لإنقاذ الاقتصاد العالمي .. أغلقوا الملاذات الضريبية «2 من 2»
خلال 2014، عندما تلقى التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، "الذي كان يسمى آنذاك الجبهة الوطنية"، قرضا بقيمة 12 مليون دولار من بنك روسي، حصل جان ماري لوبان مؤسس الحزب وزعيمه السابق على قرض منفصل بقيمة 2.5 مليون دولار من شركة قبرصية خارجية مرتبطة بعميل سابق في هيئة الاستخبارات السوفييتية.
منذ بداية الحرب الروسية - الأوكرانية في شباط (فبراير) الماضي، أصبح ما كان موضع تجاهل باعتباره وقائع محرجة منفصلة جزءا من هجوم منهجي منظم على الديمقراطيات الغربية. على مر الأعوام، استخدمت طبقة القلة الحاكمة في روسيا بكثافة حيازات روسية في الخارج التي تشير بعض التقديرات إلى أنها أكبر ثلاث مرات من الاحتياطيات الأجنبية الرسمية في روسيا لتمويل المنافذ الدعائية والمراكز الفكرية الموالية للكرملين، وسياسيين وغيرهم.
بعد صدمة الحرب الروسية - الأوكرانية، سارعت الحكومات الغربية إلى فرض العقوبات على حلفاء بوتين السياسيين، وتجميد أصول القلة الروسية، ومصادرة يخوتهم وفيلاتهم. لكن كل هذا لا يخدش سوى السطح. إذا كانت الحكومات الغربية راغبة في حماية أنفسها وآخرين من الحرب الروسية، فيتعين عليها أن تكون جادة بشأن محاربة الملاذات الضريبية في الخارج، التي تحد من قدرة الحكومات الغربية على فرض العقوبات الاقتصادية. ومن الأهمية بمكان معاقبة المؤسسات المالية التي تعمل على تمكين مخططات غسل الأموال مثل "الغسالة الروسية"، كما فعلت مؤسسات مثل بنك Meinl النمساوي وغيره من البنوك.
الواقع أن بعض المراقبين، بما في ذلك دينيس شميهال رئيس الوزراء الأوكراني، ساقوا الحجج لمصلحة إرغام روسيا على تحمل بعض تكاليف إعادة بناء أوكرانيا، التي تقدر الآن بأكثر من تريليون دولار. لتحقيق هذه الغاية، بوسع المجتمع الدولي أن يستخدم ثروة القلة الروسية في الخارج. إضافة إلى الأصول المجمدة المملوكة للحكومة الروسية والشركات المملوكة للدولة، هناك قدر كبير من أموال إعادة البناء في مايفير، وكورشوفيل، وليك كومو.
بتوضيح الخطر الذي يفرضه النظام المالي الخارجي على النظام العالمي القائم على القواعد، تقدم الحرب الدائرة في أوكرانيا للحكومات الغربية فرصة فريدة لتأسيس نظام ضريبي أكثر عدلا، وتضييق فجوات التفاوت، وكبح جماح الفساد، وإزالة المخاطر التي تهدد الاستقرار العالمي. إذا أهدرنا هذه الفرصة، فسنتكبد ثمنا باهظا من عائدات ضريبية ضائعة، إلى تآكل الديمقراطية والخسائر في أرواح البشر. في إعادة صياغة مقولة لينين الشهيرة، "لا يجوز لنا أن نسمح لروسيا بأن تبيع لنا الحبل الذي سنشنق به أنفسنا".
خاص بـ«الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.