بعد 5 أيام من المكاسب .. ارتفاع الدولار وبيانات صينية ضعيفة يحولان دفة أسواق النفط

بعد 5 أيام من المكاسب .. ارتفاع الدولار وبيانات صينية ضعيفة يحولان دفة أسواق النفط
تعرضت الأسعار لمزيد من الضغوط بسبب انخفاض الصادرات والواردات الصينية.

انخفضت أسعار النفط بعدما أدى ارتفاع الدولار وصدور بيانات نفطية ضعيفة في الصين إلى تحويل دفة السوق بعد خمسة أيام من المكاسب.
وتعرضت الأسعار لمزيد من الضغوط بسبب انخفاض الصادرات والواردات الصينية في كانون الثاني (يناير) وفبراير بما فيها واردات النفط الخام. وجاء الانخفاض على الرغم من رفع القيود المرتبطة بالجائحة في الصين، ما يشير إلى ضعف الطلب الخارجي.
ويأتي ذلك رغم ظهور بيانات ضعيفة عن النفط الصخري الأمريكي، حيث أكد مسؤولون في هيوستن أن حوض بيرميان الأكثر غزارة في أمريكا سيبلغ ذروته قريبا في غضون خمسة إلى ستة أعوام.
وقال مختصون ومحللون نفطيون، إن مؤشرات إيجابية في السوق ظهرت في ظل محادثات تمت على هامش مؤتمر "سيراويك " حيث ناقش كبار مسؤولي "أوبك" مع كبار المسؤولين التنفيذيين من بعض أكبر شركات النفط الصخري الأمريكية سبل تأمين إمدادات النفط العالمية، مشيرين إلى حرص الجانبين منذ عام 2017 على ضمان حوار مفتوح وفعال بين الطرفين.
ونوهوا إلى اتفاق الجانبين على أنه لا أحد يتحكم في السوق وأنه يتعين على كل شركة أن تفعل ما تعتقد أنه الأفضل، لافتين إلى أهمية علاج إشكالية نقص الطاقة الإنتاجية الفائضة المتبقية للنفط على مستوى العالم.
وأشاروا إلى أن شركات النفط الصخري الأمريكية من المتوقع أن ترفع إنتاج النفط هذا العام ولكنها تظل تواجه صعوبات ممثلة في سلسلة التوريد واختناقات العمالة وتضخم التكلفة واستراتيجية الصناعة لمكافأة المساهمين وخفض الديون بدلا من تحمل مزيد من الديون لزيادة الإنتاج.
وذكر المختصون أن السوق تشهد بعض التقلبات ولكن لا تعاني اضطرابا كبيرا على الرغم من تشديد العقوبات والحظر على التدفقات الروسية التي تتوسع حاليا في السوق الآسيوية كبديل عن السوق الأوروبية.
وأوضحوا أن توقعات إقرار مزيد من رفع أسعار الفائدة الأمريكية من جانب الاحتياطي الفيدرالي تكبح مكاسب أسعار النفط وتنبئ بمزيد من التقلبات خلال العام الجاري، موضحين أن السياسة النقدية التقييدية تشكل رياحا معاكسة لاستهلاك الوقود العالمي.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن السوق النفطية تجتاز فترة صعبة من عدم اليقين وتصارع التوقعات والمخاوف المستقبلية، مشيرا إلى تقارير تؤكد أن سعة تخزين النفط الخام الضخمة في الصين تسمح لها بلعب دور كبير في أسواق النفط وامتصاص كميات هائلة من فائض المعروض من النفط الخام أو خفض المخزونات عندما تضيق الأسواق.
ولفت إلى أن قرار "أوبك" بالتحفظ على مطالب من أجل ضخ مزيد من الإنتاج يجيء انطلاقا من رؤيتها المستقبلية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب بشكل مستدام حيث تنتظر تعافيا كاملا للطلب الصيني وحدوث انحسار واسع للمخاوف العالمية المرتبطة بالركود الاقتصادي جراء الرفع المتكرر لأسعار الفائدة الأمريكية.
من جانبه، ذكر لـ"الاقتصادية" روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن بدء الحظر على النفط الخام الروسي المنقول بحرا لم يكن مؤثرا بالشكل الكامل في المعروض النفطي ولم ينل من قوة الإمدادات النفطية الروسية، حيث ظلت هي المفضلة على الإطلاق بين مصافي التكرير الخاصة في الصين كما جذبت مزيدا من المشترين في الهند وهو اتجاه يمكن أن يزيد المنافسة بين اثنين من أكبر مستوردي النفط في آسيا.
وأوضح أن بيانات رسمية هندية تشير إلى أن خام الأورال الروسي هو الدرجة الرئيسة التي تستوردها الهند لكن من السابق لأوانه معرفة أن اتجاها طويل الأجل من المشتريات الهندية من الخام الروسي سيستمر وذلك حتى تتم معالجة تحديات النقل وتكاليف الشحن المرتفعة نسبيا.
بدورها، بينت لـ"الاقتصادية" مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن محادثات كبار مسؤولي "أوبك" والمسؤولين في أكبر منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة جاءت في وقت دقيق ومهم من عمر الصناعة وفي ظل أوضاع السوق المتوترة حيث ركز الجانبان على معالجة نقص المعروض من النفط العالمي.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا، أو 0.48 في المائة، إلى 85.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:50 بتوقيت جرينتش، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا، أو 0.5 في المائة، إلى 80.06 دولار للبرميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 84.56 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 83.80 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.91 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة