أساليب غريبة يتبعها المديرون تنعش عالم العمل

أساليب غريبة يتبعها المديرون تنعش عالم العمل

في الأسبوع الماضي، هوجمت سالي مابستون بسبب خرقها قاعدة مهمة غير مكتوبة حول الكيفية التي يجب أن يتصرف بها المدير المعاصر.
أوضحت مديرة جامعة سانت أندروز في اسكتلندا أن فريقها يجب ألا يكتب أبدا بريدا إلكترونيا يبدأ بعبارة "أتمنى أن تصلك هذه الرسالة وأنت في حالة جيدة"، أو أن تكتب في النهاية عبارة "آمل أن تساعدك هذه الرسالة". وأنه ينبغي لهم عدم الحضور إلى العمل في بنطال مصنوع من الكوردروي، كما ذكرت صحيفة "صنداي تايمز".
لقد عفا الزمن إلى حد بعيد على هذا النوع من الإدارة الدقيقة. نادرا ما يتلقى المديرون التنفيذيون في أيامنا هذه استحسنانا عن الجرأة بالانتقاد. لكن هذه القصة ذكرتني بسبب ولعي الخفي المستمر بالرؤساء الذين لديهم هذه الصفات الغريبة.
ينبغي أن أقول إنني لم أحصل أبدا على وظيفة في شركة مثل مارس، التي تتوقع من مديريها أن يأكلوا طعام الكلاب الذي تنتجه قبل أن يخرج من المصنع للتأكد من استيفائه المعايير المطلوبة.
كذلك لم أعمل مع أي شخص مثل جيه إدجار هوفر. كان هوفر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، من بين أمور أخرى عمل فيها، مهووسا بوزن عناصره لدرجة أنه أمر بإجراء فحوص فجائية لأوزانهم وأشرف بنفسه على مساعديه من ذوي الأجساد البدينة أثناء وقوفهم على الميزان.
ربما كان الأمر أكثر سوءا في رويال بنك أوف سكوتلاند في فترة رئاسة فريد جودوين. خلال فترة رئاسته التي اتسمت بالخوف، يقال إنه وبخ موظفي تقديم الطعام ذات مرة بسبب إحضار بسكويت الويفر الوردي "غير المناسب" مع الشاي في فترة بعد الظهيرة للمديرين التنفيذيين.
لكن بعض العادات الإدارية لها بعض الفوائد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتواصل بشكل واضح. عندما شغلت تيريز كوفي منصب وزيرة الصحة البريطانية لفترة وجيزة العام الماضي، تسببت في ضجة طفيفة عندما أرسلت رسالة بريد إلكتروني تنصح فيها الموظفين بتجنب استخدام مصطلحات المهنة وتركيبات النفي المزدوج في الجمل وفواصل أكسفورد. ربما بالغت في مسألة الفاصلة، لكن حربها على الهراء والمبالغة كانت تستحق الإعجاب.
بالمثل، طلب دومينيك راب، نائب رئيس الوزراء البريطاني من موظفي الخدمة المدنية أن تكون التقارير التي يتم إرسالها مكونة فقط من ثلاث أو أربع صفحات مقاسها أيه 4، ما لم يكن هناك سبب وجيه لجعلها أطول من ذلك.
وقد انتشرت هذه الأنباء وسط مزاعم بأن راب كان يتنمر على الموظفين، الأمر الذي ينكره. من الواضح أن التنمر أمر لا يحتمل، لكن لا حرج في تشجيع الموظفين على الكتابة بإيجاز ووضوح دون ثرثرة لا داعي لها.
هناك مسألة أخرى تتعلق بالأساليب الغريبة التي يتبعها المديرون. فإذا كانت غير ضارة، يمكن لهذه الأساليب أن تضفي الطابع الإنساني على منصب المدير وأن يكون تأثيرها يصب في وحدة الموظفين.
عملت ذات مرة مع محرر تسبب في كثير من المكائد في المكتب لعدم قدرته على إخفاء كرهه للحى، وهو ميل اتضح أنه يشترك فيه مع ديك فولد، الرئيس السابق لبنك ليمان براذرز.
الأصدقاء الذين يعرفون تايلور برولي، مؤسس مجموعة مونوكل الإعلامية، كانوا مندهشين بالقدر نفسه ببغضه لأقلام الحبر الأخضر وتعليق الجاكيتات على ظهر الكرسي.
الأمر نفسه ينطبق على كيت ريردون، المحررة السابقة لمجلة "تاتلر"، التي كان تفانيها للمكاتب المرتبة شديدا لدرجة أنه كان يتم تشجيع الموظفين على إزالة كل شيء على سطح المكتب في نهاية كل يوم كحاملات المستندات وحاملات الأقلام. قالت لي ريردون الأسبوع الماضي، "لدي نفور من المكاتب التي تبدو كغرف نوم المراهقين".
مع ذلك، يصعب التفوق على تأثير توجيه مابستون في جامعة سانت أندروز.
في وقت سابق من هذا الشهر، راود أستاذا في الجامعة كان يشكك في الاستراتيجية العسكرية الروسية في أوكرانيا شعور غريب عندما تلقى بريدا إلكترونيا من زميل بدأ بالتحية التي تبغضها مابستون.
لكن ثبت أن الرسالة كانت مزيفة، ولو فتح الأستاذ الملف المرفق فيه، فربما كان سيتم اختراقه من أشخاص يعتقد أن لديهم ارتباطات بأجهزة الاستخبارات الروسية.
عندما تحدثت إلى مابستون ذلك اليوم، قالت إنها لم تصدر مطلقا بيانا رسميا إلى زملائها الأكاديميين بشأن رسائل البريد الإلكتروني أو ارتداء بناطيل الكوردروي، لأنها كانت تعرف أنهم "سيفعلون عكس ما طلب منهم".
لكنها أوضحت وجهات نظرها حول مجاملات البريد الإلكتروني الزائدة عن الحاجة بشكل واضح في المحادثات، إضافة إلى خطاب التخرج في 2018.
كما كشفت في خطاب بعد العشاء ألقته عندما انتقلت إلى جامعة سانت أندروز من جامعة أكسفورد في 2016 أن لديها "نفورا شديدا تجاه بناطيل الكوردروي". قالت لي إن قماش الكوردروي "غير نظيف" و "غير مناسب عموما" و "يجب تثبيطه. إنه يوحي ببعض أشكال الهواية الأرستقراطية البالية التي تعد عودة إلى جيل سابق".
لا أستطيع أن أتظاهر بأن لدي مشاعر عميقة تجاه بناطيل الكوردروي أو اللحى أو التركيبات التي تتضمن نفيا مزدوجا في الجمل. لكن العالم سيكون أكثر كآبة إذا لم يتمكن جميع المديرين الذين لديهم مثل هذه المشاعر من الإفصاح عنها.

الأكثر قراءة