التحول إلى الأجهزة الفاخرة .. علاج سامسونج لتراجع المبيعات

التحول إلى الأجهزة الفاخرة .. علاج سامسونج لتراجع المبيعات

بعد يوم من تقديم شركة سامسونج تقييما محبطا للمستثمرين في سوق الهواتف العالمية لـ2023، قدمت أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم عرضا مبهجا ومثيرا لوسائل الإعلام حول إطلاق أحدث هواتفها التي تحمل علامة جالكسي الأسبوع الماضي.
هذه الرسائل المتناقضة للركود والابتكار لم توضح الضجة أو التفاؤل الزائف بشأن الأجهزة الجديدة، وفقا للمحللين، لكنها بينت أن شركة سامسونج كانت تخطط وترتب للحفاظ على حصتها السوقية عبر التزامها بالجانب الفاخر من السوق.
قال دانييل أروجو نائب رئيس شركة سامسونج في مكالمة أرباح للربع الرابع في سيول، حيث قدمت الشركة الكورية التفاصيل الكامنة وراء أدنى ربح ربع سنوي لها منذ ثمانية أعوام، "وسط المشكلات الجيوسياسية المطولة، والتضخم المستمر والتباطؤ الاقتصادي المستمر، نتوقع أن تنكمش سوق الهواتف الذكية لـ2023، مع تأثر السوق الشاملة أكثر من غيرها".
على الجانب الآخر من العالم، في حدث إطلاق جهاز جالكسي في سان فرانسيسكو، قال تي إم روه، رئيس أعمال الهواتف المحمولة في شركة سامسونج، "نعتزم التركيز على القطاع المتميز في الأسواق المتقدمة إضافة إلى بعض الدول التي نشهد فيها نموا قويا". وأضاف أنه قد شهد "تحولا ملحوظا" إلى الأجهزة الفاخرة في الأسواق النامية.
إن تركيز شركة سامسونج المتجدد على الهواتف الفاخرة - تتميز طرز إس 23 الجديدة بتحسينات متقدمة للكاميرا وعمر بطارية أطول - يأتي في الوقت الذي تكافح فيه للتنافس مع المنافسين الصينيين منخفضي التكلفة في سوق الهواتف الذكية ذات النوعية المتدنية إلى المتوسطة، بينما تفوق أداء شركة أبل التي تركز على النوعيات الفاخرة على أداء السوق بإيرادات خدمات قياسية في الربع الأخير من نظامها الإيكولوجي للبرمجيات.
تهدف الشركة الكورية الجنوبية إلى البقاء في المقدمة وتحقيق متوسط أسعار بيع أعلى مع خط جهاز إس 23 والهواتف المتميزة الأخرى التي تحتوي على شاشات قابلة للطي - يتم بيع جهاز الترا إس 23 الجديد بسعة تخزين تبلغ تيرابايت بأكثر من 1،600 دولار في الولايات المتحدة، قبل الخصومات. كما ستعمل شركة الهواتف المحمولة على طرح بعض الأجهزة متوسطة السعر للتعامل بشكل أفضل مع السوق المستقطبة بشكل متزايد. كما كشفت شركة سامسونج الغطاء الأسبوع الماضي عن اهتمامها المتجدد بعروض الواقع المختلط لمستخدمي الهواتف الذكية، بالشراكة مع شركتي جوجل وكوالكوم.
قال بريان ما، محلل في شركة أي دي سي، "تركز سامسونج على الجانب الراقي ليس بسبب هوامش الربح الأفضل فحسب، بل أيضا لأنه أكثر مرونة من بقية السوق". وأشار إلى أن شحنات الهواتف الذكية العالمية تراجعت في المجمل 11 في المائة في العام الماضي إلى 1.2 مليار وحدة، أدنى مستوى منذ 2013، لكن الهواتف الذكية التي تزيد تكلفتها على 600 دولار تراجعت 1 في المائة فقط.
على الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة، تمكنت سامسونج من زيادة حصتها في السوق إلى 21.6 في المائة العام الماضي وذلك من 20 في المائة في 2021، حيث عانت مبيعات منافسيها الصينيين عمليات الإغلاق الناجمة عن كوفيد- 19، وفقا لشركة أي دي سي.
تأمل سامسونج أن تتمكن من استعادة قاعدتها المفقودة في الصين، حيث انخفضت حصتها السوقية إلى نحو 1 في المائة، وذلك عبر إطلاق جهاز قابل للطي مصمم خصيصا للمستهلكين الصينيين هذا العام، على الرغم من أن المحللين لا يزالون متشككين بشأن فرصها للوصول إلى تعاف ملموس.
