«الليوان» .. أبعاد تاريخية وثقافية وعروض إثرائية

يقدم مسرح "الليوان" المقام ضمن فعاليات وزارة الثقافة في مركز الملك عبدالله المالي "كافد" في الرياض للاحتفال بمناسبة ذكرى يوم التأسيس، عروضا إثرائية تبرز الأبعاد التاريخية والثقافية في المملكة.
وأدرجت ضمن الفعالية ندوات يقدمها مجموعة من المؤرخين السعوديين للحديث عن تاريخ الدولة السعودية، فيما يقدم عروضا موسيقية فريدة بألحان من الموروث السعودي.
وتنقل مسرحية "حداء الأرض" الزوار إلى مرحلة تأسيس الدولة السعودية من الدرعية، وصولا إلى توحيد السعودية، يتخللها ومضات من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية.
وأفرد العرض مساحة لمكانة المرأة البارز في التاريخ السعودي، ومن شخوص تلك الحقبة موضي الدهلاوية، التي ألهمت بشعرها الحماسي، الجنود السعوديين لحماية بلدتها من الأعداء.
وعبر ممر افتراضي في معرض للصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية، يستعرض الزائر لفعالية ليوان سكاكا صورا وثقت بعض المواقع التاريخية وواقع الحياة الاجتماعية والحراك الاقتصادي في عدد من المناطق، تعكس من خلال تواريخها الواقع الذي تعيشه المملكة من نهضة ونماء.
ويستقبل المعرض الزوار عبر 20 بطاقة تعريفية تعرف الزوار على أبرز المسميات للشخصيات التاريخية في المملكة وأسماء المهن القديمة المتعلقة بالنخيل والزراعة والمواقع التاريخية وصفات الجواد العربي ومسميات الألوان الشعبية، وتحمل تعريفات عن هذه المسميات، التي تربط الماضي بالحاضر، وتسعى لاستذكار هذه المسميات والتسميات.
وينتقل الزائر بعدها إلى معرض مصور يعكس تاريخ مناطق المملكة ومكونات العمارة فيها والحياة الاجتماعية والاقتصادية في حقب مختلفة، ووثقت صورها عبر عديد من الرحالة والمستشرقين، منها مشاهد تحكي عن الطراز العمراني في أبها ومشاهد لقوافل الإبل، وبوابة مكة في محافظة جدة في الجانب الشرقي منها وبوابة المدينة في الجانب الشمالي، وبعض الحصون والقلاع في مناطق المملكة.
وفي منطقة الباحة عاش زوار "الليوان" أجواء تنوع الأزياء والموروث والعادات والتقاليد، التي تعود بالذاكرة إلى الزمن القديم. وتضمن معرض الأزياء السعودي الملابس القديمة، التي تحاكي الموروث التاريخي والشعبي لعدد من مناطق المملكة.
واستهوى فن الربابة الشعبي زوار فعاليات الليوان في منطقة الحدود الشمالية المقامة بساحة الاحتفالات البلدية في عرعر، الذي يستذكر زمن الآباء والأجداد وعبق الماضي الجميل وتاريخ المملكة عبر ثلاثة قرون مضت.
وتعد آلة الربابة من الآلات الوترية الشعبية محلية الصنع ذات الوتر الواحد، ومن أهم ألوان الموروث الشعبي الأصيل، وهي التي يجتمع حولها الناس في الماضي للسمر وعزف الألحان، وكانت ثقافة الربابة أكثر انتشارا في البادية، حيث يشتهر أهالي الشمال باستخدام هذه الآلة الفنية التراثية عبر التاريخ.
يذكر أن فعاليات "الليوان"، التي تنظمها وزارة الثقافة تشمل عددا من الأجنحة والأركان من أبرزها نسج الصوف والمعدات القديمة، والسدو، وصناعة بيوت الشعر، والزي الشمالي، والمنسوجات، وصناعة العطور، ومنافذ بيع للأسر المنتجة، إضافة إلى مسرح يضم عددا من العروض، ومنطقة الراوي، إلى جانب استعراض الأكلات الشعبية والأزياء التراثية السعودية، ومعرض تفاعلي وندوات ثقافية.