المؤتمرات والمعارض .. شغف الجيل الجديد

المجتمع السعودي مجتمع شبابي، لذا فإن المجالات التي يقبل عليها الشباب "أبناء وبنات" هي التي يتم التركيز عليها، وفيها تحصد بلادنا المراكز الأولى.

وأهم هذه المجالات المخترعات والتقنية، والمؤتمرات والمعارض، باعتبارها المرآة التي تعكس هذا التفوق، وتوفر فرصة التعرف على التجارب العالمية الناجحة، وتقديم تجاربنا أيضا للآخرين، والاستماع إلى محاضرين يتم اختيارهم بعناية.

ونتيجة لذلك يلاحظ الاهتمام والحضور الكبير، خاصة من الجيل الجديد، لهذه المؤتمرات والمعارض.
وأوضح مثال ما حدث من إقبال غير مسبوق على المؤتمر التقني العالمي المسمى اختصارا "ليب"، الذي يعد أكبر مؤتمر تقني من حيث الحضور على مستوى العالم، وهو مؤشر على أن السعودية ستكون سوقا عالمية لاستقطاب التقنيات المتقدمة، بل مصدرة لها.

ولا شك أن الإقبال على المؤتمرات والمعارض، ولا سيما من شريحة الشباب، سيؤدي إلى إقامة مزيد من الفعاليات، وبالذات ما يتعلق بالتقنية الحديثة.

وحسب الجدول الصادر من الهيئة العامة للمعارض، فإنه سيقام خلال 2023 نحو 150 فعالية من مؤتمرات ومعارض ومهرجانات منوعة.
وأعتقد أنه سيكون أكثر من ذلك بكثير قياسا على ما يحدث الآن، حيث إن عديدا من الجهات الحكومية والقطاع الخاص يشهد حماسا إيجابيا لتقديم أفكار جديدة لإقامة الفعاليات، ليس بقصد المظاهر وإنما لتحقيق فائدة حقيقية. يترجم اهتمام الدولة بتطوير صناعة المعارض والمؤتمرات بعد أن أدركت أهمية ذلك في تنويع القاعدة الاقتصادية، وبالتالي إيجاد عائدات كبيرة تسهم في الناتج الإجمالي، ولتصبح هذه الصناعة محركا للاقتصاد الوطني في دولة هي المحور الاقتصادي للمنطقة بأسرها، وهي أضخم الاقتصادات الإقليمية وأحد أعضاء مجموعة العشرين، ما يعزز مكانتها باعتبارها مركزا لفعاليات الأعمال، خاصة أنها تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، إضافة إلى ما لديها من قدرة استثمارية واقتصاد متنوع ومرافق جديدة وعصرية، والأهم من ذلك شباب متحمس للتعلم والعمل والإبداع.

وقطاع المؤتمرات والمعارض من القطاعات الجاذبة لكل من يسعى إلى العمل في وظائف غير تقليدية عمادها الابتكار والشغف بكل جديد، وهذه من أهم برامج وأهداف رؤية 2030 المحرك لجميع قطاعات العمل والإنتاج في بلادنا.
وأخيرا: ما دام الشباب والشابات لديهم الرغبة في قيادة هذا القطاع المهم، فالمؤكد أن القيادة ستعطي لهم الفرصة تدريجيا لإدارة الفعاليات، حيث لا يستمر الاعتماد على المنظم الأجنبي للمعارض والمؤتمرات، كما أن التركيز على اللغة العربية في الفعاليات سيكون مفيدا لمن يحضرها، وتقديرا للغة التي تعتز بها بلادنا، وإن كان لي من اقتراح في ختام هذا المقال الذي دفعني لكتابته هذا الزخم الجميل من الفعاليات المنوعة بمعدل يصل إلى اثنين أو أكثر من المؤتمرات والمنتديات والمعارض خلال الأسبوع، أقول إن كان لي من اقتراح فهو تمديد فترة المعارض بالذات، حيث تتاح زيارتها لطلاب المدارس والجامعات لتعم الفائدة من التعرف على الأجهزة والمخترعات الحديثة بعد أن يختفي ازدحام المؤتمرات والمتحدثين فيها.

ولعل ذلك يذكرنا بمعرض "أرامكو" الذي كان ينقل من منطقة إلى أخرى، ويشهد إقبالا كبيرا بمقاييس ذلك العصر عند بداية إنتاج البترول في قلب الصحراء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي