معضلتا الاستثمار المعاكس لشعور الأسواق في 2023

معضلتا الاستثمار المعاكس لشعور الأسواق في 2023

ليس من السهل أن تكون مستثمرا معاكسا لشعور السوق السائد. عموما، هذه إحدى أكثر الحيل موثوقية في قواعد الاستثمار: عندما تكون الأسواق المحفوفة بالمخاطر مبتهجة، بع. وعندما تكون في أعماق اليأس، اشتر.
هذه عملية تستند دائما إلى منظور ذاتي. لكن في الوقت الحالي، مقاييس المزاج ترسل إشارات متضاربة جمة حتى أصبحت هذه الاستراتيجية تسبب الدوار. كيف يمكنك أن تستثمر بالعكس عندما تكون معرفة إذا ما كان المستثمرون سعداء جدا أو حزينين للغاية مستحيلة؟
إذا سألتهم، فإنهم يقولون إجمالا إنهم حزينون. يظهر الاستطلاع الشهري المفيد دائما لمديري الصناديق الذي أجراه "بنك أوف أمريكا" أنهم متشائمون بشأن النمو الآن مثلما كانوا في آذار (مارس) 2020 تقريبا، مباشرة قبل أن تهب البنوك المركزية إلى إنقاذ النظام المالي المصاب بفيروس كورونا. هذا يبدو سيئا، وهو سيئ. وبشرى سارة لمشتري الأصول الخطرة الذين يستثمرون عكس الاتجاه.
مشكلتان في ذلك: الأولى هي أن الأسهم العالمية أعلى بالفعل نحو 20 في المائة في الوقت الحاضر عما كانت في تشرين الأول (أكتوبر). عشرون! اثنان صفر! علاوة على ذلك أن الحاضر ممتاز. تتمثل المشكلة الأخرى في أن الحالة المزاجية قد ابتهجت كثيرا في الأسابيع الأخيرة. تحسنت جميع المقاييس الرئيسة للمعنويات خلال الشهر الماضي، وتدل التحولات في تخصيص الأصول على شهية أقوى للإقدام على رهانات محفوفة بالمخاطر، حسب "بنك أوف أمريكا"، مع أنها ما زالت تجعل الحالة المزاجية "بعيدة عن تفاؤل كاف" يبرر الرهانات الهبوطية.
لذا، لمن يتابع، يكون المستثمرون حزينين، لكنهم ليسوا حزينين جدا، وسعداء، لكنهم ليسوا سعداء جدا في الآن نفسه. لقد حذرتك من أنها استراتيجية مربكة.
يقول داريو بيركنز، من دار الأبحاث تي إس لومبارد، "إن هذا وقت مربك للمستثمرين، خاصة الذين يتبعون الاتجاه المعاكس في الاستثمار". يرجع بيركنز سبب هذا إلى أنه تم اقناع المستثمرين بإطار معطوب لأكبر موضوعات التداول لهذا العام، تحديدا رواية حدوث الركود غير المنطقية أبدا.
ويضيف "غالبا ما يستمد تحليل مثل هذا جذوره من خرافات (أو صدمات) من 2008، عوضا عن بيانات اقتصاد كلي موثقة". ويضيف، بدلا من ذلك، نحن في دورة "وهمية" لن تتناسب ببساطة مع القوالب المعتادة. عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وأسواق العمل المتغيرة بسرعة، والتقلبات الهائلة في السياسة النقدية، والحرب في أوروبا، كلها تفيد، مع المخاطرة باستخدام عبارة خطيرة، بأن هذه المرة مختلفة.
"إن سوق العمل الضيقة هي بالتأكيد حجة لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول، لكنها ليست حجة لمحاولة تحطيم الاقتصاد بزيادات أسعار الفائدة لا نهائية، ولا سيما في دورة أعمال وهمية مليئة بالمفاجآت. أراهن على أن هذا الاقتصاد المربك سيستمر في إحباط الجميع، المتفائلين والمتشائمين على حد سواء"، كما يقول.
في الوقت الحالي، يخيم معظم الإحباط على المتشائمين. يقول بنك أوف أمريكا، إن "التداول المؤلم" في الأصول ذات المخاطر العالية في الوقت الحالي -المسار المؤدي إلى أسواق قد تضر المستثمرين أكثر من غيرهم- أعلى. هناك عدد قليل نسبيا في وضع يمكنهم من الاستفادة من استمرار الاتجاه الساري بالفعل، والمشككون ليسوا في عجلة من أمرهم للاستسلام.
يقول باتريك سبنسر، نائب رئيس قسم الأسهم في شركة بيرد الخاصة للاستثمار "هذا الارتفاع غير موثوق به والناس متشككون للغاية". كان سبنسر من المتفائلين منذ تقريبا أكتوبر، ما جعله أحد مستثمري الاتجاه المعاكس الرابحين العام الماضي. يقول "إن الارتفاع الحالي هو السوق الصاعدة الأكثر كرها في كل الأزمنة، لكن من غير المنطقي ردعها".
سلاسل التوريد تشتغل بشكل أكثر اعتيادية، والتضخم خفت حدته، والاحتياطي الفيدرالي يحد من حجم ارتفاع أسعار الفائدة بدلا من رفعه، وفي ملاحظة ذات صلة، لم تعد الشركات الأمريكية مثقلة بمثل هذا الدولار القوي العجيب. ربما تبدو البيانات المتعلقة بالتوظيف غير تقليدية نوعا ما، لكن اتجاه سيرها إيجابي بوضوح. أضف إلى ذلك المزيج: الصين تخرج من إغلاق كورونا، ويبدو أن أوروبا قد تفادت شتاء باردا ومكلفا للغاية.
يقول سبنسر "الجميع قلق بشأن الركود، لكننا جالسون هنا منذ 12 إلى 18 شهرا نتحدث عنه باستمرار. لقد شهدنا تسريح الموظفين، وجميع عمليات خفض الوظائف في قطاع التكنولوجيا،الشركات تتعامل مع ذلك. هو أمر تشهده السوق. أسعار الفائدة ترتفع لكن الأسواق لا تنخفض وهذه علامة جيدة جدا جدا".
يرى سبنسر أن الخطر الأكبر هو الجلوس وانتظار وقوع الكارثة. يقول "ينتظر الجميع تصحيح السوق حتى يتمكنوا من العودة إليها. لا أعتقد أن الفرصة ستسنح لهم".
جاك جاناسيفيتش، كبير استراتيجيي المحافظ في "ناتيكسيس انفستمنت مانجرز سلوشنز"، متفائل آخر غير نادم. يقول "أتلقى انتقادات كثيرة لكوني متفائلا أبديا". عندما اكتشف لأول مرة أنه تم احتساب ما يسميه "ركودا طبيعيا" في أسواق الأسهم في آب (أغسطس) من العام الماضي، وتحولت ميوله نحو تفضيل محفظة أكثر خطورة، قال "إنه تلقى رسائل كراهية كثيرة، وناس يخبرونني كم كنت غبيا.
رد الفعل المحبط الذي أتلقاه هو أن الناس يقولون: فقط انتظر، الركود قادم. حسنا، لكنكم تستمرون في قول ذلك ونحن نرتفع 20 في المائة من أدنى مستوياتنا".
يقول جاناسيفيتش "إن الناس يتجهون إلى طريقة تفكيره الآن"، لكن كثيرا من المستثمرين يحملون "ندوب" عام 2022 القاسي ويشعرون بـ"مخاطرة مهنية" في اتخاذ الرهان الخطأ مرة أخرى الآن.

الأكثر قراءة