الماضي وسط مؤشر على أن طلب الصين آخذ في الازدياد حيث شحنت أكبر مستورد للنفط الخام معظم النفط فيما يقرب من ثلاثة أعوام في مارس الماضي، كما أدى الإعلان المفاجئ عن خفض الإنتاج الصادر عن "أوبك +" إلى رفع الأسعار إلى أقصى حد خلال عام، ما أدى إلى معاقبة المضاربين الذين راهنوا على انخفاض أسعار النفط.
من جهة أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات جلسة الجمعة مسجلة المكاسب الأسبوعية الرابعة على التوالي بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية. وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.26 في المائة، إلى 86.31 دولار للبرميل.
كما صعدت عقود النفط الأمريكي بنسبة 0.44 في المائة، عند 82.52 دولار للبرميل، مسجلة مكاسب أسبوعية بنحو 2.3 في المائة. وأشار محللون إلى تراجع المخاوف بشأن ارتفاع التضخم وتأثيره في مستويات الطلب على الطاقة.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع بعد انخفاضها أربعة الأسبوع الماضي.
وأشار تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية لأنشطة الحفر إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 748 هذا الأسبوع -55 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022- لا يزال 327 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت إلى انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار اثنين هذا الأسبوع، للأسبوع الثاني على التوالي حيث هبطت عند 588 كما انخفضت منصات الغاز بمقدار منصة واحدة إلى 157 فيما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها. ونوه التقرير بارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاثة كما انخفض عدد الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار اثنين.
وأبرز التقرير ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 100 ألف برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 7 أبريل إلى 12.3 مليون برميل يوميا، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

الأكثر قراءة