لأول مرة منذ 18 شهرا .. أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا عند أقل مستوى
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية، التي كانت قد ارتفعت بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، قبل نحو عام، إلى مستوى لم تشهده منذ 18 شهرا.
وانخفض سعر الجملة للعقود الآجلة إلى أقل من 50 يورو لكل ميجاواط/ ساعة أمس، للمرة الأولى، منذ آب (أغسطس) 2021، وذلك استنادا إلى سعر الغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف"، وهو السعر القياسي للغاز في أوروبا.
كان الاعتماد الكبير على الغاز الروسي قد أدى إلى أزمة طاقة، في القارة العام الماضي. وفي وقت ذروة الأزمة، تم دفع أسعار تقدر بأكثر من 300 يورو لكل ميجاواط/ ساعة، وفقا لـ"الألمانية".
لكن الطلب لم يكن كبيرا، كما كان يفترض، ويرجع ذلك إلى الطقس الشتوي المعتدل، والحملات التي تهدف إلى دعم توفير الطاقة. في المقابل، تمكنت الحكومات من تخزين كميات في منشآت الغاز الطبيعي.
إلى ذلك، نظمت ألمانيا والنمسا مجددا استخدام مرافق تخزين الغاز المشتركة الكبيرة في حال حدوث أزمة، إذ وقع الألماني روبرت هابيك وزير الاقتصاد وحماية المناخ وليونوره جفيسلر وزيرة حماية المناخ النمساوية على اتفاقية بشأن مرفقي التخزين "هايداخ" و"7 فيلدز" في النمسا أمس.
وتم بالفعل استخدام المرفقين الكائنين في مدينة زالتسبورج في ولاية النمسا العليا من قبل شركات من كلتا الدولتين. وجاء في بيان مشترك "إنه مع الاتفاقية الجديدة تضمن ألمانيا والنمسا لبعضهما بعضا الوصول إلى الاحتياطيات المخزنة، حتى في حالة توجيه الطاقة أو نقص الغاز".
وبموجب الاتفاق، سيجرى تقاسم المسؤولية عن كميات التعبئة المستهدفة في المستقبل بين الدولتين المتجاورتين، كما يمكن تزويد غرب النمسا بالغاز من مرفقي "هايداخ" و"7 فيلدز" عبر خطوط الأنابيب الألمانية في حالة الطوارئ. ويرتبط مرفقا التخزين بشكل أساس بالشبكة الألمانية.
ويمكن تخزين ما يصل إلى خمسة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في مرفق "هايداخ" وشبكة تخزين "7 فيلدز". وقد استخدمت شركة "غازبروم" الروسية جزءا من السعة حتى بداية الحرب الروسية في أوكرانيا.
وعندما توقفت "غازبروم" عن ملء المرفق، اتخذت الحكومة النمساوية خطوات لسحب السيطرة على منشأة التخزين من الشركة الروسية المملوكة للدولة. ثم أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر عن مخاوفه بشأن مستقبل إمدادات الغاز في جنوب ألمانيا في حال حدوث أزمة، ودعا إلى اتفاقية جديدة بين فيينا وبرلين.
وكان قد وصف فياتشيسلاف فولودين رئيس البرلمان الروسي الخميس، تفجيرات العام الماضي في خطي أنابيب نورد ستريم بين روسيا وألمانيا بأنها "هجوم إرهابي"، محملا الولايات المتحدة المسؤولية.
وأمر مجلس الدوما "البرلمان" بتحديد الضرر الواقع على خطي الأنابيب في سبتمبر الماضي، عندما تسببت مجموعة من الانفجارات في حدوث تسريبات مريبة.
وتم العثور على أربعة تسريبات في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، اللذين ينقلان الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، في المنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين للدنمارك والسويد، قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية.
وقال فولودين "إن تحقيقات أخرى فقط في الوقائع يمكن أن تقود إلى طلب تعويضات من جهات أجنبية". وضغط النواب مجددا من أجل فتح الأمم المتحدة تحقيقا في وقوع أعمال تخريب.