الرجل النملة والدبورة .. صراع الوقت لإيقاف الشر

الرجل النملة والدبورة .. صراع الوقت لإيقاف الشر
مشهد من العمل.
الرجل النملة والدبورة .. صراع الوقت لإيقاف الشر
بوستر الفيلم.

نعيش في الحياة رحلة اكتشاف الوجود، وتقع على عاتقنا مسؤولية اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة، لهذا تتمحور الحياة بمجملها حول فكرة الاستفادة من الوقت الذي نعيشه واتخاذ القرارات الصحيحة التي بدورها تعبر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لأنفسنا واحترامنا لها، كما تلعب دورا كبيرا في رسم شخصياتنا، ونمط حياتنا ومستقبلنا. انطلاقا من هذا المفهوم تطرح شركة مارفل الجزء الثالث من أفلام الرجل النملة، الذي يحمل عنوان "الرجل النملة والدبورة، كوانتمانيا". يحمل العمل عديدا من الرسائل الاجتماعية التي تركز على الأسرة ومساندة بعضنا بعضا في مواجهة الشر، إضافة إلى استخدام التقنية الرقمية في قيادة العالم ومكافحة الأشرار والتخفيف من تأثيراتهم السلبية في المجتمع.
الفيلم هو استكمال للجزأين الأول والثاني من سلسلة الرجل النملة، تم استخدام تقنيات بصرية مبهرة لتعزيز المشاهد التي خرجت للجمهور بالطريقة التي يريدها وترضي فضوله وعشقه لهذا النوع من الأعمال، التي فيها من الخيال العلمي والتكنولوجيا بقدر ما فيها من الرسائل الاجتماعية التي تركز على أهمية الأسرة وكيفية التفاعل بين أفرادها.
القصة والأبطال
اعتدنا أن تقدم شركة مارفل كومكس صورة البطل الخارق، الذي يأتي من عالم آخر، يعيش تفاصيلنا اليومية لكنه يحمل جينات خارقة تساعده على حماية البشرية وردع الأشرار عن أذيتها. الفيلم "الرجل النملة والدبورة، كوانتمانيا" من إنتاج شركة مارفل ستوديوز وتوزيع شركة والت ديزني ستوديوز موشن بيكشرز، من إخراج بيتن ريد وكتابة جيف لوفينيس، وبطولة بول رود الذي يلعب دور الرجل النملة، وإيفانجلين ليلي، مايكل دوجلاس، ميشيل فايفر، كاثرين نيوتن وجوناثان ميجورز.
يستكشف سكوت لانج وهوب فان داين، جنبا إلى جنب مع هانك بيم وجانيت فان داين، عالم الكم، حيث يتفاعلون مع مخلوقات غريبة ويشرعون في مغامرة تتجاوز حدود ما اعتقدوا أنه ممكن. ويستكشف الأبطال الخارقون عالم كوانتوم بصحبة الدكتور هانك بيم "دوجلاس"، وجانيت فان دين "ميشال فايفر"، وكاسي لانج. وتصادف العائلة مخلوقات وأعداء جددا خلال الرحلة، لينطلقوا في مهمة تدفعهم إلى ما هو أبعد من أي شيء عاشوه في السابق. في إطار من الحركة والمغامرات، يستكمل العمل مغامرات الرجل النملة "أنتمان" والدبورة "واسب"، حيث يواجه الثنائي مخاطر جديدة متمثلة في الشرير الخارق الذي يسافر عبر الزمن من عالم مارفل السينمائي، كانج الفاتح "جوناثان ميجورز". كما يشهد الفيلم مشاركة كاثرين نيوتن في تأدية دور النسخة الأكبر سنا من شخصية كاسي لانج، ابنة الرجل النملة.
وظهر عديد من شخصيات الفيلم الجديد للمرة الأولى في أعمال أخرى من إنتاج مارفل. إذ تشتهر شركة الإنتاج بربط أحداث أفلامها ومسلسلاتها السابقة مع أحداث آخر أفلامها.
الوقت سلعة الإنسان الثمينة
الوقت هو من أثمن ما نملك في حياتنا، بل هو أغلى ما يجب على الإنسان أن يحافظ عليه، ويستفيد منه دون تبديد أو إضاعة، باستغلال بالوقت ننمو ونزدهر وهو غال وثمين، وحسن استثماره يشعرنا بالسعادة وبتحقيق الأهداف والفوز بالنجاح. ويصوب الفيلم على الفكرة التي تؤكد أن الوقت هو سلعة الإنسان الثمينة التي تمكنه من تعلم مهارات جديدة، وأن إضاعته يمكن أن تكون سببا لدمار البشرية ككل. ومع دخولنا عالم الرقمنة ومع سرعة التطور المحيط بنا، بتنا في سباق مع الزمن، إن لم نغلبه غلبنا، وهنا تظهر قيمة الفيلم في إرساء قواعد اجتماعية تعلم المشاهد كيف يحسن استغلال وقته بما فيه فائدة، والرجل النملة خارق ليس فقط لأنه يملك قوة بدنية خارقة بل لأنه يحسن استخدام وقته بطريقة صحيحة، ويبدو هذا الأمر جليا في علاقة الرجل النملة بابنته كاسي، التي لم تعد طفلة كما في الأجزاء الماضية، بل أصبحت راشدة تبلغ من العمر 18 عاما، تحاول بدورها أن تصنع قصتها نحو البطولة، تنتقد والدها وبطولته وتحاول إدخاله إلى عالمها المتجدد والغريب والمتطور، وهو بدوره يحرص على تعليمها كيفية تطوير ذاتها وتدريب نفسها على احترام الوقت والشعور بقيمته. لا يمكننا أن نوقف عقارب الساعة لكننا نستطيع أن نغير حياتنا من خلال استغلال الوقت بما فيه مصلحة لنا، بعض المخاطر لا تحتمل التأخر وقد تكون نتائجها مدمرة، خاصة مع وجود أشرار ككانج الذي يحاول دائما الاستفادة من الوقت البدل الضائع حتى تكون ضربته قاضية ويصل إلى أهدافه المدمرة.
فلسفة اختيار القرار الصحيح
قد يبدو الفيلم بالنسبة إلى البعض واحدا من الأعمال السينمائية التي تعتمد على الخيال العلمي والقوة الخارقة، وهو مصدر للترفيه يبحث عنه كثيرون، لكن في جوهر العمل، ومن خلال السيناريو المكتوب وتجسيد الشخصيات الموجودة، يحمل العمل بعدا فلسفيا إلى حد ما، حيث يطرح فكرة كيفية اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب. مواجهة الشر تحتاج إلى قوة خارقة لكن هذه القوة قد تخونها المواقف في بعض الأحيان، ونجدها أمام مواقف سيئة نتيجة قرارات خاطئة، لهذا يحرص الرجل النملة الامتثال إلى تعليمات الدكتور جيم وجانيت فان دين اللذين يحركان العالم كطبيب يجري عملية جراحية على حد تعبير الممثل مايكل دوجلاس في أحد تصريحاته عن دوره في الفيلم، في إشارة إلى قوة تأثير التكنولوجيا في مجريات الأحداث والتحكم باتخاذ القرارات وتصوير البيئة الجديدة والعالم المختلف الذي ينقلنا إليه الفيلم. إن قدرة اتخاذ القرار وصناعة الموقف المناسب تحتاج إلى قوة تفوق القوة الخارقة، تحتاج إلى وعي ومعرفة ودراية بجميع التفاصيل المحيطة بالواقعة. هذا التناغم بين أبطال الفيلم وطريقة إدارة الحركة في العمل مع استخدام التقنيات الحديثة، أدخلت المشاهد إلى عالم الرقمنة والتكنولوجيا المتجددة، لكنها أيضا رسخت في ذاكرته فكرة كيفية صناعة قرار مناسب وقوي يكون بداية الطريق لتحقيق النجاح، والتخلص من الشر الذي يسيطر على العالم.
المؤثرات والتصوير
كما جرت العادة تعتمد شركة مارفل في إنتاجها الأفلام التي تتحدث عن القوة الخارقة والرجل النملة بالتحديد، على مؤثرات بصرية وصوتية مبهرة، وقد استخدمت في فيلم "الرجل النملة والدبورة، كوانتمانيا" تأثيرات خاصة، مستعينة بعديد من الشاشات، والتقنيات العصرية الحديثة، بحيث قادت التكنولوجيا 90 في المائة من مجريات الأحداث في الفيلم. العمل بصورة عامة لم يخرج عن الطابع الخاص الذي تعتمده شركة مارفل في تصويرها لكنه جاء أكثر حداثة، يتماشى مع المتغيرات التكنولوجية التي يشهدها العالم، ويجري في عالم آخر، هو عالم كوانتوم. 90 دقيقة تم إيجاد كل ما يمكن أن تراه في هذا الكون المختلف. فضلا عن ابتكار مخلوقات ذكية غيرت كل ما نعرفه عن الحياة والتطور ومكاننا في المجرة. تم التصوير في باينوود وهو مكان أسطوري حيث صورت أفلام جيمس بوند وسوبر مان، فضلا عن صنع الفيلم عديدا من البيئات الجديدة والغريبة التي تختصر عالم كوانتوم الذي تحكمه الرقمنة وتديره عقول متطورة.

الأكثر قراءة