ارتفاع أسعار الطاقة .. من الأكثر تأثرا؟ «1 من 2»
ارتفعت أسعار الطاقة ارتفاعا حادا خلال العام الماضي، وهو اتجاه تفاقم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار الطاقة 11 في المائة في 2023، فإن أسعار الطاقة ستظل أعلى 75 في المائة عن متوسطها خلال الأعوام الخمسة الماضية. وكانت لهذه الأسعار المرتفعة تكلفة بشرية باهظة، بما في ذلك جعل الغذاء غير ميسور التكلفة بسبب ارتفاع تكلفة النقل، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في المصانع، وأدى إلى توقف إنتاج السلع الأساسية، ومنع الأطفال من الدراسة بسبب نقص إمدادات الكهرباء.
ويتطلب التصدي للعواقب الاجتماعية والاقتصادية لارتفاع أسعار الطاقة معرفة من الأكثر تضررا عندما ترتفع أسعار الطاقة. ولزيادة فهمنا لهذه القضية، نستغل بيانات الاستهلاك المنسقة من 119 مسحا شملت 72 بلدا. وبالنسبة إلى كل مسح من هذه المسوح، نحسب نسبة إجمالي الاستهلاك الذي يتم إنفاقه على الطاقة حسب شريحة الاستهلاك العشرية، ونرسم هذا حسب مستوى الاستهلاك.
من الواضح أن هناك كثيرا من التنوع. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن احتياجات الطاقة تعتمد على مناخ البلد المعني، وسعر الطاقة، والأعراف الثقافية، والاختلافات في كيفية قياس استهلاك الطاقة أو الاستهلاك العام فيما بين الدول. إلا أن ثمة نمطا شائعا للكشف عنه أيضا. من مخطط التشتت، يتضح أن الأشخاص الذين لديهم مستويات استهلاك منخفضة للغاية أو مرتفعة للغاية لن ينفقوا على الأرجح جزءا كبيرا من استهلاكهم على الطاقة.
وإذا قمنا بضبط الحدود المحلية المتعددة من خلال مخطط التشتت، يبدو أن الأفراد الذين يراوح استهلاكهم اليومي بين خمسة دولارات و20 دولارا ينفقون أكثر من 11 في المائة من استهلاكهم على الطاقة، بينما ينفق أشد الناس فقرا وثراء في العالم ما يقرب من النصف. وعموما، تتأثر الطبقة المتوسطة في العالم أكثر من غيرها عندما ترتفع أسعار الطاقة.
ويعني هذا النمط أنه في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تقل مستويات استهلاك جميع الأسر تقريبا عن 20 دولارا للفرد في اليوم، فإن ارتفاع أسعار الطاقة سيضر بالأسر الأكثر ثراء أكثر مما سيضر الأسر الأشد فقرا. بل على العكس من ذلك، ففي الدول مرتفعة الدخل التي يقل فيها الاستهلاك اليومي للأسر عن خمسة دولارات، فإن ارتفاع أسعار الطاقة سيلحق أشد الضرر بأشد الناس فقرا... يتبع.