10 مليارات دولار فاتورة تخسيس 4 عمالقة تكنولوجيين
أكثر من عشرة مليارات دولار هي التكلفة التي تتكبدها شركات أمازون، وميتا، وألفابت، ومايكروسوفت مجتمعة، نتيجة لعمليات التسريح الجماعي، وإخلاء العقارات، وتدابير أخرى لتوفير التكاليف وكبح الإنفاق.
الشركات التي نفذت أكبر عمليات تخفيض في الوظائف في قطاع التكنولوجيا كشفت عن التكاليف المرتفعة المتعلقة بجهودها الرامية إلى إعادة الهيكلة، حسبما أظهرت في بيانات الأرباح الصادرة هذا الأسبوع.
كانت المجموعات الأمريكية الأربع قد أعلنت في وقت سابق عن تخفيض 50 ألف وظيفة لإقناع وول ستريت بأنها تتجه إلى "عام من الكفاءة"، حسب تعبير مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. يأتي هذا الاتجاه بعد أكثر من عقد من الإنفاق المكثف الذي كان يركز على تحقيق نمو قوي في الإيرادات.
وعلى الرغم من التكاليف الأولية المرتفعة للشركات، مثل تكاليف التسريح الذي يتم دون رغبة الموظف، يبدو أن المستثمرين متشجعون بالخطوات المتخذة.
منذ الإعلان الرسمي عن التخفيضات التي أجرتها، أضافت الشركات معا أكثر من 800 مليار دولار إلى رسملتها السوقية. ميتا، الشركة الأولى التي تحركت بين مجموعات التكنولوجيا الكبرى، شهدت قيمتها تتضاعف تقريبا منذ تقديم تفاصيل تخفيضات الوظائف في تشرين الثاني (نوفمبر).
ومع أن تحقيق الوفورات المالية كان من الممكن أن يتم من خلال تنفيذ مزيد من التخفيضات التدريجية في التكاليف، إلا أن الأسواق كافأت شركات التكنولوجيا على "أفعالها البغيضة والمفاجئة"، بحسب دان آيفز، المحلل في شركة ويدبوش.
قال "على مدى الأعوام الأربعة إلى الخمسة الماضية كانت شركات التكنولوجيا الكبرى تنفق أموالا مثل نجوم موسيقى الروك في الثمانينيات. الآن، يبدو أن هناك أشخاصا ناضجين".
عملية أن تصبح أكثر رشاقة في أعقاب ضغوط الاقتصاد الكلي تتناقض بشكل صارخ مع ازدهار التوظيف في حقبة الجائحة، حين تزايدت أعداد الموظفين بسرعة في شركات التكنولوجيا التي كانت تستجيب لارتفاع الطلب على المنتجات والخدمات الرقمية.
لا تزال "أبل" شركة التكنولوجيا الكبرى الوحيدة التي لم تعلن عن أي تخفيضات في الوظائف، أو برنامج لخفض التكاليف، على الرغم من الإبلاغ الخميس عن أول انخفاض في عوائدها ربع السنوية منذ ثلاثة أعوام ونصف.
وفقا لـ"لايزوف دوت إف واي آي"، أداة تعقب حالات تسريح العمالة في مجال التكنولوجيا، تم التخلي عن نحو 250 ألف موظف عبر القطاع منذ بداية العام الماضي.
أحدث عمليات التسريح التي ظهرت الأسبوع الماضي، شملت مجموعة البرمجيات أوكتا التي سرحت 300 موظف، وشركة تحليل البيانات سبلنك، 325 موظفا، والشبكة الاجتماعية لمشاركة الصور بنتريست، التي قالت "إنها ستلغي 150 وظيفة".
جاءت أكبر التخفيضات من أكبر الأسماء. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) أعلنت شركة ميتا أنها ستتخلى عن 11 ألفا من موظفيها، فضلا عن التخلي عن مساحات تشمل مكاتب ومراكز بيانات.
والأربعاء الماضي أعلن بيان صادر عن الشركة الأم لفيسبوك تفاصيل رسوم بقيمة 4.6 مليار دولار تتعلق بإعادة الهيكلة. وصلت تكاليف التسريح إلى 975 مليون دولار، وفقا لإحدى الشركات، على الرغم من أن هذه التكلفة قابلتها "انخفاضات في الأجور والمكافآت ونفقات المزايا الأخرى". ومن المتوقع أن تبلغ الرسوم الإضافية المتعلقة بتقليل مساحات المكاتب مليار دولار عام 2023.
آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، أخبر الموظفين في كانون الثاني (يناير) بأن الشركة ستلغي 18 ألف وظيفة. وفي حديث إلى المستثمرين الخميس، قال براين أولسافسكي المدير المالي لـ"أمازون"، "إن 640 مليون دولار تم إنفاقها على عمليات التسريح في الربع الرابع من عام 2022، إضافة إلى 720 مليون دولار على التخلي عن العقارات الذي يعود أساسا إلى التراجع عن فتح متاجر بقالة مادية جديدة". لم تشارك الشركة مزيدا من التفاصيل حول الرسوم التي قد تتكبدها في الربع الحالي وما بعده.
ألفابت، الشركة الأم لجوجل، التي ستسرح 12 ألف شخص، قالت "إنها تتوقع أن تتكبد تكاليف تسريح تراوح بين 1.9 مليار دولار و2.3 مليار دولار، مع وجود معظم التأثير في الربع الحالي"، مشيرة إلى أن تكاليف التسريح تبلغ نحو 191 ألف دولار لكل موظف. قالت الشركة أيضا "إنها تواجه 500 مليون دولار إضافية من التكاليف المتعلقة بتقليص المساحات المكتبية في الربع الحالي".
ورغم التخفيضات قالت روث بورات المديرة المالية لشركة ألفابت، للمستثمرين الخميس "إن الشركة ستواصل التوظيف في المجالات ذات الأولوية، مع التركيز بشكل خاص على المواهب الهندسية والتكنولوجية العليا، إضافة إلى البصمة العالمية لمواهبنا".
نتج عن خطط المدخرات الخاصة بشركة مايكروسوفت -التي تشمل تخفيض عشرة آلاف وظيفة- تكبدها رسوما تبلغ 1.2 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، منها 800 مليون دولار تعويضات تكاليف التسريح.
من المتوقع أن تكون "سيلزفورس"، التي لن تعلن عن أرباحها حتى آذار (مارس)، شركة أخرى تواجه تكاليف إعادة هيكلة كبيرة، بعد أن أعلنت تخفيض 10 في المائة في قوتها العاملة الشهر الماضي. جاءت هذه الخطوة عندما استحوذت شركة الاستثمار الناشطة، إليوت مانجمنت، على حصة بمليارات الدولارات في الشركة، قائلة "إنها تنوي العمل بشكل بناء مع شركة سيلزفورس لتحقيق القيمة التي تليق بشركة في مكانتها".
بالمثل، لفتت "ألفابت" انتباه الناشط السير كريستوفر هون، من شركة تي سي آي فند مانجمنت، الذي كتب إلى سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي، قائلا "إنه بحاجة إلى إجراء مزيد من التخفيضات في عدد الموظفين وتقليص أجور الموظفين المفرطة".