رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


همهمات الكهرباء

في هدوء الليل تبدو الأصوات جلية وأكثر وضوحا، فتسمع كل همسة في طياته. كم مرة تساءلت عن صوت الهمهمة المتسلل لك عبر الجدران من فيش كهربائي أو مصباح ولا تعرف سبب حدوثه، أو عندما تنطلق في ليلة ساكنة لتمارس رياضة المشي وتقترب من خطوط الجهد العالي والمحولات الكهربائية، وتسمع صوتا مختلفا يبدو أشبه بالأزيز ينبعث من الأسلاك، إنها ضوضاء ثابتة ومستمرة لا يمكنك تجاهلها!
ويطلق على تلك الأصوات وذلك الأزيز همهمات الكهرباء أو همهمات خطوط الجهد الكهربائية، وتستخدم عادة للإشارة إلى الأصوات التي تصدرها المحولات أو خطوط الكهرباء، بسبب مرور التيار المتناوب عند التردد الذي صممت عنده الشبكة الكهربائية، وعادة ما يكون التردد الأساس لصوت الأزيز الذي تسمعه هو 50 أو 60 هرتز، حسب تردد الشبكة المحلية والبلد الذي توجد فيه حيث تختلف التيارات الكهربائية من بلد إلى آخر.
لكن ما زال السؤال حائرا، ما سبب حدوث هذه الأصوات، وهل تتحدث الجمادات مع بعضها، وإذا كنا لا نرى التيار الكهربائي فكيف نسمع صوته؟!
يقول الخبراء إن هناك سببين رئيسين لهذه الهمهمات وهما المجالات المغناطيسية الضالة والتحلل المغناطيسي، فعندما تتفاعل مادة حديدية قابلة للمغنطة مع مجال مغناطيسي متناوب تتمدد وتتقلص بشكل دقيق.
مثال ذلك تمدد قضيب حديد داخل ملفات المحولات أو انكماشه "بمعنى، يتغير شكله بشكل دقيق" بسبب التأثير المغناطيسي للتيار المتردد المار خلاله، فينتج كمية صغيرة من الاهتزاز، التي تسمعها بدورك وكلما زاد جهد التيار ازدادت حدة الصوت!
هذا بالنسبة إلى التيارات القريبة منك، أما أبراج الجهد العالي فالكورونا هي سبب الصوت الذي تسمعه، إنها ليست كورونا الفيروس بل ظاهرة تعرف بالتفريغ الإكليلي أو الانهيار الجليدي للإلكترونات، يومض ويخرج حول سلك التيار المتردد 100 مرة في الثانية مع تكرار ارتفاع وانخفاض الجهد في التيار الكهربائي. مع كل تفريغ من هذا القبيل، يسخن الهواء ويتأين ويتمدد. يؤدي التمدد والانكماش الدوريان للهواء إلى توليد صوت طنين وحث. إنها الضوضاء التي يسببها قفز التيار الكهربائي من خلال الهواء المتأين، وقد يصاحبه أيضا ظهور توهج أزرق في الهواء المحيط بخطوط الكهرباء، وتشبه هذه الظاهرة الصواعق لكنها أبطأ وتوهجها أقل من الصاعقة التي قد تخطف الأبصار!
ومن الممكن تقليل أصوات همهمات وأزيز المحول من خلال إجراء بعض التعديلات على التصميم، لكن لا يمكن التخلص منها تماما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي