رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


"شريك" والطموحات الكبرى

إن تحويل برنامج شريك إلى مركز متكامل مستقل لدعم أعمال الشركات الكبرى، وما تم تحقيقه من منجزات في فترة قصيرة، لهي تطورات مشجعة ومحفزة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. انضم إلى المركز حتى الآن 28 شركة، من ضمنها ثماني شركات كبرى لديها استثمارات بـ120 مليار ريال من مشاريع إجمالية تكاليفها 192 مليار ريال، وستظهر تأثيرات هذه المشاريع في الناتج المحلي الإجمالي بزيادة 466 مليار ريال خلال الـ20 عاما المقبلة.
يهدف برنامج شريك في حلته الجديدة إلى تنمية استثمارات القطاع الخاص المحلية لتصل إلى خمسة تريليونات ريال بحلول 2030، وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل إلى جانب تعزيز المحتوى المحلي. ويبدو أن الظروف مواتية لنجاح مركز شريك، أولا في كونه سيتلقى الدعم المباشر من تمويلات بميزانية مستقلة إلى أن يحين الوقت الذي يقوم المركز بتمويل نفسه بنفسه في الأعوام المقبلة، وثانيا هناك لجنة مختصة بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وهي لجنة استثمارات الشركات الكبرى التي ستزاول أعمالها كمجلس إدارة للمركز وتحت إشراف اللجنة الاستراتيجية في مجلس الشؤون الاقتصادية. هذه اللجنة ستعين المركز في أعماله وستقود توجهاته الاستراتيجية من خلال عدد من المهام التي ستشمل اعتماد معايير تصنيف الشركات الكبرى ومراجعة الأنظمة واللوائح المؤثرة في استثماراتها، إلى جانب تحديد طبيعة الحوافز التي ستتلقاها الشركات المشاركة في البرنامج.
أهمية مركز شريك تكمن في كونه برنامجا اقتصاديا مبتكرا لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ستنتج عنه نقلة كبيرة وغير مسبوقة في استراتيجيات الشركات السعودية الكبرى وتوجيه أعمالها نحو مشاريع تتميز بضخامة الحجم وقوة التأثير في مختلف القطاعات الاقتصادية. أي أن البرنامج يرى أن على الشركات الكبرى الإسهام في نهضة البلاد من خلال التوسع في مشاريعها القائمة والجديدة والمبتكرة.
عنصر الابتكار في فكرة برنامج شريك أن هناك بالفعل حاجة إلى تدخل جهة خارجية كبيرة ومؤثرة من أجل إحداث نقلات استراتيجية كبرى من الصعب لها أن تتم بذواتها دون جهاز راع وداعم ومشرف ومحفز، وهذا ما يقوم به مركز شريك. وهناك تجارب دولية عديدة لصناعات قامت وازدهرت بسبب تبني جهات كبرى لها، في الأغلب تكون جهات ذات طابع حكومي أو شبه حكومي، ومن ذلك ازدهار صناعة الفضاء في أمريكا نتيجة التوجهات الاستراتيجية الجديدة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إلى جانب أمثلة كثيرة لدول استفادت من التقنيات والحلول المنطلقة من القطاعات العسكرية في إنتاج سلع وخدمات مدنية يستفاد منها في مناحي الحياة كافة.
من الممكن كذلك أن يمارس مركز شريك دوره كحلقة وصل بين الشركات الكبرى ذاتها، بحيث يستفاد من لجنة المشاريع الكبرى في المركز في بناء استراتيجيات وتحالفات بين الشركات الكبرى والتنسيق فيما بينها. أي أن المركز سيصبح نقطة التقاء وتنسيق بين الشركات الكبرى ومن خلاله يمكن أن تخرج مشاريع جديدة وخطوات تنسيقية مؤثرة قد يصعب تحقيقها خارج نطاق هذا البرنامج الإبداعي الطموح.
الكرة الآن في مرمى الشركات الكبرى وغيرها من الشركات التي لديها مشاريع كبرى بحاجة إلى دعم وتمويل وتحفيز لتقف على أقدامها، وبالفعل رأينا نماذج لمشاريع كبرى تم استعراضها في حفل إعلان الحزمة الأولى من مشاريع الشركات الكبرى. خمسة من هذه المشاريع خاصة بشركة أرامكو السعودية معنية بصناعة الحديد، وصب وتشكيل المعادن، وإنتاج مواد كيميائية جديدة، وصناعة محركات السفن، ومشروع آخر مختص بالحوسبة السحابية. وهناك كذلك مشاريع كبرى في مجال الطاقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشروع خاص بإنتاج الفوسفات وآخر مختص بصناعة المحفزات، وآخر لتشييد كيابل اتصالات تحت البحار، وأشباه الموصلات، وغيرها من مشاريع النقل والخدمات اللوجستية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي