ملامح رمضانية تتميز بها مساجد وجوامع الطائف التاريخية
شيدت مساجد وجوامع الطائف التاريخية ومنها جامع عبدالله بن العباس، ومسجد الهادي، ومسجد الهنود، ومسجد بن عقيل، لتكون منهلا للعلوم القرآنية والشرعية واللغة العربية، ومصدرا للإشعاع المعرفي، لما تحتويه من مكتبات تضم عناوين في أصول الفقه والحديث والتفسير وعلم المواريث، ومخطوطات ومعاجم لغوية، لتشهد قصة حقبة زمنية حملت بين طياتها كثيرا من الأحداث والمشاهد التاريخية.
ومع تباشير حلول شهر رمضان الفضيل تبرز أهم الملامح الرمضانية لهذه المساجد والجوامع المفعمة بروحانية الشهر الفضيل، وما تحتضنه من شعائر دينية تنطلق منها الجلسات والكلمات الوعظية والدروس والحلقات القرآنية عقب صلاة العشاء والتراويح، حيث يجد الصائم في هذه المساجد غذاء روحيا تسمو فيه النفس بذكر الله وترتيل آيات من القرآن الكريم والاستماع للدروس والبرامج، وتناول وجبات إفطار الصائمين في الباحات أو الساحات الخارجية المحيطة بالمساجد.
ورصدت عدسة "واس" مساجد وجوامع الطائف، ومن أهمها مسجد الصحابي الجليل عبدالله بن العباس ترجمان القرآن وحبر الأمة الواقع في المنطقة المركزية التاريخية وسط المحافظة، الذي يعد موقعه في عمق محور مدينة الطائف، وجامعها القديم، ومن أهم الآثار القائمة التي تحتضنها الطائف، إذ ظل صامدا عددا من القرون والأزمنة، ويعد منبرا لطلاب العلم من مختلف دول العالم الإسلامي.
ويقع مسجد عبدالله بن العباس خارج الركن الجنوبي الشرقي من سور مدينة الطائف القديم الذي أنشئ عام 592، حيث يمتد من الشرق إلى الغرب، وله قبتان واحدة شرقية، والأخرى غربية، ومئذنة واحدة صممت على الطراز الإسلامي القديم المشهور، الذي يأخذ شكلا شبيها بالعمارة والزخرفة الإسلامية، أما في العهد السعودي الزاهر فقد تم تجديد هذا المسجد وتوسعته مرات عدة وزين بعدد من الرواشين والثريات المطعمة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المصنوعة يدويا، كما يتوسط المسجد المنطقة التاريخية في سوق البلد في محافظة الطائف، التي تشهد كل عام قبيل حلول شهر رمضان المبارك وفي أثنائه ارتياد المتسوقين لشراء احتياجاتهم الرمضانية من مأكولات شعبية وملبوسات وحلي، حيث يستمتع الصائمون في ليالي الشهر الفضيل بعد صلاة التراويح بزيارة المحال التراثية التي تحتفظ بمخزون هائل من الموروث الثقافي والاجتماعي.