ريادة الأعمال ودفع النساء إلى العمل «1من 2»

كثر الحديث خلال الفترة الأخيرة في معظم الدول عن دور ريادة الأعمال في تحريك النشاط الاقتصادي بتوسيع دائرة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، خاصة في الدول التي تبحث عن تحسين مستويات مؤشرات نمو اقتصاداتها، وأيضا تحاول -بقدر المستطاع- اقتحام النساء سوق العمل، والمشاركة في المسألة الاقتصادية، وإعطاء النساء دورا أكبر وتمكينهن في هذا الاتجاه، خاصة في بعض الدول الإفريقية.
ويطرح لنا هنا البنك الدولي قصصا وتجارب متنوعة عن نماذج دور ريادة الأعمال بدفع مزيد من النساء نحو هذا النشاط الاقتصادي من خلال الدورات التدريبية المتنوعة التي تساعد على ذلك، فقد افتتحت أنيسة شيخ عبدالقادر، مطعما يطل على الطريق الوطني رقم واحد الذي يحظى بشعبية كبيرة بين سائقي الشاحنات الإثيوبيين، وسكان مدينة مولود التي تقع في منطقة دخيل الجنوبية في جيبوتي. وأنيسة واحدة من بين 1497 مستفيدا من برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال الذي تديره الوكالة الجيبوتية للتنمية الاجتماعية ومركز القيادة وريادة الأعمال، كما أنه جزء من مشروع يموله البنك الدولي لمساندة الشباب ورائدات الأعمال.
وكبر مطعم أنيسة الصغير بفضل البرنامج الذي مكنها من توصيل الكهرباء وشراء ثلاجة وتعيين طباخ جديد أكثر خبرة لتوسيع قائمة المأكولات التي يقدمها المطعم. وقالت أنيسة، "لقد تحسن وضع أسرتنا كثيرا، فالأطفال يتمتعون بحياة أفضل، كما يمكننا توفير مزيد من اللوازم المدرسية والوجبات الخفيفة والملابس التي لم نكن قادرين على سداد مقابلها من قبل.. إن الوضع الحالي يجلب السعادة لأطفالنا. وقبل ذلك، كنا نعتني أيضا بالأخ الأصغر لزوجي. واليوم، يعمل هذا الأخ معنا في المطعم واستقل بحياته حتى إنه تزوج أخيرا".
ويمنح هذا البرنامج 2300 مؤسسة أعمال متناهية الصغر القدرة على الحصول على خدمات تنمية الأعمال مثل المحاسبة والتسويق والتدريب على الإدارة، وكذلك رأس المال التأسيسي. ويهدف البرنامج إلى معالجة البطالة والفقر بين الشباب والنساء من خلال إتاحة الفرصة لهم لإيجاد الأنشطة المدرة للدخل. كما أنه يتسق مع هدف الحكومة المتمثل في تعزيز دور القطاع الخاص في البلاد، وتوسيع نطاق النمو، ليكون أكثر شمولا للجميع. ويكتسب هذا البرنامج أهمية خاصة في جيبوتي، حيث يبلغ معدل البطالة نحو 79 في المائة بين صفوف الشباب، و74 في المائة للنساء... يتبع.