ما الخطأ في برامج الدردشة الآلية؟ «2 من 3»

قد تحب مخبزا قريبا من منزلك أو ممثل شركة طيران ودودا أو طبيبا معينا، لكن فكر فيما يلزم لإنشاء سلسلة متاجر بقالة جديدة أو شركة طيران جديدة أو مستشفى جديد. تتمتع الشركات القائمة بمزايا كبيرة، بما في ذلك أشكال مهمة للقوة السوقية التي تسمح لها باختيار التقنيات المتاحة التي ينبغي لها اعتمادها واستخدامها كيفما تشاء.
والأهم من ذلك أن الشركات الجديدة التي تقدم منتجات وخدمات أفضل تتطلب عموما تقنيات جديدة، مثل الأدوات الرقمية التي يمكن أن تجعل العمال أكثر فاعلية وتساعد على إنشاء خدمات مخصصة بشكل أفضل لعملاء الشركة. ومع ذلك، نظرا إلى أن استثمارات الذكاء الاصطناعي تضع التشغيل الآلي في المقام الأول، لم يتم إنشاء هذه الأنواع من الأدوات حتى الآن.
سيخسر المستثمرون في الشركات المتداولة علنا أيضا في عصر برامج الدردشة الآلية المطلقة. يمكن أن تعمل هذه الشركات على تحسين الخدمات التي تقدمها للمستهلكين من خلال الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة لجعل القوى العاملة لديها أكثر إنتاجية وقدرة على أداء مهام جديدة، وكذا من خلال توفير قدر أكبر من التدريب لتحسين مهارات الموظفين. لكنها لا تفعل ذلك. لا يزال عديد من المديرين التنفيذيين مهووسين باستراتيجية سيتذكرها الناس في نهاية المطاف باعتبارها هزيمة ذاتية، حيث تتمثل هذه الاستراتيجية في تقليص فرص العمل وإبقاء الأجور عند أدنى مستوى ممكن. يتابع المسؤولون التنفيذيون هذه التخفيضات اتباعا لما يأمرهم به المحللون والخبراء الاستشاريون والماليون وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين، ونظرا إلى أن وول ستريت تحكم على أدائهم مقارنة بالشركات الأخرى التي تضغط على العمال قدر المستطاع.
قد يعمل الذكاء الاصطناعي أيضا على تضخيم الآثار الاجتماعية الضارة للأسهم الخاصة. وبالفعل، بات من الممكن تحقيق ثروات هائلة من خلال شراء الشركات، وتحميلها بالديون أثناء التحول إلى القطاع الخاص، ثم تقليص القوى العاملة لديها - كل ذلك مع دفع أرباح عالية للمالكين الجدد. واليوم، ستعمل برامج الدردشة الآلية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى على تيسير الضغط على العمال قدر الإمكان من خلال مراقبة أماكن العمل، وظروف العمل الأكثر صرامة، وعقود ساعات العمل غير المحددة، وما إلى ذلك... يتبع.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي