أكبر قرض مباشر من نوعه .. مجموعات الائتمان تجتاح دائرة البنوك

أكبر قرض مباشر من نوعه .. مجموعات الائتمان تجتاح دائرة البنوك

تستعد مجموعات الائتمان الخاص بما فيها "أبولو" و"أريس" و"بلاكستون" لتقديم أكبر قرض مباشر على الاطلاق حيث تستمر في اجتياح العمل المربح الذي كانت بنوك وول ستريت تسيطر عليه عادة.
المقرضون واثقون بشكل متزايد أن باستطاعتهم التفوق على بنوك الاستثمار مثل جيه بي مورجان تشيس وجولدمان ساكس في صفقة لتمويل استحواذ "كارلايل" على حصة قدرها 50 في المائة من شركة تحليلات الرعاية الصحية كوتيفيتي، وفقا لخمسة أشخاص مطلعين على المعاملة.
سيكون القرض البالغ 5.5 مليار دولار لمساعدة مجموعة الاستحواذ كارلايل في الحصول على الحصة من منافستها مجموعة فيريتاس كابيتال الأكبر من نوعه وقد يعلن عنه في الأيام أو الأسابيع المقبلة، كما أضاف هؤلاء الأشخاص. تقدر الصفقة "كوتيفيتي" بما يقارب 15 مليار دولار.
كما تؤكد الصفقة القوة النامية لمقدمي الائتمان الخاص في أعقاب الأزمة المالية العالمية، التي دخلت حقبة جديدة من متطلبات رأس المال الأصعب للبنوك ما جعل من الصعب عليها تمويل عمليات الاستحواذ المحفوفة بالمخاطر.
تسارع هذا الاتجاه في الأشهر الأخيرة بعد أن جعلت أسواق السندات المتقلبة البنوك تكافح للتخلص من الديون التي قدمتها لتمويل عمليات الاستحواذ الكبيرة، بما فيها استحواذ إيلون ماسك على "تويتر".
قال كيب ديفير، رئيس الائتمان في شركة أريس: "لم تعد الصفقة الكبيرة مصدرها البنوك فحسب".
تعد حزمة تمويل "كوتيفيتي"، التي سيصاحبها استثمار بقيمة مليار دولار في الأسهم الممتازة، واحدة من عدة قروض خاصة كبيرة تتم مناقشتها، وفقا لمسؤولين تنفيذيين في صناعة رأس المال الخاص.
حجم الصفقات المحتملة أكبر بكثير مما كانت ستكون عليه قبل عدة أعوام عندما كانت القروض الخاصة عادة ما تصل من مليار إلى ملياري دولار.
قال ديفير: "لديهم مسحوق جاف -أوراق مالية صالحة للعرض في السوق وتتميز بسيولة عالية تشبه النقد-. إذا كانت هناك شركة عالية الجودة ومعاملات عالية الجودة، فإن الأغلب سيجدون كثيرا من رأس المال والقدرة على فعل ذلك".
حجم رأس المال المعروض هو نتاج موجة من جمع الأموال من صناديق الائتمان الخاصة، تدار كثير منها من شركات بدأت كمجموعات استحواذ مختصة.
كان هناك تدفق للمستثمرين الأفراد في صناديق مثل صندوق الاستثمار الائتماني الخاص لـ "بلاكستون"، المعروف باسم بي كريد، على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ما ساعد مجموعات رأس المال الخاص على كتابة شيكات أكبر من أي وقت مضى. حتى بعد موجة التدفقات الخارجة الأخيرة، تظل المؤسسات الاستثمارية ملتزمة بالسوق.
أخبر هوارد ماركس، شريك مؤسس لشركة أوكتري كابيتال، العملاء الأسبوع الماضي بأن المجموعة تحاول جمع عشرة مليارات دولار لتمويل قروض لعمليات استحواذ كبيرة. قبل أيام قليلة، أعلن مايكل أروجيتي، الرئيس التنفيذي لشركة أريس، أن الشركة "ستشرع في حملة كبيرة جدا لجمع الأموال".
جذبت العوائد المرتفعة المعروضة المقرضين من غير البنوك، حيث حققت كثير من القروض 6 أو 7 نقاط مئوية فوق مؤشر سعر الفائدة المتغير، أو نحو 11 أو 12 في المائة في المجموع. سيرتفع هذا الرقم أكثر إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى حملتهم لرفع أسعار الفائدة.
قال دان بيترزاك، الرئيس المشارك للائتمان الخاص في شركة كيه كيه آر: "لقد تطورت إلى أداة مالية ثابتة للمقترضين وارتقت أكثر. لدى السوق القدرة على عقد هذه الصفقات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات".
كانت البنوك عاجزة عن منع خسارة الأعمال المربحة أمام المنافسين من الائتمان الخاص لأن سوق بيع الديون لأطراف ثالثة مستثمرة قد نضبت في الآونة الأخيرة.
اضطر المقرضون، من ضمنهم بنك أوف أمريكا وباركليز، إلى التمسك بالقروض المقدمة لتمويل عمليات الاستحواذ الكبيرة، بما في ذلك صفقة "تويتر" والاستحواذ على شركة سيتريكس، ما جعلهم يتحملون خسائر كبيرة.
قال أليكس بوبوف، رئيس الائتمان غير السائل في كارلايل، "لقد أوقف عام 2022 أسواق رأس المال حقا. من ناحية الاضطراب، كان هذا واضحا مع تقدمه، حيث كان الضامنون لأي معاملات جديدة خارج نطاق العمل بشكل أساسي".
لا يزال الائتمان الخاص أحد المصادر القليلة لرأس المال المتاح في وقت الظروف المالية الأكثر صعوبة، حتى بعد أن بدأت أسواق السندات ذات العائد المرتفع والقروض ذات الرفع المالي في الانتعاش.
تظهر بيانات من "بيتش بوك إل سي دي" أن الأغلبية العظمى من الصفقات في سوق القروض المشتركة حيث تضمن البنوك الدين قبل بيع أجزاء منه للمستثمرين تمت لإعادة تمويل القروض الحالية بدلا من تمويل عمليات الاستحواذ.
يقول مصرفيون إن الاتجاه قد ينعكس إذا أصبحت الأسواق أقل تقلبا. "يوجد كثير من الضامنين على الهامش لذا فإن الحصول على صفقة مشتركة مضمونة على نطاق واسع يمثل تحديا. لكن سيعود الناس"، كما قال روب فولرتون، الرئيس العالمي للتمويل بالرفع المالي في "جيفريز".
قال الأشخاص المطلعون على المعاملة إن هناك طلبا قويا على قرض "كوتيفيتي"، حيث تتنافس المجموعات بما في ذلك "إتش بي إس إنفستمنت" للحصول على جزء من منه إلى جانب "أبولو" و"أريس" و"بلاكستون".
نظرا لمستوى الطلب المرتفع، تمكنت "كارلايل" من خفض العائد على القرض إلى نحو 6.25 نقطة مئوية فوق معدل سوفر القياسي -معدل التمويل المضمون لليلة واحدة- مقارنة بـ6.5 نقطة مئوية التي نوقشت سابقا وفقا للأشخاص المطلعين على المحادثات.
تناقش مجموعات رأس المال الخاص حافزا من شأنه أن يسمح لـ "كوتيفيتي" بدفع الفائدة على القرض عن طريق زيادة الديون، وهو عامل في تفضيل "كارلايل" حزمة التمويل على حزمة منافسة يقدمها جيه بي مورجان وجولدمان ساكس.
لا تزال المناقشات حول ما يسمى بتقديم الدفع العيني في مرحلة مبكرة وقد لا تصل إلى شيء. قال اثنان من الأشخاص إن إدراجه في الصفقة سيسمح لـ "كوتيفيتي" بالحفاظ على النقد في الوقت الذي تقترب فيه الولايات المتحدة من ركود.

الأكثر قراءة