بعد ملاحقته في أمريكا .. «تيك توك» يشعر بوخز الضغط الأوروبي

بعد ملاحقته في أمريكا .. «تيك توك» يشعر بوخز الضغط الأوروبي

بدأ "تيك توك" يشعر بوخز الضغط السياسي والتنظيمي في أوروبا، حيث تهرب التطبيق المملوك للصين إلى حد كبير من التدقيق الذي يواجهه في الولايات المتحدة.
حذر تيري بريتون مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، شو زي تشيو الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك في اجتماع هذا الشهر، من أن الكتلة قد تحظر التطبيق إذا لم يمتثل للقواعد الجديدة بشأن المحتوى الرقمي قبل الموعد النهائي في الأول من سبتمبر المقبل.
هذا تحول ملحوظ عن شبه صمت الاتحاد الأوروبي على "تيك توك"، بينما كان المشرعون الأمريكيون عدوانيين، فقد حظروا التطبيق من الأجهزة الفيدرالية في ديسمبر الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ويسعى مشروع قانون مقترح من الحزبين أيضا إلى منع التطبيق من العمل في الولايات المتحدة.
لا يعني ذلك أن الاتحاد الأوروبي ناعم في التعامل مع شركات التكنولوجيا. فقد فرضت أوروبا غرامة على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين لانتهاكهم اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
ويتمثل الاختلاف مع "تيك توك" في أن التطبيق ظل بعيدا عن تقاطع المصالح التجارية في أوروبا.
ويقول هوسوك لي ماكياما، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي "لا يوجد طلب سياسي للتحقيق في الكيانات الصينية، وقاعدة مستخدمي تيك توك أكبر بكثير ما يعتقده كثير من الناس في أوروبا"، لكنه أضاف "لن تبحث من كثب إذا لم يسرقوا كثيرا من أرباحك الإعلانية".
كان لدى "تيك توك" نحو 275 مليون مستخدم نشط شهريا في أوروبا بدءا من ديسمبر الماضي، وفقا لبيانات "سنسير تاور"، مشيرا إلى أن أكثر من ثلث سكان أوروبا البالغ عددهم نحو 750 مليونا يستخدمون "تيك توك".
كان "تيك توك" هو تطبيق الوسائط الاجتماعية الأكثر تنزيلا العام الماضي في إيطاليا وإسبانيا، وفقا لبيانات "داتا أي إي"، المعروف سابقا باسم "آب أني". وأظهرت البيانات أن التطبيق احتل المرتبة الثانية في فرنسا وألمانيا.
احتل تطبيق "واتساب"، المملوك لشركة ميتا، الشركة الأم لشركة فيسبوك، المرتبة الأولى بين تنزيلات تطبيقات التواصل الاجتماعي في فرنسا وألمانيا، والثالث في إيطاليا وإسبانيا.
أعلنت "ميتا" عن 29.06 مليار دولار من العائدات الأوروبية في 2021، وهي منطقة حددتها الشركة بأنها تشمل روسيا وتركيا. في المقابل، سجلت "تيك توك" حجم مبيعات بلغ 531 مليون دولار فقط في الاتحاد الأوروبي في 2021، وفقا لأحدث الملفات المتاحة في المملكة المتحدة، لكن هذا كان أكثر من أربعة أضعاف ما تم الكشف عنه لعام 2020.
قال ديكستر ثيليان، كبير محللي التكنولوجيا والاتصالات في وحدة إيكونوميست إنتليجنس يونيت، "يستغرق الأمر بعض الوقت للمفوضية الأوروبية للعمل معا بشأن هذه القضايا"، مبينا لشبكة "سي إن بي سي"، "ليس بسبب عدم استعداد المفوضية الأوروبية لفعل شيء ما، لكن أيديهم امتلأت بشركات أكبر".
"تيك توك" ليس عملاقا بعد على نطاق شركات مثل ميتا، وألفابت وأمازون، عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلان والتجارة الإلكترونية. لكنه أصبح شائعا جدا لدرجة أن التطبيق ألهم كبار الشركات بأفكار جديدة مثل ميزة "فيديوهات ريلز" المستخدمة في "فيسبوك".
أكثر من نصف الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما في فرنسا وألمانيا يستخدمون "تيك توك"، وفقا لبيانات. ومنذ إطلاقه في 2016، جمع "تيك توك" قاعدة مستخدمين شهرية في جميع أنحاء العالم بأكثر من مليار مستخدم، وعزز الحياة المهنية لشخصيات إعلامية معروفة.
وبهذا العدد من المستخدمين يمتلك "تيك توك" مجموعة جذابة من البيانات لتدريب خوارزمياتها على استهداف المستخدمين بقوة مع المحتوى الأكثر توافقا مع اهتماماتهم. حيث حققت الشركة الأم لـ"تيك توك"، "بايت دانس"، ومقرها بكين، نجاحا مشابها في الصين من خلال إصدار محلي من التطبيق يسمى "دوين".
هناك مخاوف كبيرة بين مسؤولي المخابرات الأمريكية -والمشرعين في أوروبا بشكل متزايد- من أن بكين يمكن أن تؤثر في كيفية استهداف "تيك توك" مستخدميها للانخراط في الدعاية أو الرقابة.
ويقول موريتز كورنر، عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي الحر الألماني "نجاح تيك توك هو نتيجة لفشل السياسة الأوروبية".
ودعا كورنر المفوضية الأوروبية إلى الضغط على سلطات حماية البيانات، لاتخاذ إجراءات ضد "تيك توك" منذ 2019. وهو قلق من أن النظام الأساسي يشكل "عديدا من المخاطر غير المقبولة للمستخدمين الأوروبيين"، بما في ذلك "وصول السلطات الصينية إلى بيانات".
وأضاف كورنر "يجب وضع تنين البيانات تيك توك تحت مراقبة السلطات الأوروبية، يجب أن تستيقظ أوروبا".

الأكثر قراءة