إنترنت كل الأشياء والحياة الجديدة
توقفنا في مقالات سابقة مع تقنية الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence وإنترنت الأشياء Internet of Things والأخيرة تشير إلى مجموعة من الأجهزة المتصلة لكي تسهل الاتصال مع الحوسبة السحابية وبين الأجهزة ذاتها.
وبعد صياغة عالم الحاسب البريطاني كيفين أشتون مصطلح "إنترنت الأشياء" في 1999، ظهر مصطلح آخر بمسمى "إنترنت كل الأشياء" Internet of Everything خلال الأعوام الماضية.
ولقد رسم مفهوم "إنترنت كل الأشياء" على أنه شبكة من الاتصالات الذكية بين الأشخاص والأشياء والبيانات والعمليات التي توفر ذكاء عاما وإدراكا محسنا عبر البيئة المتصلة بالشبكة، وبالتالي يمثل هذا المصطلح التقني الاتصال الذكي بين الأشخاص والعمليات والبيانات والأشياء، والأربعة المذكورة آنفا هي أعمدة هذا المفهوم الجديد.
ويلاحظ الفرق في أن إنترنت الأشياء هي شبكة من الأجهزة لجمع البيانات وتبادلها دون تدخل بشري، لكن إنترنت كل الأشياء يعد ذا مفهوم أكبر ويشمل إنترنت الأشياء، إضافة إلى الأشخاص والعمليات.
وتتوقع شركة جنرال إلكتريك GE أن إنترنت كل الأشياء يمكن أن تضيف 15 تريليون دولار إلى الناتج المحلي العالمي، بينما تقدر شركة سيسكو Cisco أن قيمة منتجات إنترنت كل الأشياء ستبلغ 4.6 تريليون دولار. ويظهر تحليل شركة سيسكو أن 3.2 تريليون دولار سيخصص في صناعة التعليم والرعاية الصحية والدفاع، في حين أن 1.4 تريليون دولار سيوجه نحو تبني عدد من الصناعات المشتركة مثل المباني الذكية.
ويمكن أن تؤثر إنترنت كل الأشياء في معظم جوانب أنشطة القطاع العام بما في ذلك خفض التكاليف وزيادة الإيرادات، وتشمل فوائد استخدامها في رفع الكفاءة والتوفير في التكاليف وتقليل هدر الطاقة، لكن مع زيادة عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت وجمع البيانات، قد تتعرض خصوصية الأفراد إلى الخطر، ما يرفع من المخاوف الأمنية.
ولأن هذه الأجهزة يفترض أن تكون أكثر ذكاء، فإن الآمال معقودة على أن تكون الشبكة العنكبوتية على دراية كافية بكشف وإيقاف ومنع أي تهديدات أمنية ضارة.
دعونا ننظر من كثب إلى أهم تطبيق حقيقي لإنترنت كل الأشياء التي نشاهدها بصورة يومية في حياتنا.
حيث يمكن للأجهزة المختلفة القابلة للارتداء، مثل أحزمة اللياقة البدنية والساعات الذكية والأحذية وما إلى ذلك، أن تقدم مزايا إنترنت كل الأشياء للأشخاص الذين يستخدمون منتجاتها.
ولقد تم تقديم الأحذية ذات الأربطة الذاتية في 2019 بوساطة شركة نايك Nike، حيث تحتوي هذه الأحذية على أجهزة استشعار يمكنها قياس مستوى ضغط الدم لدى مرتديها في الوقت الفعلي وترخي الأربطة أو شدها من تلقاء نفسها بناء على قياس ضغط الدم بصورة دورية.
بل يمكن أن يقوم الهاتف الذكي بقياس عدد الخطوات مع الساعة الذكية والدخول في منافسة مشي أو جري بين شخص في المملكة وآخر في اليابان، وقد لا يعرفان بعضهما جيدا ومن ثم يحفز الهاتف صاحبه على المنافسة أكثر.
وفي حقيقة الأمر، نستطيع أن نطبق مفهوم إنترنت كل الأشياء في صناعة الكهرباء والمياه وجميع المرافق الخدماتية، حيث بالإمكان ربط العميل مباشرة بهاتف ذكي أو بساعة ذكية تخبره بحالات الاستهلاك الكهربائي وتفاصيل الفقد في الوقت الفعلي بما في ذلك إنتاج الطاقة المتجددة من منزل العميل والدخول في منافسة مع عميل آخر، وقد تنبه العميل خلال أوقات الذروة أو تخطي حاجز الاستهلاك اليومي.
ونعتقد أن إنترنت كل الأشياء لها من الأهمية وبعد الأثر ما يجعلنا ننوه بأن يكون لها إسهام ومشاركة فاعلة في الزخم الحالي بمشاريع وبرامج رؤية المملكة 2030، ولذا يناسب تطبيق هذه التقنية في مشاريع نيوم والبحر الأحمر.