رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قطع الاتصال

عندما يظهر شخص ما متصلا في تطبيق الدردشة المعروف واتساب لا يعني بالضرورة أنه جاهز للرد، ثمة عشرات الأسباب التي قد لا تتيح له ذلك أو في وضع لا يسمح له بالتواصل الآن وفي هذا الوقت تحديدا. هذا موقف طبيعي غير مستنكر فالإنسان لا يكون متصلا باستمرار ولن يجمد الهاتف بين يديه طوال الوقت، بيد أن هذا التفسير الواقعي لا يرى عند البعض بهذه الطريقة، فهو يعتقد أن رسالته في غاية الأهمية والمتوجب الرد الآن، لذا يضغط على زر الاتصال المتوافر في التطبيق لإحداث تنبيه بقيمة الرسالة. على الرغم من أهمية تطبيق واتساب ودخوله في نسيج حياتنا المهنية والاجتماعية إلا أنه قوض فكرة الوقت الذي يعد من أهم قيم الاتصال، فالمرسل يتوقع ردا فوريا من المستقبل وحينما لا يتحصل عليه يبدأ مسلسل الإزعاج دون أي مراعاة بأن الوقت ملك للمستقبل وليس للمرسل إلا في الضروريات والطوارئ وحتى في الظروف القاهرة لن يكون تطبيق الدردشة بطبيعة الحال وسيلة مثلى للتواصل.
وضعتنا تطبيقات الدردشة مجبرين في اتصال مستمر وأسهمت جائحة كورونا في تقوية الاتصال عبر تطبيقات الدردشة الفورية وهذا من الناحية النفسية والتربوية كما تثبته عديد من الدراسات غير صحي ولا يجب أن يستمر، حفاظا على الصحة والوقت ومراعاة للخصوصية ومساحة الوقت التي تعد من الملكيات الشخصية التي لا يجب التعدي عليها.
تقول هيلدا بورك مؤلفة كتاب "دليل إدمان الهاتف" إن هناك صلة قوية بين الاستخدام المكثف للجهاز والمشكلات في العلاقات، ونوعية النوم وقدرتنا على الاسترخاء، ومستويات التركيز، وتضيف، "لدى كثير من الناس طلبات ثابتة تأتيهم عبر أجهزتهم، وكثير من هذه الطلبات تتسبب بشعور زائف بضرورة الرد عليها بشكل سريع" إن الاتصال المستمر يجعل المرء في حالة تركيز وارتباط مستمر وهذا متعب من الناحية الصحية ومؤذ من الناحية المهنية حيث يبدأ السأم ويفتر الجهد ويقل الحماس والعطاء وهذا آخر ما يوده أي شخص، وهنا لا ندعو إلى التخلص من الهاتف الذكي، بل أن نستخدمه بذكاء وتفعيل خاصية إدارة الوقت والمحافظة على الملكيات المعنوية الخاصة وإعادة برمجة طريقة تفكيرنا وتواصلنا حتى لا يؤدي إلى قطع الاتصال القهري إما بمرض أو حادث مروري لا سمح الله، حفظ الله الجميع من كل سوء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي