استرخ ودع الروبوتات وحملة ماجستير إدارة الأعمال يتقاتلون

استرخ ودع الروبوتات وحملة ماجستير إدارة الأعمال يتقاتلون

يا له من وقت عجيب أن تكون فيه كاتب عمود في مجال الأعمال، الحمد لله أنني لست واحدا. الاضطرار للتفكير فيما تعنيه روبوتات المحادثة بالنسبة للشركات في جميع أنحاء العالم سؤال كبير. يقول بيل جيتس إن "الذكاء الاصطناعي التوليدي" بالأهمية نفسها، التي لدى أجهزة الحاسوب الشخصي أو الإنترنت.
ثم مقال حول أحدث تصنيفات درجة ماجستير إدارة الأعمال، من فضلك. هذا الأسبوع أيضا، تعرضت صناعة الاستشارات الإدارية لانتقادات شديدة في الكتاب الجديد "ذا بيج كون". ماذا يعني كلاهما لأصحاب العمل وموظفيهم؟ شيء مزعج.
الكتابة عن الاستثمار تعني أنني لا أقلق بشأن هذه الأمور. هل ستطيح شركة ألفابت بشركة مايكروسوفت؟ لنرى. ما كليات إدارة الأعمال التي تنتج أكبر عدد من الرؤساء التنفيذيين؟ يا للملل. هل تستحق شركات ماكينزي، وبوسطن كونسلتنج جروب، وباين الرسوم؟ لا أدري.
هذه قصص رئيسة، بالطبع. لكن فهم الشركات ليس مهما للغاية عندما يتعلق الأمر بالاستثمار. وبشكل مشابه، الطريقة التي تدار بها الشركات لا تحرك الإيرادات الإجمالية كثيرا. يوجد كثير من الأسباب الوجيهة للحصول على درجة ماجستير إدارة الأعمال أو تعيين مستشار إداري. لكن من المفارقات أن الأداء ليس واحدا منها.
من الواضح أن ظهور برنامج شات جي بي تي له آثار مختلفة على الشركات المختلفة، إلا أن التكهن بماهية هذه الأشياء أمر مستحيل. والسبب نفسه كان أداء 63 في المائة من مديري صناديق الأسهم النشطين أقل من أداء معاييرهم القياسية العام الماضي في أوروبا، وفقا لشركة ليبر.
الرابحون دائما قليلون. في ورقة بحثية نشرت 2018 في مجلة "فاينانشيال إيكونوميكس"، أجرى البروفيسور هندريك بيسميندر تحليلا لإيرادات جميع الشركات المدرجة في بورصات نيويورك، وأمكس، وناسداك خلال الفترة من 1926 إلى 2016. كان إجمالي الثروة الصافية التي تم إنشاؤها بسبب 4 في المائة فقط من 26 ألف سهم مدرجة في هذه الأسواق.
ولهذا السبب أوصي بالاستثمار فقط في الصناديق غير النشطة. عندها لا يهم إذا ما تحول الجميع من محرك جوجل إلى بينج أو إلى بايدو، أو إذا لم يفعلوا ذلك. نعم، سيكون في محفظتي عدد كبير من الشركات الفاشلة خلال الرحلة. لكن القلة التي ستحقق نجاحا استثنائيا ينبغي أن تعوض الشركات المتقلبة والفاشلة.
هذا يقودنا إلى درجة ماجستير إدارة الأعمال ومعلمي الإدارة. لماذا يوجد عدد كبير جدا من الأسهم ذات الأداء الضعيف، بينما يتم تسجيل 250 ألف طالب، ليكونوا سادة إدارة الأعمال كل عام؟ وما الذي تم جنيه من نحو تريليون دولار يتم إنفاقها سنويا على الاستشارات في جميع أنحاء العالم؟
من منظور استثماري، لا شيء. فمتوسط العائد الحقيقي للأسهم الأمريكية خلال الـ30 عاما الماضية 6.7 في المائة، مثلما كان عند حسابه في الأعوام 2000، و1950، و1909 و1876، لاختيار تواريخ قليلة فقط من البيانات، التي جمعها جيرمي سيجل.
كثير من المحاضرات باهظة الأجر عن القيادة والتدفقات النقدية، وكل تلك الاجتماعات باستخدام بوربوينت. من أجل ماذا؟ من البدهي أن تكون عوائد الأسهم مستقرة إلى حد ما. عندما تكون مرتفعة، يتراكم المستثمرون ويكون هناك القليل للقيام به. وعندما تكون منخفضة للغاية يخرج رأس المال، تاركا مزيدا على الطاولة.
هذا لا يعني أن الإنسانية ليست أفضل حالا بدونها. إن جودة المنتجات والخدمات، من الهواتف إلى جراحة العيون، تتحسن كل عام. لقد زادت الشركات من حجم الكميات واختصرت أوقات التسليم بشكل يفوق الخيال. لكن مرة أخرى هذه قصة عمل وليست قصة استثمار.
لقد ارتفعت هوامش الربح في معظم الأسواق المتقدمة منذ أوائل التسعينيات. لكن كما هي الحال مع عوائد الأسهم، يبدو أن الربحية تتقلب حول مستوى متوسط على المدى الطويل، وإن كان بشكل بطيء للغاية. بعد استثناء الاستهلاك، الأرباح كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة كانت في انخفاض طفيف لمدة 50 عاما قبل 1992.
من المنطقي أن الأرباح لا ترتفع إلى الأبد أيضا، بغض النظر عما تعد به ديلويت أو كيه بي إم جي عملاءهما. معادلة كاليكي- ليفي الخاصة بالربح، التي ظهرت لأول مرة 1908، تذكرنا بأن الدخل ينتج من قبل الشركات، أو الأسر، أو الحكومات. ببساطة، لا يمكن للشركات الحصول على مزيد من الفرص إلا عن طريق أخذها من الطرفين الآخرين. وبافتراض استمرار الإنفاق الحكومي، يجب أن تنكمش مدخرات الأسرة. لأنهم عملاء أيضا، الربحية ستكون محدودة.
لكن الابتكارات العظيمة تعزز الإنتاجية، ولا سيما في السوق الشاملة. مثل المحركات البخارية أو التكنولوجيا الحيوية، والأمل أن تصبح روبوتات الدردشة واحدة من هذه التكنولوجيات المعروفة باسم "تكنولوجيات الأغراض العامة". والإنتاجية تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي، وفي النهاية تساعد أسواق الأسهم.
لذا، دعونا نأمل في حصول ثورة ذكاء اصطناعي مع تولي حملة درجات ماجستير إدارة الأعمال ومستشاري الإدارة قيادة المهمة. ستكون صاخبة ودموية مع عدد كبير من الضحايا. وستفقد شركات، وربما قطاعات بأكملها رؤوسها.
لكن كان الأمر كذلك دائما. في الدراسة نفسها، البالغة من العمر 90 عاما المذكورة أعلاه، كان متوسط عمر السهم 7.5 عام. لكن، لحسن الحظ، يمكننا نحن المستثمرين أن نرى ما يحدث عن بعد، ونقرأ المقالات غير التقليدية الفردية من كتاب الأعمدة المرهقين في مجال الأعمال، ونعلم أننا أغنى مهما كانت النتيجة.

*رئيس سابق للاستثمار المسؤول في شركة إتش إس بي سي أسيت مانجمنت ومحرر سابق لعمود ليكس في "فاينانشيال تايمز".

الأكثر قراءة