القدرة على الصمود في مواجهة الزلازل
قدم البنك الدولي أخيرا 1.78 مليار دولار من المساعدات لدعم جهود الإغاثة والتعافي في أعقاب الزلزال المدمر وتوابعه اللاحقة في تركيا التي أسفرت بالفعل عن خسائر هائلة اقتصادية في البنية التحتية وفي الأرواح والإصابات وأضرار كبيرة للغاية في جنوب شرق تركيا والمناطق المحيطة.
وأجرى البنك الدولي تقييما سريعا للأضرار لتقدير حجم الكارثة وتحديد المجالات ذات الأولوية لمساندة جهود التعافي وإعادة الإعمار، وذلك استنادا إلى خبرته الواسعة في إدارة مخاطر الكوارث من مختلف أنحاء العالم.
وأبدت مجموعة البنك الدولي، أسفها لشعبي تركيا وسورية على الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الدولتان نتيجة للزلازل المدمرة. وبعد تقديم المساعدة الفورية نقوم بإعداد تقييم سريع للاحتياجات الملحة والهائلة على أرض الواقع. ومن شأن ذلك أن يحدد المجالات ذات الأولوية للتعافي وإعادة الإعمار في البلاد ونحن نعكف على إعداد عمليات لمساندة تلك الاحتياجات.
وتم تقديم مساعدات فورية بقيمة 780 مليون دولار من خلال مكونات الاستجابة لحالات الطوارئ المحتملة من موارد اثنين من مشاريع البنك الحالية في تركيا ـ المشروع الطارئ لإعادة الإعمار لمواجهة آثار الزلازل والفيضانات وحرائق الغابات في تركيا ومشروع المدن القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ والكوارث. وتساعد هذه المكونات الدول المستفيدة على الحصول بسرعة على مخصصات المشاريع لاستخدامها في أغراض الاستجابة للطوارئ، كما هو مطلوب الآن في تركيا. وستستخدم هذه المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية الأساسية على مستوى البلديات.
ويعكف البنك الدولي كذلك على إعداد عمليات بقيمة مليار دولار إضافية لمساندة المتضررين، ويتيح في الوقت نفسه مساندة فورية لجهود التعافي وإعادة الإعمار من هذه الكارثة.
من جانبه، قال هومبرتو لوبيز، المدير القطري للبنك الدولي في تركيا، "إن الاحتياجات الفورية والمستقبلية لتركيا هائلة وتمتد على نطاق واسع من الإغاثة إلى إعادة الإعمار".
يذكر أن شراكة البنك الدولي العميقة والمثمرة مع تركيا تعود إلى 1950. وفي الأعوام الأخيرة، أصبح البنك شريكا رئيسا في مجالات إدارة مخاطر الكوارث، والتنمية الحضرية، وكفاءة استخدام الطاقة في البلاد. وقد نفذ البنك عدة مشاريع في تركيا منها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في إسطنبول والتأهب للطوارئ، ومشروع المدارس الآمنة الذي يموله برنامج دعم اللاجئين في تركيا، ومشروع إدارة مخاطر الكوارث في المدارس. وتشمل المشاريع الجاري تنفيذها مشروع القدرة على الصمود في وجه الزلازل ورفع كفاءة استخدام الطاقة في المباني الحكومية لتحسين قدرتها على مقاومة الزلازل ورفع كفاءتها في استخدام الطاقة. ويضم برنامج البنك الدولي في تركيا حاليا 30 عملية إقراض جارية بقيمة تسعة مليارات دولار.
وعن دور البنك الدولي في إدارة مخاطر الكوارث على مستوى العالم، فنحن نعلم أن الكوارث تلحق الضرر بالفئات الفقيرة والأكثر احتياجا أكثر من غيرها. فعلى مدى الأعوام العشرة الماضية، برز الدور الرائد الذي اضطلع به البنك الدولي على الصعيد العالمي في إدارة مخاطر الكوارث من خلال مساندة الدول المتعاملة معه في تقييم مدى التعرض للأخطار والتصدي لمخاطر الكوارث. ويمكن أن يساعد إدماج إدارة مخاطر الكوارث في التخطيط الإنمائي على وقف الاتجاه الحالي لتزايد الكوارث الطبيعية والتي من صنع البشر. علاوة على ذلك، عندما تقوم الدول بإعادة البناء بعد الكوارث على نحو أقوى وأسرع وأكثر شمولا، فإنه يمكنها خفض الأثر في موارد رزق السكان ورفاهتهم بنسبة تصل إلى 31 في المائة.