رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المصافي .. استثمار مستدام

مصافي النفط هي منشآت صناعية معقدة، تتم فيها عمليات تكرير النفط لتحويله من شكله الخام إلى منتجات نفطية مختلفة ذات استخدامات مختلفة وتطبيقات كثيرة. تكرير النفط عملية من العمليات الضرورية التي يمكن معالجة النفط الخام بها، واستخلاص المركبات العديدة المرغوبة منه، وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستهلاك، إذ ليس من الممكن استعمال النفط الخام بالصورة التي يوجد بها في باطن الأرض.
المقصود بالتكرير فصل الزيت الخام إلى مكوناته وجزيئاته الأصلية عن طريق التقطير بالتجزئة، وإعادة ترتيبها لتكون مجموعات تختلف عن الموجودة في الزيت الخام، أي تصنيعها إلى منتجات نهائية صالحة للاستخدام. من هذه المنتجات الاستهلاكية على سبيل المثال لا الحصر، وقود السيارات والديزل ووقود الطائرات والقار ومئات من المنتجات الأخرى التي تدخل في صناعة الأدوية ومنتجات التجميل والطلاء والصمغ والملابس وغيرها الكثير، وهذا قليل من كثير. فكما ذكرت سابقا أن النفط ليس مصدرا للطاقة فحسب، إنما مصدر لجل المنتجات الأساسية والثانوية التي نراها من حولنا. طاقة السعودية التكريرية كبيرة بفضل من الله، سواء كانت الطاقة التكريرية داخل حدودها من مصاف محلية تملك فيها "أرامكو السعودية" نسبا مختلفة تصل إلى 100 في المائة في بعض المصافي، أو طاقة تكريرية خارج المملكة من مصاف تختلف نسبة تملك "أرامكو السعودية" فيها.
بحسب تقرير "أرامكو السعودية" لعام 2022 فإن "أرامكو" تشغل أحد أكبر قطاعات التكرير في العالم بإجمالي طاقة تكريرية تبلغ 7.1 مليون برميل يوميا، فيما يخص أعمال التكرير المحلية تتلقى مصافي "أرامكو السعودية" الواقعة داخل المملكة بما فيها المصافي المملوكة لها بالكامل والتابعة لها إمدادات النفط الخام من قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة. شكلت هذه المصافي 63 في المائة من صافي الطاقة التكريرية لـ"أرامكو السعودية" في عام 2022، وتمنح شبكة التكرير والتوزيع المحلية ميزة فريدة تتيح لـ"أرامكو السعودية"، الوصول إلى السوق المحلية الضخمة التي تعد "أرامكو السعودية" المورد الوحيد لها.
الجدير بالذكر أنه في عام 2022 استخدمت "أرامكو السعودية" 26 في المائة من إنتاجها من النفط الخام في مصافيها المملوكة لها بالكامل والتابعة لها داخل المملكة، وتوزع حصتها من المنتجات المكررة والتي تنتجها مصافيها المملوكة لها بالكامل داخل المملكة بالجملة إلى شركات بيع الوقود بالتجزئة وعملائها في القطاع الصناعي في المملكة عبر شبكة الشركة من الأنابيب.
على الصعيد العالمي، في عام 2022 بلغ المتوسط المرجح لنسبة ملكية "أرامكو السعودية" في مصافيها الدولية 41 في المائة إلا أنها استطاعت أن تورد 56 في المائة في المتوسط من النفط الخام الذي تستخدمه هذه المصافي، ويحقق هذا البيع للنفط الخام فوائد عظيمة لأعمال "أرامكو"، منها توفير إمدادات آمنة وموثوقة من النفط الخام عالي الجودة، التي تساعد بدورها على توفير إمدادات آمنة وموثوقة من المنتجات المكررة لعملاء الشركة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق. في اعتقادي أن الاستثمار في مصافي النفط العالمية سواء بالاستحواذ الكلي أو الشراكة هو أحد أهم ركائز استدامة الطلب على النفط، بل تعد نقاط بيع استراتيجية للنفط السعودي، وهذا ما تقوم به السعودية بنجاح لافت. من الأمثلة على ذلك استثمارات السعودية في كل من الصين وماليزيا وكوريا وأمريكا وكذلك بولندا، وكل ذلك يصب في مصلحة استدامة الطلب على النفط وتعظيم قيمته كذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي