رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الأمن الغذائي ونظام الإنذار المبكر

وافق مجلس الوزراء، أخيرا، على تحويل المؤسسة العامة للحبوب، الى هيئة عامة للأمن الغذائي، ما يعكس الحرص على ترسيخ مبدأ الأمن الغذائي. وستقوم هذه الهيئة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بمتابعة أسواق الغذاء في العالم مع تأسيس نظام إنذار مبكر سريع وإعداد تقارير عما يحدث في الأسواق العالمية.

تأتي هذه الخطوة لدعم وفرة الغذاء للاستمرار في تجنب الأزمات، كما حدث في مواجهة الأزمة الغذائية في أثناء جائحة كورونا، وكذلك الحرب الروسية - الأوكرانية التي انعكست آثارها على سلاسل الإمداد لسوق الغذاء العالمي، ما جعل بعض الدول يعاني أزمة غذائية ملحة.. وما زالت هذه الأزمة وبشكل يتوقع معه المراقبون أن تستمر وتزداد مستقبلا.
من هذا المنطلق جاء إنشاء هذه الهيئة كخطوة موفقة لتوحيد الجهود وحشد الطاقات بأسلوب يعتمد على استقراء التوقعات والتقارير التي تصدر عالميا لأخذ الخطوات اللازمة في وقت مبكر. وقبل نحو 13 عاما، وتحديدا في منتصف عام 2009، كتبت مقالا في هذه الزاوية، جاء في مقدمته "لا يهم أن تكون أسعار البترول عالية ولا أن تكون لدينا مصانع للبتروكيماويات ولا أن تعلو سوق الأسهم أو تهبط إذا كان أمننا الغذائي غير مضمون"، وطالبت أن تكون لدينا استراتيجية غذائية شاملة تقوم على أن نأكل مما نزرع.. وأن تضمن عدم اعتماد غذائنا كليا على الاستيراد حتى لا تتعرض أسواقنا للهزات.

وها هي الاستراتيجية الشاملة تتحقق بشكل يطمئن المواطن بأن رغيف خبزه لن يمس، في ظل تعاون وتنسيق محكم بين القطاعين العام والخاص، وتقوم على متابعته وزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية والغرف التجارية ورجال الأعمال المختصون في إنتاج المواد الغذائية زراعة وصناعة.
وأخيرا: سيسهم توطين الصناعات الغذائية في توفير السعودية نحو 70 مليار ريال سنويا، وهذا الرقم هو مجموع ما تدفعه بلادنا لاستيراد احتياجها وتحقيق أمنها الغذائي.

وأكد خبراء مختصون أن تحويل المؤسسة العامة للحبوب إلى هيئة عامة للأمن الغذائي سيسهم في توطين الصناعات الغذائية بنسبة تصل إلى 65 في المائة خلال العامين المقبلين وصولا إلى أكثر من 85 في المائة عام 2030، حسب الرؤية التي تقود جميع قطاعات الإنتاج إلى تحقيق الأهداف المرسومة.
الخلاصة: ستظل العبارة التي تقول "مس قلبي ولا تمس رغيفي" في أذهان من يعمل في هذا القطاع المهم، وقد ترجمها الآباء والأجداد بالحرص على تخزين التمر والقمح في زوايا منازلهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي