تويوتا ترصد 35 مليار دولار للحاق بركب السيارات الكهربائية

تويوتا ترصد 35 مليار دولار للحاق بركب السيارات الكهربائية

من الصعب عدم وجود نقطة ضعف لشركة بدأت بصنع أنوال النسيج وتعرف مهمتها الآن بأنها إنتاج "السعادة للجميع". أصبحت تويوتا أكبر شركة صنع سيارات في العالم عن طريق تحسين سياراتها بثبات، واستمرار، وبجدية عاما بعد عام.
عبر أكيو تويودا، عضو من العائلة المؤسسة، عن منهجيتها بطريقة جيدة الأسبوع الماضي حين أعلن تنحيه عن الرئاسة. خلال شغله المنصب لمدة 13 عاما، كان عليه الاختيار بين السعي "للنصر السريع" أو "الطريق التي تعيدنا إلى الصفات الأساسية والفلسفات التي أعطتنا قوتنا (...) اخترت الأخير".
لكن تويوتا لديها عيب نتج، كما هي الحال في التراجيديا اليونانية، عن هذه الصفات النبيلة. كانت مركزة على فعل ما أجادته دوما لدرجة أنها تخطت المنعطف الذي يؤدي إلى السيارات الكهربائية. سيصبح تويودا رئيس الشركة، بينما يتولى كوجي ساتو رئيس علامتها التجارية الفاخرة لكزس البالغ من العمر 53 عاما، منصب الرئيس التنفيذي.
المشكلة التي تواجهها شائعة بين شركات صناعة السيارات الحالية التي تحاول التحول إلى السيارات الكهربائية، لكن تويوتا تحولت إلى مسألة مبدأ. انتهت أيام امتلاك تويوتا لهالة بيئية بسبب محركها الهجين بريوس في منتصف العقد الأول من الألفية، تقع الآن في آخر تصنيف منظمة السلام الأخضر لشركات صناعة السيارات البيئية.
باعت الشركة 10.5 مليون سيارة عبر العالم العام الماضي، أقل من 25 ألفا منها كانت سيارات كهربائية تعمل على البطاريات. حتى وقت قريب، لم تتخلف فقط عن شركات صناعة السيارات مثل تسلا وبي واي دي، الشركة الصينية، في صناعة سيارات عديمة الانبعاثات كما تريد كثير من الحكومات أن تتحول بشكل حاسم في العقد المقبل أو نحو ذلك، بل بالكاد تنافست معها على الإطلاق.
لم تتفوق تويوتا على فولكسفاجن وفورد والشركات المصنعة الأخرى بالمصادفة، فاق تركيزها الدؤوب على الجودة ديترويت في الثمانينيات وحول السيارات اليابانية إلى مثال على الموثوقية. أنعشها تويودا من أزمة بسبب حادث مميت في الولايات المتحدة بعد توليه المنصب بفترة وجيزة. وإن كنت تريد سيارة اقتصادية قوية ذات وقود يدوم طويلا أو سيارة هجينة فإن تويوتا ستبقى خيارك الأنسب.
يظهر تطور بريوس كيف تعمل تويوتا. كان وضع محرك كهربائي إلى جانب محرك وقود ابتكارا ثوريا في 1997، عندما أطلقت تويوتا أول طراز في اليابان. بحلول 2009، كان ما يقارب نصف السيارات الهجينة التي بيعت في الولايات المتحدة من طراز بريوس. قاد السيارة ذات الشكل الوتدي نجوم هوليوود وفي أيامها كانت مثل تسلا اليوم.
انخفضت مبيعات بريوس بحدة منذ ذلك الحين، لكن مهندسي تويوتا استمروا في العمل لتحسينها، بتقليل أحجام البطاريات والمحركات باستمرار وتمديد نطاق قيادتها وخفض انبعاثات الكربون لكل كيلو متر بمتوسط 10 في المائة في كل من أجيالها الخمسة. طراز بريوس يعد أفضل للبيئة من تلك الأيام التي حظيت فيها بالإعجاب.
لم تذهب جهود التحسين لمصلحة طراز بريوس فقط، تطورت طرازات أخرى مثل كورولا ولكزس أيضا. باعت تويوتا ما مجموعه 2.7 مليون سيارة هجينة العام الماضي، ما يمنحها ميزة حتى الآن في تلبية معايير الانبعاثات. لكن مع تركيز أوروبا والولايات المتحدة على السيارات عديمة الانبعاثات، ليس فقط منخفضة الانبعاثات، فإن براعتها تصبح أقل أهمية.
هذا التغيير في التركيز لم يعجب تويوتا، التي حذرت في 2020 من أن "نموذج العمل الحالي لصناعة السيارات سينهار"، إذا حاولت الحكومات تنفيذ تحول سريع إلى السيارات الكهربائية الخالصة. من غير المرجح أن يؤدي تغيير تويودا لوظيفته إلى إيقاف الضغط الذي تمارسه تويوتا لمصلحة السيارات الهجينة، لكنه يؤكد الآن جدلا أكثر دقة حول النقص المحتمل في الليثيوم اللازم لصنع بطاريات أيونات الليثيوم للسيارات الكهربائية.
يؤكد جيل برات، كبير العلماء في تويوتا، بلا كلل على أن وضع كثير من الليثيوم في بطاريات كبيرة للسيارات الكهربائية مضيعة للموارد الثمينة، إذا كان السائقون سيستخدمونها في الأغلب للتنقلات القصيرة إلى حد ما. يمكن استخدام القدر نفسه من الليثيوم بفعالية أكبر من حيث خفض انبعاثات الكربون بتقسيمه على سيارات هجينة أكثر (بما فيها السيارات الكهربائية القابلة للشحن الخارجي) ببطاريات أصغر.
تلك نقطة مثيرة للاهتمام قد تثبت صحتها إذا تفاقم نقص الليثيوم كما يتوقع بعضهم. لكن قوة تويوتا في السيارات الهجينة وضعفها في السيارات الكهربائية الخالصة يجعل الشركة منحازة للغاية، حتى أنني أشك أن الحكومات ستستمع كثيرا، حتى إن كان عليها ذلك. عليها أن تعكف على الأمر وتبيع سيارات كهربائية أكثر حتى تعامل بجدية.
تحاول تويوتا اللحاق بالركب الآن، تنوي استثمار 35 مليار دولار في التحول الكهربائي وبيع 3.5 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030. أقر تويودا الأسبوع الماضي بالحاجة إلى التعجيل، "صانع السيارات هو كل ما أنا عليه، وأنا أرى ذلك على أنه حدي الخاص". يعتمد كثير على مدى سماحه لساتو بتغيير المسار.
ليس بالضرورة أن يكون الوقت قد فات بالنسبة إلى تويوتا، شكلت السيارات الكهربائية الخالصة نحو 10 في المائة فقط من مبيعات السيارات الجديدة العام الماضي، مدفوعة في الأغلب بأوروبا والصين ومناطق أخرى من العالم لا تزال متخلفة عن الركب. لدى تويوتا أيضا إلمام كبير بالبطاريات، فهي بدأت العمل على تكنولوجية بريوس منذ 30 عاما.
يظهر التاريخ أن تويوتا قادرة على تحقيق قدر ملحوظ من التقدم عندما تقرر الانطلاق، وتحتاج لفعل ذلك الآن مع السيارات الكهربائية. سلك رئيسها التنفيذي السابق "طريقا صعبا يتطلب قدرا ضخما من الوقت ليؤتي ثماره" بعد توليه المنصب. مرحبا بواحد آخر.

الأكثر قراءة