أجاي بانجا والمقرض الأخضر .. مهمة صعبة تنتظر مرشح البنك الدولي

أجاي بانجا والمقرض الأخضر .. مهمة صعبة تنتظر مرشح البنك الدولي

في كانون الثاني (يناير) 2020، كتب أجاي بانجا الرئيس التنفيذي لـ"ماستركارد" آنذاك دعوة لاتخاذ التدابير اللازمة على الموقع الإلكتروني لشركة الدفع. بدأ قائلا: "لا أعتقد أنكم تريدونني أن أخبركم، لم يلزم اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. تشتعل هكتارات من الغابات في أي لحظة. تريليونات الأطنان من الجليد الجليدي تذوب. درجات الحرارة آخذة في الارتفاع".
بعد ثلاثة أعوام، يخضع هذا الخطاب الملح للتدقيق من مسؤولي البنك الدولي المرتبكين وهم يحاولون فهم من هو الرجل الذي سيصبح رئيسا للمؤسسة قريبا، وما الذي يمثله؟.
إذا كان بانجا، المرشح الأمريكي الجديد، مدعوما من الدول المساهمة الأخرى، فإنه يواجه مهمة ضخمة تتمثل في تجديد نهج البنك في ظل خلفية من الدول المنقسمة والبيروقراطية القديمة غير المتعاونة. واجهت مؤسسة الإقراض متعددة الأطراف، التي تأسست عقب اتفاقية بريتون وودز في 1944، انتقادات مستمرة من الدول الصغيرة وغير الثرية التي تسعى للحصول على المساعدة على دفع تكاليف الآثار المدمرة لتغير المناخ.
دفعت البلدان الثرية البنك أخيرا إلى تقديم مزيد من التمويل الميسر لمشاريع المناخ، والمشاركة في حشد أقوى للتمويل الخاص، وتمرير الإصلاحات لتحرير مزيد من السيولة النقدية الحالية الخاصة بالمؤسسة. أتاح الخروج المفاجئ لديفيد مالباس الذي عينه ترمب فرصة للولايات المتحدة - التي تختار عادة رئيس البنك - لتنصيب شخص جديد.
لكن بانجا، الذي يبلغ من العمر 63 عاما المولود في الهند والمحبوب في وول ستريت، ليس من كان يدور في أذهان ممولي التنمية وغيرهم عند التفكير فيمن يمكنه تسريع تحول البنك إلى مقرض تنموي أخضر. يقول أحد مسؤولي التنمية: "لقد اختاروا شخصا لم يسمع به أحد من قبل في عالمنا".
درس بانجا الاقتصاد في جامعة دلهي قبل العمل في شركة نستله ثم مع تحرير الاقتصاد الهندي أطلق امتيازات لمطاعم الوجبات السريعة، من ضمنها بيتزا هت وكنتاكي فرايد تشكن.
في 1996 انضم إلى سيتي جروب، وأصبح في النهاية الرئيس التنفيذي لأعمالها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قبل أن ينضم إلى "ماستركارد" في 2009، وأصبح رئيسها التنفيذي بعد عام.
أخبر بانجا، نجل ضابط في الجيش، "فاينانشيال تايمز" في وقت سابق، أن التنقل بشكل متكرر عندما كان طفلا أفاده في وقت لاحق. "إنني أكون صداقات بسهولة. وأتكيف بسهولة مع الظروف الجديدة. لقد كنت دائما الطفل الجديد في الحي، لذلك كان علي أن أتعلم الدخول إلى مجموعات قائمة".
إنه محبوب على نطاق واسع، ويصفه من هم على معرفة به بأنه متواضع وودود ومستمع جيد وله لمسة شخصية. بانجا من محبي الموسيقى، ذائقته متنوعة من موسيقى الجاز إلى إلفس بريسلي وليدي جاجا. يقول ريك هيثورنوايت، الذي كان رئيس مجلس إدارة ماستركارد عندما كان بانجا الرئيس التنفيذي: "شخصيا، يمكنه إجراء محادثة مع أي أحد".
كما قاد بانجا النجاح المالي. خلال فترة عمله في "ماستركارد"، ضاعف إيراداتها ثلاث مرات وزاد صافي الدخل ست مرات وزاد القيمة السوقية من أقل من 30 مليار دولار إلى أكثر من 300 مليار دولار. يقول كين موليس من شركة موليس آند كومباني: "إن أجاي يتمتع بسجل لا يصدق في ماستركارد. وهو أحد أكثر الشخصيات احتراما في مجال التمويل".
في الأعوام الأخيرة، عمل بانجا رئيسا لمجلس إدارة شركة الاستثمار القابضة إكسور، التي تمتلك حصة مسيطرة في نادي يوفنتوس لكرة القدم، ومديرا مستقلا في" تيماسيك"، صندوق الاستثمار المملوك للدولة في سنغافورة. كما شغل منصب نائب رئيس المجموعة الأمريكية جنرال أتلانتيك للأسهم الخاصة، وقدم استشارات لصندوقها الذي يركز على المناخ.
في 2020، أطلق تعهد "ماستركارد" بزراعة مائة مليون شجرة. كتب قائلا: "إننا نعدها منصة لتوحيد جهود استدامة الشركات والقيام باستثمارات مفيدة للحفاظ على البيئة". على الموقع الإلكتروني، تباهى "بمكاتبها الخضراء المصدقة" والجهود التي تبذلها لتحقيق "بصمة خالية من النفايات".
لكن هذه الجهود تثير الدهشة في عالم التنمية.
"إن الحد من استعمال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في كافيتريا المكاتب أمر حسن وجيد، لكن تقديم الاستثمارات المناخية في العالم النامي وتنفيذها هو وضع مختلف تماما - ولست متأكدا من أن لديه هذه الخبرة"، كما يقول مسؤول تطوير آخر "إن هذا ليس ما كنت أتوقعه على الإطلاق. إن الإدارة الأمريكية ترسل إشارات على أن هذا الشخص سيكون ناشطا في مجال المناخ".
الإصلاح الناجح لنهج البنك في التعامل مع المناخ سيعني اتخاذ بعض الإجراءات الشائكة التي اقترحتها جلسة في مجموعة العشرين العام الماضي، ومواجهة العملية الفنية جدا المتعلقة بكيفية قياس المقرض لمخاطره المالية. يأمل أنصار بانجا أن تكون خبرته في الشركات، التي تشمل العمل في التمويل الصغير جدا والشمول المالي، أحد الأصول في هذه الحالة - وعندما يتعلق الأمر بجذب مزيد من الأموال من القطاع الخاص.
وفقا لراشيل كايت، عميدة كلية فليتشر في جامعة تافتس، فإن عمل بانجا السابق مع الحكومات يجب أن يساعده على تسلم الراية متعددة الأطراف. تقول: "إنه اختيار ملهم. يشهد له بأنه قائد في إدارة التغيير".
هذا مطلوب في البنك، الذي حثته جانيت يلين على الانخراط في حشد "أقوى" للتمويل الخاص. بعض المساهمين يريدون أن تتضمن جهود الإصلاح أهدافا جديدة مرتبطة بحجم رأس المال الخاص الذي يستدينه البنك، وليس بحجم الأموال التي يقرضها.
تنتهي الترشيحات في نهاية آذار (مارس)، وبافتراض عدم وجود مفاجآت، سيبدأ بانجا في أيار (مايو). في الوقت نفسه، سيستمر مراقبو البنك وعلماء المناخ في تحليل ماضيه بحثا عن أدلة. قد يكون "ضعيفا بعض الشيء فيما يتعلق بمؤهلاته في مجالي المناخ والتنمية"، كما تقول كلير هيلي، مديرة المؤسسة المعنية باستشارات المناخ أي ثري جي في واشنطن. لكنه يبدو أيضا "رجل منجز. ونحن بحاجة إلى ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى".

الأكثر قراءة