رياح معاكسة تضغط على سوق النفط .. المتداولون ينتظرون إشارات أوضح للطلب الصيني

رياح معاكسة تضغط على سوق النفط .. المتداولون ينتظرون إشارات أوضح للطلب الصيني

ارتفعت أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، بينما سجلت خسائر أسبوعية جديدة بسبب المخاوف من رفع سعر الفائدة الأمريكية، علاوة على بيانات التوظيف في الولايات المتحدة التي جاءت أقل من المتوقع.
وذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار الخام سجلت خسارة أسبوعية مع هيمنة رياح الاقتصاد الكلي المعاكسة على السوق، حيث ينتظر المتداولون إشارات أوضح على اتجاهات الطلب الصينية.
وأشار إلى انخفاض أسعار النفط الخام بمقدار ثلاثة دولارات هذا الأسبوع، على الرغم من المكاسب السابقة التي تحققت وسط مخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتحول إلى مزيد من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، ما يضاعف الضغط من التوقعات الاقتصادية المعتدلة من الصين، وانتعاشا أبطأ من المتوقع في السفر الدولي في مقابل مرونة إنتاج الخام الروسي.
ونقل التقرير عن محللين تأكيدهم أن الرغبة في المخاطرة تهيمن على السوق، حيث يتريث متداولو النفط الخام من زيادة مراكزهم بشكل كبير مع حبس الأسعار في نطاق ضيق، موضحا أن السوق اجتازت عاما مليئا بالمطبات حتى الآن، حيث تم تحريكها ذهابا وإيابا بواسطة الدوافع المتعارضة لمخاوف التباطؤ في الولايات المتحدة وانتعاش الصين.
وأبرز توقعات صادرة عن معظم البنوك الكبرى ترجح أن يرتفع الطلب في النصف الثاني من العام، حيث يلعب المسافرون الصينيون دورا رئيسا في تعزيز الطلب، حيث يبدو أن احتمالية حدوث مثل هذا الانتعاش من أكبر مستهلك للسلعة في العالم آخذة في الازدياد، كما أن المحرك الرئيس للطلب الآسيوي على النفط آخذ في الارتفاع.
ولفت إلى أنه يتم تخزين ملايين من براميل الديزل الروسي مؤقتا على ناقلات النفط، حيث تتعامل البلاد مع تداعيات عقوبات الاتحاد الأوروبي وهو ما يعد أكبر تراكم في التخزين العائم لوقود الديزل من روسيا منذ بدء جمع البيانات في 2016 ولا سيما أن التراكم يشير إلى الصعوبات في استبدال مشتري الوقود الروسي من الاتحاد الأوروبي.
ونقل التقرير عن شركة "وود ماكينزي" الدولية تأكيده أنه إذا استمر التخزين العائم والكميات غير المخصصة من البراميل من روسيا في النمو فسيكون هناك انخفاض حاد في صادرات الديزل، مشيرا إلى أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على جميع واردات الديزل المنقولة بحرا -ومنتجات النفط الأخرى- من روسيا أدى إلى قطع البلاد عن سوق التصدير الرئيسة.
وتوقع أن يبلغ متوسط صادرات البلاد من وقود الديزل 750 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري بانخفاض من 1.1 مليون في يناير، إذ إن القلق الأوسع لسوق النفط هو إذا ما كان الانخفاض في الصادرات الروسية من وقود الديزل سيعود في النهاية إلى عمليات معالجة النفط الخام في البلاد.
وفي ظل خيارات تخزين الديزل المحدودة سيؤدي الانخفاض الكبير في الصادرات قريبا إلى إجبار المصافي الروسية على خفض إنتاجها، كما تشير بيانات "وود ماكينزي" إلى انخفاض بأكثر من مليون برميل يوميا في معالجة النفط الخام في البلاد من بداية الربع الثاني مقابل يناير.
من جانب آخر، ذكر تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن إنتاج "أوبك +" انخفض بمقدار 80 ألف برميل يوميا في فبراير الماضي، في حين زاد إنتاج النفط الروسي بشكل طفيف، وأدى الانخفاض في أنجولا والعراق وكازاخستان إلى انخفاض إجمالي الإنتاج.
وأشار التقرير إلى انخفاض إنتاج النفط المجمع لمجموعة "أوبك +" في فبراير بمقدار 80 ألف برميل يوميا، حيث فشلت الزيادة الطفيفة في إنتاج روسيا الذي لا يزال مرنا في تعويض الانخفاضات في أنجولا والعراق وكازاخستان.
وأوضح أن الإنتاج المجمع لجميع أعضاء "أوبك" البالغ عددهم 13 انخفض 60 ألف برميل يوميا في فبراير مقارنة بيناير، بينما انخفض الإنتاج في المجموعة غير الأعضاء في "أوبك" بقيادة روسيا بمقدار 20 ألف برميل يوميا على أساس شهري، مشيرا إلى أن إنتاج روسيا من النفط زاد عشرة آلاف برميل يوميا إلى 9.86 مليون برميل يوميا في فبراير الماضي.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط الخام سجلت أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ يناير الماضي بعد أن أعاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إشعال مخاوف الركود، وسط توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية أثار قلق أسواق النفط، ما دعم مخاوف من أن توقعات الطلب على النفط قد تكون أسوأ مما كان متوقعا مسبقا.
وأضاف أنه "مع عدم وجود تأثير كبير لعوامل صعودية مقنعة تلوح في الأفق في الأسبوعين المقبلين يبدو أن الاتجاه الهبوطي يتزايد في أسواق النفط"، محذرا من تأثيرات اتجاه البيت الأبيض نحو إلغاء دعم الوقود التقليدي، حيث من المتوقع أن يقترح الرئيس الأمريكي ميزانية من شأنها إلغاء دعم النفط والغاز بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، بما في ذلك حوافز التنقيب، لكن هناك فرصة ضئيلة لتمرير هذه الخطط من خلال الكونجرس المنقسم بالفعل.

الأكثر قراءة