عام صعب على سوق المعالجات والذواكر .. أكبر تراجع منذ 3 عقود
يتأثر عديد من الأسواق العالمية الخاصة بمكونات أجهزة الكمبيوتر بنمو أو انخفاض السوق التقنية بشكل عام، وسوق أجهزة الكمبيوتر بشكل خاص، حيث يمثل الطلب على الكمبيوترات العامل الأساس لتأثر الأسواق الأخرى، مثل سوق المعالجات والذواكر العشوائية ومعالجات الرسوميات وغيرها، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على واقع العام الماضي. فمع الانخفاض الذي واجهته سوق الكمبيوتر، انخفضت شحنات كل من المعالجات والذواكر العشوائية ومعالجات الرسوميات بشكل كبير ومؤثر في السوق، فعلى جميع الأصعدة شكل عام 2022 عاما صعبا على هذا القطاع.
معالجات الحواسب الشخصية شهدت أكبر تراجع لها منذ ما يقارب 30 عاما، في حين شهدت مبيعات ذواكر الوصول العشوائي أكبر تراجع منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وبشكل مشابه شهدت البطاقات الرسومية لأجهزة سطح المكتب أكبر تراجع في مبيعاتها منذ عام 2008، الأمر الذي أدى بدوره إلى جعل كل من الشركتين تعملان على تخفيض كل من شركتي إنفيديا وAMD بمعمارية طلباتهما من المكونات الأولية من شركة TSMC التايوانية التي تقدم خدمات تصنيع المعالجات للشركتين.
وفي 2022 تم شحن نحو 374 مليون معالج، بانخفاض 21 في المائة مقارنة بعام 2021، وهو ما تم شحنه فقط من المعالجات الخاصة بالحواسب الشخصية التي تنتجها شركتا إنتل و AMDبمعمارية x86 وليس المعالجات العاملة بمعمارية ARM المخصصة بشكل رئيس للهواتف الذكية والحواسب المحمولة منخفضة المواصفات.
ورغم التراجع الإجمالي في سوق الحواسب الشخصية، فإن شركة AMD استحوذت على 31.3 في المائة من الحصة السوقية للمرة الأولى في زيادة بنسبة 28.5 في المائة مقارنة بالربع الأخير من عام 2021 في مقابل تراجع حصة منافستها “إنتل” من 71.5 في المائة إلى 68 في المائة خلال الفترة نفسها.
ويرتبط تراجع مبيعات المعالجات بالتراجع الكبير الذي يشهده الإقبال على أجهزة الحاسوب الشخصي التي تراجع الطلب عليها بنسبة 28 في المائة خلال الربع الأخير من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وهو ما أكدته شركة جارتنر، أن حجم الطلب العالمي على سوق الحواسب الشخصية بلغ 65.3 مليون وحدة في الربع الثاني من العام الماضي، وهو ما يعد أكبر تراجع تشهده السوق منذ منتصف عام 1990.
ورغم ذلك، من المتوقع أن تنمو سوق معالجات أجهزة الكمبيوتر العالمية بمعدل نمو سنوي مركب كبير يبلغ 4.1 في المائة في الأعوام المقبلة، حيث قدرت صناعة معالجات أجهزة الكمبيوتر العالمية بنحو 90.6 مليار دولار في عام 2022 ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 114.63 مليار دولار بحلول عام 2029.
وتواجه السوق عوامل دافعة للنمو في سوق معالجات أجهزة الكمبيوتر، ويعد أحد المحركات الرئيسة الطلب المتزايد على قوة الحوسبة في كل من قطاع الأفراد أو قطاع الأعمال، نظرا لأن استخدام أجهزة الكمبيوتر أصبح أكثر انتشارا، وتصبح المهام المستخدمة من أجلها أكثر سهولة، وهو ما يعزى إلى زيادة الطلب على المعالجات التي يمكنها التعامل مع هذه المهام بكفاءة. يذكر أن معالجات الكمبيوتر تعمل كعقل الجهاز، ما يسمح بمعالجة البيانات بشكل أسرع، وسيؤدي انتشار تقنية إنترنت الأشياء في الأجهزة المنزلية، مثل إقفال الأبواب الذكية والثلاجات الذكية والمكانس الذكية، إلى زيادة فرص السوق للمعالجات الدقيقة.