معنويات السوق النفطية تتعافى .. هوامش تكرير قوية ومعدلات تشغيل مرتفعة

معنويات السوق النفطية تتعافى .. هوامش تكرير قوية ومعدلات تشغيل مرتفعة

توقع محللون نفطيون استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بتأثير من انتعاش نشاط المصانع في الصين ما يدعم تواصل المكاسب الأسبوعية التي تحققت في الأسبوع الماضي.
وأوضح المحللون في تصريحات لـ"الاقتصادية"، أن مكاسب النفط تواجه رياحا عكسية ممثلة في القلق من ارتفاع مستوى المخزونات النفطية الأمريكية إضافة إلى توقعات رفع أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة.
وذكروا أن معنويات السوق النفطية تتجه بخطوات متسارعة نحو التعافي مع هوامش تكرير قوية بما يكفي للحفاظ على معدلات التشغيل مرتفعة، لافتين إلى بيانات صادرة عن وكالة "بلاتس" للمعلومات النفطية تؤكد أن واردات المواد الخام من قبل مصافي التكرير المستقلة في الصين انخفضت بنسبة 8.9 في المائة على أساس شهري إلى 15.18 مليون طن متري أو 3.97 مليون برميل في اليوم في شباط (فبراير).
وأوضحوا أن تعافي الطلب الصيني بشكل كامل ما زال موضع شكوك في السوق ولكن هناك حالة معنوية إيجابية بعد إنهاء قيود الإغلاق كافة والعدول عن سياسة صفر كوفيد واستئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل طبيعي ولكن من المرجح أن تنخفض واردات المواد الأولية بشكل طفيف في آذار (مارس) الجاري وسط بدء صيانة المصافي الصينية.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة " كيو إتش أيه " لخدمات الطاقة إن المكاسب السعرية مرجحة بشكل كبير خلال الأسبوع الجاري، لافتا إلى أنه على الرغم من البيانات المتضاربة في السوق تحوم هوامش التكرير عند مستويات صحية وقد تحرص المصافي المستقلة خاصة في الصين على الاستمرار في التشغيل وتأجيل جداول الصيانة الخاصة بها، مع تسجيل متوسط هوامش التكرير للنفط الخام المستورد نحو 15 دولارا للبرميل في شباط (فبراير) الماضي بانخفاض طفيف من 17 دولارا للبرميل في كانون الثاني (يناير) الماضي.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة " تكنيك جروب " الدولية أن صناعة النفط الخام تتجه إلى استعادة كثير من الزخم السابق خاصة بعد أزمة الحرب في أوكرانيا التي كشفت مدى الحاجة إلى الحفاظ على موارد الطاقة التقليدية كافة، مشيرا إلى أن شركات الطاقة تتطلع الآن إلى جذب مزيد من المستثمرين والحفاظ على المستثمرين الحاليين بتوزيعات جذابة للمساهمين وعائدات أعلى من الأرباح وإعادة الشراء.
ولفت إلى أن التدفقات النقدية لشركات الطاقة سجلت في العام الماضي مستويات قياسية لكن من المتوقع أن تكون أرباح هذا العام أقل ولكنها لا تزال مرتفعة بالمعايير التاريخية وقد يؤدي التباطؤ الاقتصادي الملحوظ أو الركود في أوروبا والولايات المتحدة إلى انخفاض النشاط وهيمنة الطلب الفاتر على النفط وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيشير إلى أن العقوبات على روسيا التي تشمل الحظر والسقف السعري لم تحد كثيرا من الإمدادات الروسية حيث سارعت موسكو إلى الرد على ذلك من خلال خفض الإنتاج كما أنها عازمة على الدفاع عن حصتها في سوق النفط في الهند.
وأضاف أنه بالنظر إلى الإشارات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية إلى مستوى أعلى للحد من التضخم، مشيرا إلى أن بنك أوف أمريكا يتوقع تعافيا للنمو العالمي ما سيساعد على تحقيق أرباح جيدة لصناعة النفط الخام.
بدورها، تقول إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إنه بحسب تقارير دولية فإن شركات الطاقة في أوروبا استثمرت ما مجموعه 43.6 مليار دولار (41 مليار يورو) في عمليات إعادة شراء الأسهم في 2022 وذلك لأول مرة منذ سحق الوباء الطلب على النفط قبل ثلاثة أعوام، موضحة أن أرباح الشركات القياسية في 2022 تغذي عمليات إعادة شراء النفط الكبيرة.
وأشارت إلى تطلع كبرى شركات الطاقة العالمية إلى زيادة توزيع العائدات على المساهمين ورفع أسعار أسهمها بعد أعوام من الأداء الضعيف للسوق بسبب تراجع الطلب المرتبط بأزمة الجائحة وتجنب المستثمرين قطاع النفط والغاز، لافتة إلى تأكيد شركة شيفرون أنها تجتذب المستثمرين مرة أخرى بأموال ثابتة ومتنامية تعود إلى المساهمين.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الخام في نهاية تعاملات الجمعة لتحقق مكاسب أسبوعية مع صعود خام برنت بالقرب من 86 دولارا للبرميل.
وعوض انتعاش نشاط المصانع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية واحتمال زيادات في أسعار الفائدة في أوروبا.
في نهاية الجلسة، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي - تسليم مايو 2023 - بنسبة 1.3 في المائة، لتصل إلى 85.83 دولار للبرميل. وارتفع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي - تسليم أبريل 2023 - بنسبة 1.9 في المائة إلى 79.68 دولار للبرميل.
ونما نشاط التصنيع في الصين، الشهر الماضي، بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، ما يعزز التوقعات بانتعاش تفكيك الوقود. ومن المقرر أن تسجل الواردات المنقولة بحرا من النفط الروسي مستوى قياسيا هذا الشهر.
وأدت التعليقات التي أدلى بها رافائيل بوستيك رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يلتزم بمعدل ربع نقطة "ثابت"، إلى تخفيف المخاوف في الولايات المتحدة، وساعدت في دعم أسعار النفط الخام يوم الخميس حتى بعد بيانات البطالة القوية.
مع ذلك، لا تزال السوق حذرة من ارتفاع أسعار المستهلكين أسرع من المتوقع في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، ما عزز التوقعات برفع أسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي الأوروبي.

الأكثر قراءة