لا حِسّ ولا رِسّ
كثيرا ما نسمعهم يقولون في سياقات مختلفة: "لا حِسّ ولا رِسّ"، وذلك في انقطاع الخبر والحركة لشيء ما، والحسّ: الصوت الخفيّ، كما في المعاجم اللغويَّة، وقد تكون كلمة "رِسّ" جاءت اتباعا لكلمة "حِسّ" كقولهم: حيَّاك وبيَّاك عند بعضهم أو أنّها بمعنى القليل غير المؤكِّد من الخبر أو الذكر الخفي أو أثر الشيء أو أوله - كما يبدو، ويشيع هذا القول عند العامَّة، وهو من فصيح كلامهم، لأنَّه عربيٌّ صحيح - كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، جاء في المختار: "الحِسّ.. الصوتُ الخفيّ".
وجاء في لسان العرب: "بلغني رسٌّ من خبر.. أي طرف منه أو شيء منه" ونجد الكلمة في المعاجم مفتوحة الراء - جاء في الوسيط: "الرَّسّ.. بدء الشيء، يقال: به رَسُّ الحُمَّى: أَوَّل مَسَّها. ورَسُّ الحُبّ: بقيَّته وأثره. ورَسٌّ من الخبر: طَرَفٌ منه، أو أَوَّله".
وذَكَرَ معنيين آخرين للرَّسّ وهما: المَعْدِن، والبئر. وأنا أذكر "الرَّسّ" المدينة المعروفة، والذي يهمُّنا هو ما ذُكِرَ آنفاً، ما يؤكِّد أنَّ قولهم: "لا حِسّ ولا رِسّ" من فصيح العامَّة.