ألعاب الفيديو .. 2022 انتهى بطريقة مخيبة للآمال
تجبر مبيعات ألعاب الفيديو الضعيفة الناشرين على إعادة التفكير في خططهم لإطلاق ألعاب في 2023، واضعين في الحسبان التفضيل المتزايد من جانب اللاعبين، الذين يعانون ضائقة مالية، للسلاسل الرائجة مثل "كول أوف ديوتي" و"فيفا".
على مدى الأسابيع الماضية، نشر كثير من أكبر شركات تصنيع الألعاب في العالم، مثل أكتفجن بليزارد، وإلكترونك آرتس، ويوبي سوفت، وتيك تو إنتراكتف، أحدث بياناتها ربع السنوية، وكشف معظمها عن مبيعات مخيبة للآمال أثناء فترة عطلة عيد الميلاد المهمة.
بينما كانت الصناعة تستعد لعيد ميلاد أبطأ، مقارنة بالعامين الماضيين اللذين عززهما إغلاقات كوفيد - 19، فوجئت بعض الأسماء الكبيرة في الصناعة بانخفاض أكبر من المتوقع في إنفاق المستهلك في ديسمبر.
كانت أكتفجن بليزارد الشركة الوحيدة، التي خالفت الاتجاه. أبلغت هذا الأسبوع عن قفزة 43 في المائة في صافي الحجوزات –مقياس لإنفاق المستهلك يستثني الإيرادات المؤجلة المرتبطة بالخدمات عبر الإنترنت– في الربع المنتهي في ديسمبر، بفضل مبيعات قياسية وبفضل المشاركة في لعبة كول أوف ديوتي مودرن وورفير 2.
الألعاب الناجحة مثل كول أوف ديوتي تصبح أكثر ندرة، حيث يختار المستهلكون الإنفاق على ألعابهم المفضلة الموثوقة، عوضا عن تضييع مالهم على عناوين جديدة غير مجربة. نتيجة لذلك، ألغت شركات عديدة الشهر الماضي إطلاق ألعاب جديدة أو أجلته.
قالت شركة يوبي سوفت إنها ستلغي ثلاثة مشاريع غير معلن عنها، بينما قال أندرو ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة إي إيه، الأسبوع الماضي إن الشركة ستلغي لعبتي هاتف محمول مبنيتين على سلاسلها الشهيرة، إيبيكس ليجيندز وباتلفيلد، لأنها "تعيد تخصيص الاستثمارات لإعطاء الأولوية لمجالات النمو الأكبر لدينا".
خفضت تيك تو، الشركة الناشرة للعبة جراند ثيفت أوتو "جي تي إيه"، توقعاتها الإثنين، وأعلنت إجراءات لخفض التكاليف، حيث حذر ستراوس زيلنيك، الرئيس التنفيذي، بأن الشركة كانت "تعمل في بيئة أكثر تحديا من نواح عديدة مما تنبأنا به".
قال: "نتيجة لظروف الاقتصاد الكلي، نعتقد أن المستهلكين حولوا إنفاقهم في العطلة إلى السلاسل والعناوين الرائجة المعروفة، التي قدمت عروضا على أسعارها". وبينما استمرت سلاسل تيك تو المعروفة، مثل "جي تي إيه"، في البيع بشكل جيد، واجهت الإصدارات الجديدة صعوبات.
رددت تعليقات "تيك تو" تصريحات مماثلة صدرت عن إي إيه، ويوبي سوفت، وفرونتير دفلوبمنتس، وانخفض سهم يوبي سوفت الشهر الماضي 14 في المائة في يوم واحد، بعد أن حذرت من أن مبيعات العطلة كانت "أبطأ بشكل ملحوظ ومفاجئ".
حتى عناوين الألعاب، التي تؤدي أداء جيدا –أشار ويلسون، من إي إيه، إلى أن آخر إصدار من لعبة فيفا لكرة القدم أصبح سريعا "أكبر عنوان في تاريخ السلسلة"– لم تكن كافية لتفادي الانخفاض الذي راوح في العام الماضي بين 5 و10 في المائة في أحجام المبيعات العالمية لألعاب وحدات التحكم المميزة، وفقا لتقديرات من فريق أمبير أناليسس للبحث.
كانت الصناعة تأمل حدوث دفعة من الطلب المتزايد على الألعاب الجديدة من مالكي بلايستيشن 5 الجدد، خصوصا أن هذا أول عيد ميلاد يحدث فيه إمداد جيد من وحدات التحكم منذ إصداره في 2020.
أصبحت بلايستيشن خمسة أشهر وحدة تحكم في جيلها، رغم نقص في سلاسل الإمداد استمر لعامين وحد من توافرها، مع ذلك، تراجعت مبيعات البرامج خلال الأسابيع الأخيرة من 2022.
قال بيرس هاردينج- رولز، محلل في أمبير، "لديك هذه الديناميكية الغريبة، تأتي من أعلى المستويات (في عصر كوفيد) لكن من خلفية الاقتصاد الكلي أيضا. أعتقد من الصعب جدا التمييز بين الاختلافات في تأثير هاتين المشكلتين الأساسيتين".
أحد العناصر هو توافر الألعاب المجانية، مثل فورتنايت وفول جايز، التي تحقق كل إيراداتها من مبيعات الإضافات الاختيارية داخل اللعبة.
وفقا لأمبير، خمسة من أعلى عشرة من ألعاب وحدات التحكم من حيث وقت اللعب مجانية، ما يعني أنها في أوقات الركود أكثر جاذبية من شراء الإصدارات الجديدة.
لكن الإنفاق داخل الألعاب على الإضافات الاختيارية، مثل حزم التوسيع أو الصور الرمزية، انخفض أكثر من مبيعات الألعاب الكاملة، حيث ابتعد اللاعبون العاديون ـالذين ربما قضوا وقتا أكثر من المعتاد في اللعب أثناء إغلاقات كوفيدـ عن سوق الألعاب.
بحسب توم سينجلهورست، محلل إعلامي في سيتي جروب، هناك عوامل تؤثر في مبيعات الألعاب بخلاف الأسباب "الواضحة" لنهاية عمليات إغلاق كوفيد وأزمة تكلفة المعيشة.
قال: "في تلك الأمسيات الشتوية الطويلة، بالنسبة إلى الجمهور الذي يحيد قليلا عن كونه من الذكور والأصغر سنا، من المحتمل أن كأس العالم سرقت الوقت الذي كان مخصصا لألعاب الفيديو". قد تكون جودة الألعاب نفسها، إلى جانب كثير من الإصدارات المؤجلة البارزة، عنصرا أيضا.
ومع عمل الموظفين من المنزل، قال سينجلهورست: "جميع شركات الألعاب التي أتحدث إليها متفقة على وجود مشكلات في الإنتاجية في أحسن الأحوال، وفي أسوئها توجد مشكلات في الجودة". أضاف: "ما لم تكن لعبة قوية ومهمة فعلا، فإنها تعاني لتجذب الاهتمام".
غذى ذلك نجاح السلاسل ذات الأرباح الموثوقة فقط، مثل كول أوف ديوتي، التي لاقت العام الماضي استحسانا واسعا من النقاد، على الرغم من تعرض الإصدار السابق لمراجعات ضعيفة.
يتوقع سينجلهورست أن يقلد ناشرو الألعاب استراتيجية إصدار هوليوود، التي تتجنب المخاطر بشكل متزايد، بالاعتماد على الأجزاء المكملة والعلامات التجارية المألوفة، وتقليص الملكيات الفكرية الجديدة.
قال: "أتساءل عما إذا كنا على وشك الدخول في فترة نهج اعتيادي أو ممل لإدارة التطوير. هذه مبالغ كبيرة بما يكفي من المال بحيث يتعين عليك المخاطرة خارج الملكية الفكرية".