رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خير السعودية .. ينابيع تتدفق

بانطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الثالثة، تتكرس حقيقة واضحة على الساحة السعودية، وهي أن الأعمال الخيرية بكل أشكالها ومقاصدها وأهدافها وقيمها، تحقق مستهدفات القيادة العليا، التي لا تكتفي بالتوجيهات السامية فحسب، بل المشاركة الأولى في التبرعات. فهذه المشاركة من أعلى قمة القيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده محمد بن سلمان، لها قيمتها المالية الكبرى، وكذلك لها قوتها في تحفيز الأشخاص والجهات السعودية الوطنية، من أجل أن تكون جزءا أصيلا من العمل الخيري بشكل عام، ومن مشاريع التنمية الاجتماعية الضامنة للوصول إلى أعلى المعايير الوطنية. فضلا عن الشراكات الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، في هذا الحراك الذي لا يتوقف على مدار العام. وهذه النقطة، بحد ذاتها، تمثل أهمية إنسانية كبرى، وتدخل ضمن استراتيجية التنمية العامة التي تقدمها "رؤية المملكة 2030" لحاضر البلاد ومستقبلها. و"منصة إحسان" حققت قفزات نوعية في العامين الماضيين، خصوصا في ظل الدعم اللا محدود من جانب القيادة. وتكفي الإشارة هنا إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرأس شخصيا مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. الهيئة التي تستهدف رفع أثر المشاريع والخدمات التنموية بصورة مستدامة. أي أنها تخضع للمعايير الاستراتيجية.
فالنشاط الذي يضم قطاعات حكومية خاصة، إضافة إلى القطاع غير الربحي، لا يضمن فقط المخرجات النهائية السامية له، بل يزيد من مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي. وهذه نقطة تأتي من صميم أهداف "الرؤية" التي تمضي قدما في صناعة اقتصاد وطني يوائم المتغيرات والمستجدات على الدوام، ويضمن للمملكة المكانة التي تليق بها وبقدراتها.
ولا شك في أن الناتج المالي لـ"منصة إحسان" عموما، يؤكد مجددا مدى محوريتها في العمل الخيري استراتيجيا. ففي فترة ثلاثة أعوام، تعد قصيرة بالفعل، بلغ إجمالي التبرعات عبرها أكثر من نحو 3.7 مليار ريال، ووصل عدد المستفيدين من البرامج الخيرية والتنموية عموما إلى نحو أربعة ملايين و900 ألف مستفيد، في حين فاق عدد عمليات التبرع الـ61 مليونا و500 ألف عملية. وإذا نظرنا إلى المدة فإن الزمن كان قياسيا في تحقيق الأهداف الموضوعة لهذا الحراك الذي يحقق الإنجاز تلو الآخر، في إطار تنفيذ بلغ أعلى معايير الجودة. هذا على الجانب العملي لـ"المنصة"، التي تعزز في حراكها الثقافة المجتمعية السعودية الفاعلة للخير، وتضعها ضمن الإطار المتطور المطلوب. فالعمل المنظم بحد ذاته له مميزاته الكبيرة في الأداء وفي تحقيق الأهداف.
والعمل المتطور الذي يجري على الساحة السعودية في نطاق أعمال الخير والتبرعات والتحفيز المجتمعي، يعمل في ظل تطوير مستمر للخدمات المقدمة والحلول الرقمية، لماذا؟ لتسهيل أعمال التبرع والخير على الجهات التي تقوم بذلك. وهذا يعني، أن التبرعات تصل إلى مستحقيها، وأن المشاريع التي تتم عبر هذه التبرعات، تنجز بالشكل الذي ترضاه القيادة والمتبرعون أنفسهم.
بالفعل إنها عملية متطورة لأعمال الخير الموجودة أساسا في نشاط ونفوس السعوديين، وها هم الآن يرون نتائج تبرعاتهم وانعكاساتها الإيجابية على المجتمع بشكل عام. دون أن ننسى، أن العمل الخيري الآتي عبر منصة "إحسان"، يحظى بالضمانات الرسمية من خلال قنوات موثوقة. وهذا يوفر مزيدا من القوة لأعمالهم، والعادلة في التوزيع والتوازن في استثمار أموال التبرعات عموما. فضلا عن التحديث المستمر لفرص التبرعات، بما يوائم التوجهات الشعبية والعامة في آن معا.
الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري في المملكة، ليست إلا حملة أخرى ناجحة، ستعقبها حملات تستند إلى كل الأسس والمعايير الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الأدوات المتطورة لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي