معنويات السوق النفطية تتصاعد بدعم أنباء صينية وروسية .. ترقب لتقييم المخاطر الجيوسياسية

معنويات السوق النفطية تتصاعد بدعم أنباء صينية وروسية .. ترقب لتقييم المخاطر الجيوسياسية

تنطلق غدا الأربعاء أعمال اجتماع وزراء لجنة مراقبة الإنتاج في تحالف "أوبك+" لتقييم مدى التزام 23 منتجا، هم أعضاء المجموعة، بحصص الإنتاج بعد خفض إنتاج مليوني برميل يوميا بدءا من نوفمبر الماضي. كما سيتم استعراض أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات النفطية وتقييم أثر المخاطر والتوترات في السوق.
يأتي ذلك في وقت قال فيه لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون، إنه بات من المرجح أن ينهي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفعه المستمر لأسعار الفائدة في مارس المقبل، ما قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بسبب العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة وأسعار النفط.
وذكر المحللون أنه إلى جانب التوقعات بانتعاش الطلب على النفط في الصين، فإن سعر الفائدة المنخفض وأي مؤشر آخر على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يستعد لتهدئة إجراءاته الصارمة للتحكم في التضخم يمكن أن يضفي احتمالية تصاعدية إضافية لأسعار النفط.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن الجوانب المعنوية تعود لتصدر المشهد في السوق النفطية مع تجدد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بينما تستمر أساسيات العرض في حالة مستقرة نسبيا وتأمل السوق في تعاف أسرع من المتوقع بالنسبة للطلب الصيني على النفط الخام.
ولفت إلى استمرار توقعات الاستقرار في العرض قبل ساعات من انطلاق اجتماع لجنة المراقبة الوزارية في تحالف "أوبك+" حيث لا توجد توقعات بأي تعديلات على السياسة الحالية للتحالف الموسع إذ لا يزال عديد من الأعضاء غير قادرين على الوفاء بحصص إنتاجهم حتى مع تخفيضها في العام الماضي.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، إن مكاسب واسعة تقترب على الأرجح من النفط الخام على المدى القصير، حيث تظل الصين أكبر عامل صعودي لأسعار النفط، خاصة بعد أن قالت الحكومة في بكين إنها ستهدف إلى تحفيز الاستهلاك كوسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي بعد الإغلاق.
وذكر أن العقوبات على المنتجات النفطية الروسية تتصاعد حيث يبدأ في الخامس من فبراير المقبل تطبيق الحظر الشامل على المنتجات ما يربك حسابات التجار والمصافي، لافتا إلى تأكيد تقارير دولية أنه لا يزال الغموض قائما في السوق النفطية إذ تعد التطورات في روسيا كعنصر مؤثر بقوة في جانب العرض والصين في جانب الطلب حيث تفيد الإحصائيات بأن كليهما يمكن أن يتأرجح بأكثر من مليون برميل يوميا أعلى أو أقل من التوقعات.
من ناحيته، أكد ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن حسابات السوق النفطية معقدة في هذه المرحلة وهناك حالة من عدم اليقين سائدة بقوة وجعلت كل أطراف الصناعة في حالة ترقب شديد للمستجدات المؤثرة على حركة الأسعار. وأشار إلى تقارير دولية أفادت بأن الصين فاجأت السوق من حيث السرعة التي يخرجون بها من سياسة "صفر كوفيد" المشددة، بينما فاجأت روسيا أيضا سوق النفط الخام بسبب مرونة حجم الصادرات النفطية وقدرتها على تجاوز تأثير العقوبات والانطلاق في أسواق جديدة، خاصة في آسيا، والتمرد على السقف السعري ورفض بيع النفط لأي دولة تعترف وتشارك في هذا السقف.
بدورها، قالت ليندا تسيلينا العضو المنتدب للمركز المالي العالمي المستدام "آي إس إف سي"، إن الطلب على النفط الخام يتجه إلى النمو المتسارع مع عودة الصين للأنشطة الاقتصادية الطبيعية، مبينة أن شركة بريتيش بتروليوم تتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته قبل أوائل عام 2030 حيث أدت الحرب الروسية الأوكرانية، إلى تسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة، مشيرة إلى تطلع الحكومات إلى تعزيز أمن الطاقة بحصص أعلى من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة.
وذكرت أن حجم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية خلال العام الماضي والمرتبط بفقدان جزء بسيط من الوقود التقليدي في العالم قد أبرز أيضا الحاجة إلى أن يكون الانتقال بعيدا عن الهيدروكربونات منظما، مبينة أن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تسرع وتيرة انتقال الطاقة.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس متخليا عن مكاسب سابقة مع توقعات إبقاء المنتجين الكبار في العالم على الإنتاج دون تغيير خلال اجتماع الغد، ومع حذر المستثمرين قبل اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد يثير تقلبات في السوق.
وبحسب "رويترز"، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 86.46 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 79.57 دولار للبرميل متراجعا 11 سنتا أو 0.1 في المائة.
ومن غير المرجح أن يقوم وزراء من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، ويعرفون معا باسم "أوبك+"، بتعديل سياستهم الحالية لإنتاج النفط عندما يعقدون اجتماعا افتراضيا في أول شباط (فبراير).
ومع ذلك فإن المؤشرات على ارتفاع صادرات الخام من موانئ روسيا على البلطيق في أوائل فبراير تسببت في تكبد برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي أول خسارة أسبوعية لهما في ثلاثة أسابيع الأسبوع الماضي.
وقال محللو بنك أستراليا الوطني في مذكرة بحثية "لا توقعات بإعلان تغيير في إنتاج "أوبك+" في اجتماع هذا الأسبوع، ونتوقع أن يكون التعقيب المتوقع بالنظرة المستقبلية من الاحتياطي الاتحادي المحرك الأساسي للتنبؤات على المدى القريب".
وهناك توقعات واسعة النطاق في الأسواق قبل اجتماع السياسة النقدية لـ "المركزي الأمريكي" المقرر في 31 يناير وأول فبراير بأنه سيقلص وتيرة زيادة أسعار الفائدة إلى 25 نقطة أساس من 50 نقطة أعلنها في ديسمبر، ما قد يهدئ المخاوف المتعلقة بالتباطؤ الاقتصادي الذي من شأنه أن يحد من الطلب على الوقود.
وتستأنف الصين الأعمال هذا الأسبوع بعد عطلة العام القمري الجديد. وقال محللو سيتي في مذكرة نقلا عن بيانات من وزارة النقل الصينية، إن عدد المسافرين الذين تنقلوا قبل العطلة ارتفع لما يفوق مستويات العامين الماضيين، لكنه لا يزال أقل من مستويات 2019 قبل الجائحة.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 85.31 دولار للبرميل، يوم الجمعة، مقابل 84.47 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، أن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 84.90 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة