نَدَامة الكُسَعِي
هذا القول كناية عن ندامة الشخص على ذنب جنته يداه على تشبيه حاله بحال الكُسَعِيّ، وهو رجل من بني كُسَع في اليمن يقال: إنه اتخذ قوسا وخمسة أسهم وكَمَنَ للحمر الوحشية ليلا فرمى أحدها فمرق منه السهم وارتطم بالجبل فأورى نارا فظنّ أنه أخطأ فرمى ثانياً وثالثاً إلى آخرها وهو يظن أنه قد أخطأ في الرمي، فَكَسَر قوسه غضبا، فلما أصبح وجد الحمر مُصَرَّعة وأسهمه مضرَّجة بالدم، فَنِدَمَ على كسر القوس ــ فَضُرِبَ به المثل لكل نادم، قال الفرزدق لما طَلَّق زوجته:
نِدِمتُ ندامةَ الكُسَعِيّ لمّا
غَدَتْ منِّي مُطَلَّقة نَوَارُ
فقولهم: نَدَامة الكُسَعِي مَثَل شاع استعماله في هذا السياق لما فيه من البلاغة القائمة على التشبيه والمؤثرة في النفوس.