الجالية الإندونيسية تستحضر موروثها الثقافي في رمضان
تتشكل في شهر رمضان المبارك أجواء روحانية غراء، حيث تحتفظ من خلال ذلك الجاليات المسلمة بثقافاتها المختلفة، أثناء تأدية شعائرها الدينية وقيامها بالصيام والقيام في الشهر الفضيل، الذي ما يلبث الشهر الكريم في إطلاله أيامه الأولى، حتى يحيي أفراد العائلة من تلك الجاليات، مشاركة بعضهم بعضا في إفطار جماعي، وتقديم مجموعة من الأطباق والوجبات الرمضانية، وإحياء كذلك الزيارات فيما بينهم، كموروث يتجدد مع مطلع شهر رمضان المبارك.
وتستحضر الجالية الإندونيسية في مكة المكرمة موروثها الثقافي في شهر رمضان، الذي تكون حاضرة في نقل تقاليدهم السائدة في بلادهم، وتكون محط تذكير بأقربائهم وأهاليهم وأصدقائهم والتعبير عنها بالفرحة والسعادة، حيث أوضح المقيم الإندونيسي مبارك شعراني، الذي يقيم في المملكة منذ 1984 بأن موائد الإندونيسيين تختلف في أيام رمضان، حيث يتناولون أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه، ويبدأ الصائمون إفطارهم بأنواع مختلفة من المشروبات مثل شاي الحلو المبرد وشراب (تيمون سورى)، وهو نوع من الخيار أو الشمام. كما يحرص كثيرون منهم على الإفطار على التمر اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضا تناول البطاطا، ويقومون بغليها وخلطها بالسكر البني وجوز الهند، ويطلق الإندونيسيون على هذا النوع من حلوى البطاطا (كولاك)، وكذلك الأطعمة المقلية والفواكه المشكلة والمختلطة بالحليب المكثف وغيرها. كما عادة يبدأ الإفطار مع الشاي الحلو المبرد، والأرز بشكل خاص، حيث يحتل الأرز مكانا رئيسا على موائد الإندونيسيين سواء في رمضان أو في شهور العام الأخرى، ويتم تقديمه في صور عديدة، أشهرها الأرز المسلوق الأبيض والأرز المقلي المحمر الذي يعرف باسم "ناسى قورينق"، ويقدم إلى جانب الأسماك أو الدجاج أو اللحوم. بينما في المملكة يبدأ الإفطار بالتمر والمشروبات المتنوعة مثل السوبيا والشربة والسمبوسة والفول والتميس وغيرها من الأطعمة الخفيفة بشكل عام.