النفط يرتفع 3 % بفعل مخاوف تعثر الإمدادات .. تفاؤل بتعافي الطلب الصيني

النفط يرتفع 3 % بفعل مخاوف تعثر الإمدادات .. تفاؤل بتعافي الطلب الصيني
جميع المؤشرات الحالية استمرار استهداف شركات الطاقة لرفع الكفاءة وضبط الانفاق الرأسمالي.

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 3 في المائة أمس بفعل مخاوف تعثر الإمدادات بعد الزلزال في تركيا، فيما لقي الخام دعما من تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" بشأن الفائدة، وتعافي الطلب الصيني.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون: إن التفاؤل يعود تدريجيا إلى سوق النفط الخام في ظل عودة النشاط الاقتصادي في الصين إلى طبيعته، لافتين إلى تأكيد تقارير دولية أنه في حالة حدوث انتعاش قوي في الطلب الصيني قد تضطر الدول المنتجة في تحالف "أوبك +" إلى إعادة النظر في سياسة الإنتاج الخاصة بها.
وذكر سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، أن أزمة الزلزال وأيضا المخاطر الجيوسياسية تحفز أسعار النفط على الصعود كما أن إعادة فتح أبواب الصين يفرض ضغوطا تصاعدية على الطلب العالمي على النفط حيث من المقرر أن يأتي نصف نمو الطلب هذا العام من النمو الصيني في الاستهلاك.
وأكد أن العقوبات على المنتجات النفطية الروسية بدأت هذا الأسبوع وأضافت مزيدا من التوتر في الأسواق خاصة بعد أظهرت بيانات أن عائدات روسيا النفطية وحدها انخفضت 30 في المائة - أو بنحو ثمانية مليارات دولار - على أساس سنوي في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأن الانخفاضات ستستمر في ظل إصرار روسيا على عدم بيع النفط ومنتجاته إلى الدول الغربية المشاركة في تحديد سقف سعري للأسعار وذلك بالتوازي مع اتجاه الإمدادات النفطية الروسية بخطى سريعة نحو الأسواق الآسيوية خاصة الهند والصين.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن تحالف "أوبك +" حتى الآن متمسك بقيود الإنتاج بعد الخفض التاريخي والقياسي للإمدادات منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بنحو مليوني برميل يوميا بمشاركة 23 منتجا، لكن بعض التوقعات المستقبلية تشير إلى أن الانتعاش القوي في طلب الصين على النفط هذا العام قد يؤدي إلى قيام مجموعة "أوبك +" بإعادة النظر في أهداف الإنتاج والحصص.
وذكر أن الاجتماع المقبل للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج في التحالف سيكون في مطلع نيسان (أبريل) المقبل وسيكون مطروحا بقوة على أجندته ما إذا كانت مجموعة "أوبك +" ستستجيب للطلب المتزايد برفع أهداف إنتاج النفط أو تفضل التمهل لدراسة كيف ستغير القيود المفروضة على أسعار النفط الخام والمنتجات النفطية من آليات العرض والطلب في السوق.
من ناحيته، أوضح ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن مخاوف الركود الاقتصادي العالمي لم تنته بشكل كامل خاصة مع عودة التفاؤل بنمو الطلب الصيني، مبينا أن السوق في وضع ترقب لبحث كيف ستؤثر زيادة أسعار الفائدة في الاقتصادات على المدى القصير؟.
وذكر أن أعين التجار وجميع أطراف الصناعة على الإنتاج الأمريكي ومدى تأثير ارتفاع الأسعار فيه، حيث يتساءل كثيرون، هل سيعود النفط الصخري الأمريكي إلى أيام التدفق والازدهار؟، بينما تؤكد جميع المؤشرات الحالية استمرار استهداف شركات الطاقة لرفع الكفاءة وضبط الإنفاق الرأسمالي والتركيز على تعزيز المراكز المالية وتعويض المساهمين.
بدورها، قالت جولميرا رازيفا كبير المحللين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن الطلب – بحسب تقارير دولية – قد يحقق قفزات في الأمد القصير نتيجة ارتفاع استهلاك وقود الطائرات في الصين، لافتة إلى أن الطلب العالمي على النفط من المقرر أن يرتفع 1.9 مليون برميل يوميا في عام 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 101.7 مليون برميل يوميا.
وأشارت إلى أن تحالف "أوبك +" حرص على إبقاء أهدافه الإنتاجية دون تغيير في نهج "الانتظار والترقب"، وذلك تماشيا مع بدء تطبيق حظر الاتحاد الأوروبي للديزل الروسي وغيره من المنتجات البترولية.
وعدت أن العرض من روسيا والطلب في الصين وحالة الاقتصادات الدولية في الأشهر المقبلة والاتجاه نحو ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى، محركات رئيسة للاقتصاد العالمي ومؤثرا قويا في قرارات "أوبك +" المقبلة.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.52 دولار أو 3.1 في المائة إلى 83.51 دولار خلال التعاملات أمس. بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.77 دولار ، أو 3.7 في المائة، إلى 76.88 دولارا للبرميل، بحسب "رويترز".
وتوقفت العمليات في مرفأ النفط التركي في جيهان بعد زلزال قوي ضرب المنطقة قبل أن يعود إلى الضخ مجددا. ويمكن للمرفأ تصدير ما يصل إلى مليون برميل يوميا من الخام.
وأشار دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في بنك (إيه.إن.زد) بسيدني في مذكرة إلى أن إغلاق جيهان وإغلاق المرحلة الأولى من حقل يوهان سفيردروب التي تنتج 535 ألف برميل في اليوم في منطقة بحر الشمال بالنرويج هما من العوامل الأساسية لرفع الأسعار حاليا.
وأضاف "بوادر الطلب القوي عززت المعنويات".
ويعطي التفاؤل إزاء انتعاش الطلب الصيني على الوقود قوة دافعة للأسعار. وكانت تقارير الأحد قد توقعت أن يأتي نصف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام من الصين، مضيفة أن الطلب على وقود الطائرات آخذ في الارتفاع.
ورفع بنك جولدمان ساكس الإثنين توقعاته لطلب الصين على النفط في الربع الأخير من العام الحالي إلى 16 مليون برميل يوميا، بزيادة 400 ألف عن تقديراته السابقة، مع ارتفاع الطلب السنوي الإجمالي في 2023 بمقدار مليون برميل يوميا.
كما دخلت الحدود القصوى لأسعار المنتجات الروسية حيز التنفيذ الأحد، إذ اتفقت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على مائة دولار للبرميل سقفا لأسعار الديزل والمنتجات الأخرى المتداولة بعلاوة فوق أسعار النفط الخام و45 دولارا للبرميل للمنتجات المتداولة بخصم مثل زيت الوقود.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 78.02 دولار للبرميل الإثنين مقابل 79.36 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق ثالث انخفاض له على التوالي، وأن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 83.45 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة