رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


بعث جديد لأهمية الطاقة النووية «3 من 3»

لهذه الأسباب، سيكون القطاع النووي في حاجة إلى التطور بطرق كبيرة إذا كان في سبيله للاضطلاع بدور رئيس في معالجة تحديات أمن الطاقة والتحديات المناخية في أجزاء كثيرة من العالم، وبما يتجاوز قطاع الكهرباء.

ويخضع عديد من تكنولوجيات المفاعلات المتقدمة الجديدة للتطوير حاليا، لتصبح أكثر ملاءمة للاستخدامات الصناعية ويستهدف إحلالها محل الإنتاج الحالي للطاقة بحرق الفحم.

وقد قامت الصين بربط أول مفاعلاتها الغازية عالية الحرارة بالشبكة، وتتوخى أن ذلك سيكون في نهاية المطاف استبدالا سلسا لمحطات توليد الكهرباء القائمة التي تعمل بحرق الفحم، وأن يتم استخدامها في العمليات الصناعية الأخرى، مثل إنتاج الهيدروجين والمواد الكيميائية.

والتزمت الولايات المتحدة ببناء مفاعلين تجريبيين متقدمين في هذا العقد الأول ستنفذه شركة X-energy وسيصمم لتوفير الحرارة والكهرباء للأغراض الصناعية، والآخر تنفذه شركة TerraPower ويخطط له أن يكون بديلا لمحطات الفحم وسيتضمن نظاما متكاملا لتخزين طاقة الأملاح المنصهرة، وهو ما سیحسن أداءه ليدعم متغيرات توليد الكهرباء من الرياح والشمس.
وبالمثل، يجري حاليا العمل على تطوير المفاعلات المتقدمة الأصغر حجما والأقل تعقيدا ـ الأكثر ملاءمة للاحتياجات الإنمائية من الطاقة في الدول التي تفتقر إلى المعرفة الفنية والقدرات المؤسسية التي تؤهلها لصيانة وتشغيل وتنظيم المفاعلات التقليدية الكبيرة.

وتتقدم حاليا التكنولوجيات المتقدمة الجديدة، مثل مفاعل أورورا الذي تنتجه شركة Oklo للحصول على تراخيص في الولايات المتحدة وكندا. وهذه المفاعلات المغلقة بالغة الصغر لا تحتاج إلى إعادة ملء الوقود بانتظام، ما يجعلها ملائمة بشكل جيد للتطبيقات التي يمكن فيها وضع المفاعل كله داخل الشبكة أو وضعه في موقع بعيد خارج الشبكة.

ويمكن تشغيل هذه المفاعلات لأعوام دون إعادة ملئها بالوقود ويمكن في النهاية إحلال وحدة جديدة محلها وإعادتها إلى المصنع لإعادة ملئها بالوقود وتجديدها.
وستكون الابتكارات من هذا القبيل ضرورية إذا كانت الطاقة النووية ستضطلع بدور كبير في كثير من الاقتصادات النامية، وبما يتجاوز قطاع الكهرباء، وستتوسع إلى ما هو أبعد بكثير من التكنولوجيات نفسها.

وستكون هناك حاجة إلى نماذج أعمال جديدة، وقواعد جديدة وأكثر مرونة في مجالات التنظيم والترخيص والتصدير، وإطار عالمي منقح لعدم انتشار التسليح من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات هذه التكنولوجيات الجديدة بغية توفير مصادر منخفضة الكربون للتدفئة والكهرباء، بما يتوافق مع أهداف البيئة على نطاق عالمي.
وسيكون من المهم كذلك إعادة النظر بعمق في مهرجان النفاق الذي دام طويلا والمتمثل في تمويل التنمية المراعية للمناخ.

فبينما تتزاحم الدول الغنية لاحتكار موارد الوقود العالمية لمواجهة أزمة الطاقة، مارس الاتحاد الأوروبي، وإدارة بايدن في الولايات المتحدة، وحركة المناخ العالمية ضغوطا على أفقر دول العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي