رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


العلاج بالكي

يظهر في أغلب وسائل التواصل والمنتديات دعوات إلى العلاج بالكي وتحديد أسماء أشخاص متمكنين في ذلك، ومن خبرة شخصية أجد كثيرا من المبالغة فيما ينتشر هنا وهناك من إعلانات عن القدرات الشخصية لفلان أو فلان. الإشكالية الحقة هنا هي أنه يستمر كثيرون في الممارسة رغم عدم ثبوت فهمهم هذه الطريقة أو أذيتهم للمصابين بإجراءات قد تعوق علاجهم وخروجهم من الحالة المرضية التي يعانونها.
المريض يبحث عن العلاج، ويتعلق بكل قشة للخلاص، وهذا ما يؤدي إلى الاستغلال غير المهني والمنطقي لحاجته تلك. أعلم أن كثيرا من الأطباء يعارضون تماما كل ما ينتشر في المجال، ويرونه من قبيل التعلق بخزعبلات، لكن كثيرين يؤكدون أن الشفاء كان بأمر الله على يد معالج يعلم ما يفعل.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث، "الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي" رواه البخاري. والحديث يدل على جواز التداوي بالكي مع أن تركه أفضل إذا تيسر غيره. هنا نقف أمام معضلة يعانيها كثيرون وهي عدم فاعلية الطب الأوروبي الحديث في معالجة أمراض بسبب أنه طب تجريبي، وقد لا ينجح علاج معين في التعامل مع كل الحالات.
التداوي بالأعشاب معقد وفيه كلام كثير، لكنه متطور في دول معينة خصوصا شرق آسيا التي قد يكون انتشاره فيها نتيجة لتواصل الاستعمال وتقنين المجال، فهناك كليات طب متخصصة في العلاج بالأعشاب.
هنا لا ندعو إلى إغفال العلاج الطبي في المستشفيات فهذا ليس منطقيا، لكن تصل حالات معينة إلى طريق مسدود لدى هذه المستشفيات، وقد يكون هناك من كشف العلاج سابقا فنحن نعيش في كوكب عمر البشر فيه يتجاوز سبعة آلاف عام، لم يظهر الطب الحديث إلا في بضع مئات منها. فكيف عاش الإنسان وتداوى قبل ذلك؟!
كثير من القصص يمكن أن نرويها عن نجاحات في المجال، والمتابع يكتشف أننا نفقد مع الوقت كثيرا من المتمكنين في العلاج بالأعشاب أو الكي، بسبب وفاتهم دون أن يورثوا مهنتهم أو يعلموها من يأتي بعدهم. هنا يأتي دور الجهات ذات العلاقة بصحة الإنسان التي يمكن أن تنشئ مراكز تعليمية يقدم فيها من تثبت خبرتهم في المجال علمهم إلى الأجيال القادمة، وتوثق معلوماتهم وتحفظ هذه المعرفة من الضياع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي