«جولدمان ساكس»: أسعار النفط في طريقها للارتفاع رغم ذعر الأسواق .. الطلب جاهز للإقلاع
حققت أسعار النفط الخام مكاسب أسبوعية جديدة للأسبوع الثاني على التوالي، إذ سجلت أفضل أسبوع منذ بداية العام الجاري 2023.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي، أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لحزيران (يونيو) ارتفعت بأكثر من 1 في المائة في الأسبوع الماضي، بسبب انخفاض الإمدادات العراقية واحتياطيات النفط الخام الأمريكية.
وسلط التقرير الضوء على بيانات إدارة معلومات الطاقة عن انخفاض مفاجئ في مخزونات النفط في الولايات المتحدة، حيث يعزى الانخفاض إلى ارتفاع نشاط التكرير وانخفاض الواردات ومعدلات التصدير القوية، ما أدى إلى انخفاض مخزونات الخام بمقدار 7.5 مليون برميل إلى 473.7 مليون برميل مقارنة بارتفاع متوقع قدره مائة ألف برميل.
ونقل عن بنك جولدمان ساكس تأكيده أن أسعار النفط الخام في طريقها للارتفاع على الرغم من الذعر في السوق الناجم عن انهيار بنكين أمريكيين، مشيرا إلى أن بنك جولدمان ساكس لايزال مؤمنا بأن الأسواق ستشهد انتعاشا قويا من الصين في الجزء الأخير من العام حيث يعود النشاط الاقتصادي من عمليات الإغلاق الصارمة لفيروس كوفيد -19.
وأوضح أن نشاط الصين وبالتالي الطلب على النفط أظهر دلائل على أنه قد يكون جاهزا للإقلاع، على الرغم من أن الذعر في السوق بشأن احتمال أن يؤدي إخفاق بنكين أمريكيين إلى بدء العدوى قد هدد الارتفاع المحتمل.
وأضاف التقرير أنه في الأسبوع الماضي قال بنك جولدمان ساكس: إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط بعد 12 شهرا من الآن، مشيرا إلى زيادة الطلب المتوقعة في الصين إلى أكثر من 16 مليون برميل يوميا، موضحا أن بنك جولدمان ساكس متفائل بشأن السلع في ذلك الوقت.
ونوه إلى توقع معظم المحللين أن ينمو طلب الصين على النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة، على الرغم من أن متوسط واردات النفط خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) في الصين كان أقل من العام الماضي، موضحا أنه عادة ما يكون الطلب على النفط في شهري يناير وفبراير من كل عام أضعف بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
من جانب آخر، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام انخفضت للشهر الخامس على التوالي، وبلغت ذروتها في انخفاضها الفصلي الثاني منذ أوائل 2020، مع تراجع الأسعار على خلفية المعنويات الاقتصادية الأمريكية القاتمة والأزمة المصرفية التي هزت الأسواق الأوسع، بينما علق المضاربون على ارتفاع أسعار النفط آمالهم في انتعاش طلب الصين لأنه ينهي سياسات "صفر كوفيد" حيث كان الانتعاش أبطأ مما توقعه البعض.
ولفت التقرير إلى إصدار البنوك الكبرى ومراقبي الصناعة توقعات بأسعار صعودية لبقية العام حيث سجل الخام أفضل أسبوع له في 2023 وسط اضطرابات في الصادرات العراقية، مؤكدا أن الاختبار التالي للارتفاع الحالي سيكون المتوسط المتحرك لمدة 50 يوما الذي قد يمثل مقاومة على المدى القصير في غياب محفز إيجابي.
ونقل عن شركات طاقة دولية تأكيدها أن التطورات الأساسية مثل البيانات الإيجابية لمؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي في الصين وسحب المخزون في الولايات المتحدة واستقرار الأسواق المالية دعمت مكاسب النفط الخام.
وذكر أن المفوضية الأوروبية أخبرت الدول الأعضاء أن تحديد سقف قدره 60 دولارا للبرميل على سعر النفط الروسي يثبت فاعليته في الحد من العائدات الروسية مع عدم تعطيل السوق حيث سيظل دون تغيير في الوقت الحالي، وأبلغت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة هذا الأسبوع أنه لا توجد رغبة بين معظم دول مجموعة السبع لخفض هذا السقف السعري في المرحلة الراهنة.
ولفت التقرير إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن آلية السقف السعري حققت أهدافها المتمثلة في خفض عائدات موسكو، لافتا إلى أن لروسيا حرية نقل النفط وبيعه بأي ثمن إذا لم تستخدم خدمات وسفن مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي. وعمليا لا تزال روسيا تعتمد على شركات التأمين الغربية لتغطية أكثر من نصف أسطول الناقلات الذي يصدر نفطها.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل لتسجل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي في ظل انخفاض الإمدادات في بعض أنحاء العالم وإظهار بيانات التضخم في الولايات المتحدة بعض المؤشرات إلى تباطؤ ارتفاع الأسعار. وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران (يونيو) 1.29 دولار أو 1.6 في المائة، إلى 79.89 دولار للبرميل عند التسوية.
وصعدت عقود برنت تسليم أيار (مايو)، التي انتهى أجلها عند التسوية، 50 سنتا أو0.6 في المائة، إلى 79.77 دولارا للبرميل، وبلغت خسائره الشهرية 4.9 في المائة، وخسائره الفصلية 7 في المائة.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مايو 1.30 دولار، أو 1.8 في المائة، إلى 75.67 دولار لتبلغ مكاسبه نحو 9 في المائة، هذا الأسبوع، وبلغت خسائره الشهرية 1.8 في المائة، وخسائره الفصلية في الربع الأول 5.7 في المائة.