العقوبات تغير طرق تجارة الطاقة .. أوروبا تعاني نقص 745 ألف برميل ديزل يوميا
واصلت أسعار النفط مكاسبها لثاني جلسة على التوالي خلال تعاملات أمس، إذ عوض تأثير زيادة المخزونات في الولايات المتحدة والمخاوف بشأن النشاط الاقتصادي العالمي مخاوف نقص المعروض.
وبحلول الساعة 0917 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتا أو 0.78 في المائة إلى 82.85 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت في وقت سابق بأكثر من دولار. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 59 سنتا أو 0.78 في المائة إلى 75.98 دولار للبرميل. ووفقا لـ"رويترز"، أنهى الخامان معاملات الخميس على ارتفاع بنحو 2 في المائة
وقال يب جون رونج محلل السوق في "آي.جي"، "تستمر مخزونات النفط الخام الأمريكية التي تجاوزت التوقعات في تحدي توقعات الطلب على النفط، لكن احتمال انخفاض الإنتاج له تأثير معادل".
وبلغت المخزونات الأمريكية أعلى مستوى لها منذ مايو 2021.
وخلال الأسبوع، لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط، بعد تراجع 4 في المائة تقريبا في الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من أن رفع أسعار الفائدة قد يعزز الدولار ويحد من الطلب على الوقود.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام 7.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 فبراير، وهو ما يزيد على ثلاثة أمثال ما توقعه المحللون في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة 2.1 مليون برميل.
وقال توني هيدريك، محلل سوق الطاقة في "سي.إتش.إس هدجينج"، "فيما يتعلق بالضغط القادم من مجلس الاحتياطي الاتحادي على الطلب والطقس الدافئ في الولايات المتحدة وأوروبا، هناك قلق عام حيال الطلب".
وتعاني أوروبا نقصا بنحو ثلاثة ملايين طن شهريا "745 ألف برميل يوميا" من الديزل الروسي بعد حظر الاتحاد الأوروبي، بناء على تقديرات "رفينيتيف"، بعدما غيرت العقوبات الغربية على روسيا طرق تجارة الطاقة عالميا.
وقالت مصادر ومحللون "إن الكويت تعتزم زيادة صادرات المنتجات النفطية المكررة من مصفاة الزور الجديدة في النصف الثاني من 2023 لتلبية الطلب المتزايد في آسيا وإفريقيا".
وتبلغ طاقة مصفاة التكرير 615 ألف برميل يوميا، وهي واحدة من عدة مجمعات جديدة سيتم تشغيلها هذا العام على مستوى العالم لضخ مزيد من المنتجات النفطية.
وتعزز الكويت صادرات المنتجات النفطية إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا والأمريكتين. وقال مصدر مطلع "إن مصفاة الزور، المصممة لتكرير الخامات الثقيلة والمتوسطة، بدأت تشغيل أول وحدة لتقطير الخام بقدرة 205 آلاف برميل يوميا في سبتمبر، وتعمل حاليا بما يراوح بين 70 و80 في المائة من طاقتها مع استقرار الإنتاج".
وتتوقع شركة إف.جي.إي الاستشارية أن يبدأ تشغيل ثاني وحدة لتقطير الخام في المصفاة في مارس أو أبريل على أن تبدأ الوحدة الثالثة العمل بحلول أغسطس. ووحدات التقطير الثلاث لها القدرة نفسها.
وبحسب بيانات موقع كبلر، بلغت صادرات المنتجات المكررة الرئيسة من الكويت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 17 مليون برميل في يناير، بزيادة 30 في المائة على أساس سنوي، إذ زادت شحنات الزور من زيت الوقود إلى مضيق سنغافورة، والديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا، ووقود النفتا إلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
وقال أحد المصادر "إن مصفاة الزور تعمل على إنتاج الديزل المطابق للمواصفات الأوروبية". وقد تصل صادرات الديزل السنوية إلى سبعة ملايين طن "143 ألف برميل يوميا"، بينما قد تصل صادرات وقود الطائرات إلى 4.5 مليون طن "97 ألف برميل يوميا" بمجرد أن تعمل المصفاة بكامل طاقتها.
وستوجه معظم إمدادات الديزل إلى أوروبا، كما تتزايد الصادرات إلى الأمريكتين ومنطقة أوقيانوسيا، وفقا لمصادر تجارية وبيانات "كبلر".
وأفاد المصدر الأول بأن شركات النفط الكبرى، التي تعاني شح المنتجات في أوروبا بعد الحظر على النفط الروسي، حريصة على زيادة الشحنات الكويتية.
أدى ارتفاع صادرات الكويت من زيت الوقود منخفض الكبريت بالفعل إلى تراجع هوامش المنتج في آسيا إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع.
وقال متعاملون "إن الكويت عززت صادراتها منه هذا العام من خلال عرض مزيد من الشحنات بكميات أكبر". وطرحت مصفاة الزور ما لا يقل عن عشر مناقصات لإمدادات زيت الوقود منخفض الكبريت.
وعندما تعمل بكامل طاقتها، يمكن للمصفاة تصدير ما بين 400 ألف إلى 500 ألف طن من زيت الوقود منخفض الكبريت شهريا "85 ألفا إلى 106 آلاف برميل يوميا"، ما يلبي ما بين 8 إلى 10 في المائة من الطلب الشهري في آسيا.
وأظهرت توقعات الحكومة وصول الطلب في الهند على منتجات النفط المكرر إلى مستوى قياسي، ما يضيف علامة إلى علامات ازدهار استهلاك الطاقة في ثاني أكبر الاقتصادات الآسيوية.
وأظهرت تقديرات خلية التخطيط والتحليل البترولي التابعة لوزارة النفط أمس الأول، أن استهلاك منتجات النفط من المتوقع أن يرتفع بواقع 4.9 في المائة إلى 233.8 مليون طن خلال الـ12 شهرا التي تبدأ في نيسان (أبريل). ومن المتوقع أن يزيد الطلب على الديزل بواقع أكثر من 4 في المائة، والجازولين بواقع نحو 8 في المائة، ووقود الطائرات بواقع 16 في المائة، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وقد يساعد ارتفاع الطلب في الهند على دعم أسعار النفط الخام، التي عانت العام الجاري رغم التحول الصيني، حيث أثرت السياسة النقدية المتشددة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتضخم المخزونات الأمريكية في الأسعار. والهند التي يحتمل أن يتجاوز نمو إجمالي الناتج المحلي فيها 6 في المائة العام الجاري، من أكبر المشترين لشحنات النفط الروسي المخفض سعره، فيما تستمر الحرب في أوكرانيا.