جماهير البصرة
بناء على ما شاهدناه من مشاهد في فعاليات "خليجي 25" ونقلته الفضائيات التلفزيونية، أعتقد أن هذه أول مرة يجتمع فيها ما يقارب نصف مليون شخص لحضور مباراة. هذا الكم الهائل من البشر ووجودهم في منطقة محدودة يعكس شوق الجمهور العراقي إلى البطولات، وتقلص أعداد البطولات التي ينافس فيها المنتخب العراقي في بلاده، وأسباب كثيرة أخرى أدت إلى هذا الحضور المميز. هناك كثير من العلامات المهمة التي لا بد من ملاحظتها ونحن نراقب المشهد ونرجو لإخواننا في العراق وجميع ضيوف البطولة الخليجية السلامة والأمان الدائمين.
أول هذه العلامات هو دور الترفيه البريء في تحسين الروح المعنوية، ومنها حاجة الناس إلى التنفيس عن همومهم بوسائل، من أهمها: المنافسات الرياضية المستمرة، وهو أمر لا بد أن تلاحظه مختلف الفعاليات في العالم العربي، لأن الجماهير أكدت في السابق واللاحق أنها ذواقة للكرة ومحبة للتنافس ومتابعة لكل ما هو جديد.
ليست بطولة كأس العالم عنا ببعيد، وهي التي أخذت رونقها وجمالها من الجماهير الرائعة التي أحيتها وغيرت من خلالها كثيرا من المفاهيم الخاطئة في العالم عن المنطقة وشعوبها. شهدت تلك البطولة تضاعف أعداد سكان دولة قطر في فترة المونديال وجعلت من المحتم على الجميع أن يستفيدوا من الدروس والعبر التي تعلمناها هناك.
من العلامات المهمة، ضرورة توزيع المنافسات في مناطق متعددة ليتمكن المشجعون من المتابعة بأريحية، وليستفيد الجميع من الحضور الجماهيري في دعم اقتصادات المدن الأخرى وليتم استغلال المنشآت الرياضية والاستفادة من تطوير البنى التحتية التي ينجز كثير منها على هامش هذه البطولات.
المهم أن ما نشاهده في العراق يعيد إلى الأذهان ذكريات الفريق العراقي العنيد الذي كان يحسب له ألف حساب، وسيسهم بالتأكيد في عودة الروح إلى كرة القدم العراقية، ولعل ذلك ينتشر في الألعاب الأخرى ما دام أن الحماس الذي نراه لكرة القدم قابل للانتقال لمجالات حياة أخرى.
نجاح البطولة مدعاة لفخر الإخوة في العراق، ولعل ذلك ينتج مزيدا من الثقة ويستفاد منه في عمليات تنظيم المنافسات في المستقبل، ونأمل أن تستمر البطولات والتتويج والتنافس الشريف بين المنتخبات العربية كافة.