قال ليو جيبي، محلل في شركة سي سي إس إنسايت، "أحد الاستثناءات من حالة الركود في الهواتف الذكية هو الفئة القابلة للطي، حيث تعد سامسونج الشركة الرائدة بشكل واضح. إن عامل الشكل الجديد هذا يوفر نقطة حقيقية للتمييز والإثارة في السوق".
تمتعت الشركة بنجاح مبكر في هذا التخصص ذي الهامش المرتفع، رغم أنه من المتوقع أن تشتد المنافسة في القطاع الجديد نسبيا مع دخول المنافسين الصينيين إلى السوق.
قال بارك كانج هو، محلل في شركة دايشين سكيورتيز، "مبيعات الهواتف القابلة للطي تستمر في الزيادة، لكن معدل النمو يبدو أبطأ من المتوقع، إذ لا ينجذب كثير من المستهلكين إلى إغرائها نسبة إلى أسعارها المرتفعة".
بيتر لي، محلل في "سيتي جروب"، يتوقع أن تكون الخطوة التالية للصناعة على الأرجح تطوير شاشة واسعة بطبقتين. قال، "سيطلق صانعو الهواتف الذكية الصينيون هواتف قابلة للطي للمنافسة وسيكون هناك تمايز في أحجام الشاشة، لكن شركة سامسونج لديها ميزة تكنولوجية تفوقهم".
إضافة إلى ذلك، تحاول سامسونج الآن الدخول مرة أخرى إلى سوق الواقع الممتد، حيث تغطي منتجات وبرامج الواقع الافتراضي والمعزز أو المختلط. ينظر إلى السوق بشكل متزايد على أنها محرك نمو طويل الأجل لمواجهة تراجع مبيعات الهواتف الذكية.
انضم إلى روه على خشبة المسرح في سان فرانسيسكو مديرين تنفيذيون من جوجل وكوالكوم، شركات عملت مع سامسونج في مجال الواقع الممتد منذ نحو عقد من الزمن. لم يكشفوا عن مشروع ملموس لكن من المحتمل أن يطوروا معا جهاز واقع مختلط، حيث من المتوقع أن تطلق شركة أبل سماعة الواقع الممتد الخاصة بها هذا العام.
دخلت شركة سامسونج السوق لأول مرة في 2014، حيث أطلقت نظارة الواقع الافتراضي "جير" الخاصة بها بالشراكة مع شركة أوكيلوس في آر. لكنها تخلت عن هذا المنتج في 2018 بسبب نقص الطلب عليه. مع ذلك، نظرا إلى قوتها في مجال الرقائق والشاشات، فقد تم التواصل معها من قبل كثير من شركات التكنولوجيا للتعاون في مجال أجهزة الواقع المختلط.
زار مارك زوكربيرج رئيس شركة ميتا، مركز أبحاث سامسونج في وادي السيليكون في تشرين الأول (أكتوبر) لمناقشة الاندماج المحتمل مع المديرين التنفيذيين، في حين تخطط شركة سامسونج ديسبلاي إلى بناء مرافق إنتاج هذا العام لما يسمى بمايكرو أوليد، تكنولوجيا عرض من الجيل التالي مناسبة لأجهزة الواقع الممتد.
قال بريان ما، "إن سامسونج شريكة جذابة في الواقع الافتراضي نظرا إلى نطاقها الواسع وقدراتها التصنيعية. كما أن لديها خبرة في جوانب متعددة من الواقع الافتراضي، بما في ذلك ليس فقط العمل مع شركتي ميتا وأوكيلوس على نظارات "جير" للواقع الافتراضي منذ أعوام عديدة، لكن أيضا مع شركة مايكروسوفت. ومع احتمال دخول أبل إلى هذا المجال، فليس من المستغرب أن نرى الجهات المعنية تجتمع معا للاستعداد لدخول أبل".
على الرغم من الاهتمام المتزايد، إلا أن الواقع الافتراضي لم ينتج بعد منتجا في السوق الشاملة، حيث يلقي المحللون باللوم على مضايقات ارتداء الأجهزة ونقص المحتوى المثير للاهتمام.
قال سي دبليو تشونج، محلل في شركة نومورا، "لا تزال الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت الأجهزة والبرامج جيدة بما يكفي وما إذا كان الناس سيكون لديهم شهية قوية بما يكفي لشراء هذه الأجهزة. ولو استمرت الجائحة، لكانوا بحاجة إليها بشكل أكبر، لكن بعد عمليات إعادة الفتح، يريد الناس قضاء مزيد من الوقت في الخارج".

الأكثر قراءة