نيلسون بيلتز .. حروب من أجل الحصول على «ديزني»
حضر نيلسون بيلتز حفل عيد ميلاد ابنته نيكولا بيلتز بيكهام في لوس أنجلوس، في حدث كان يعج بالمشاهير، حيث تم تصوير المستثمر الناشط فيها يتحدث إلى سيلينا جوميز ممثلة "ديزني" السابقة بشكل ودود.
لم يكن ذلك الحدث هو لقاءه الوحيد مع نخبة هوليود. فقد خاطب بيلتز المديرين التنفيذيين لشركة ديزني بمن فيهم بوب إيجر الرئيس التنفيذي، مع خطة لإعادة تشكيل المجموعة الترفيهية، وإعادة توزيع أرباحها، وإصلاح ما وصفه بخطة الخلافة "اليائسة".
من المقرر أن يتواجه بيلتز مع "ديزني" في أشهر حرب بالوكالة تحدث منذ أعوام، حيث يسعى إلى كسب دعم المساهمين للحصول على مقعد في مجلس الإدارة. كان المؤسس المشارك لشركة تريان فند مانجمنت يشن حملات إعلامية، مقارنا الشركة بالصين الشيوعية في مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي إن بي سي"، الأمر الذي سبب حربا مريرة وطويلة الأمد.
تعد الحروب بالوكالة من المسائل المكلفة ماديا، حيث ينفق الطرفان ملايين الدولارات من أجل كسب دعم المساهمين. كما تستخدم فيها الحملات الإعلامية العدوانية وكثير من حملات التشهير.
بيلتز ليس شخصا ساذجا. فهذه ستكون حربه الرابعة بالوكالة منذ أن أسس شركة تريان في 2005 مع إد جاردن صهره وكبير مسؤولي الاستثمار، وبيتر ماي رئيس الشركة.
قد يكون المستثمر البالغ من العمر 80 عاما خصما لا يرحم، وهو الذي بنى سمعة جيدة في إصلاح شركات البضائع الاستهلاكية، كما يقول الأشخاص الذين يعرفونه.
قال شخص آخر عمل مع بيلتز، "إنه دائما ما يبدأ بسحق الإدارة وإهانتها علنا، كما فعل اليوم على قناة سي إن بي سي. وبعدها عادة ما يحصل على ما يريد، وفي هذه الحالة، ما يريده هو مقعد على الطاولة. ثم أخيرا، يصبح صديقا لهم".
كانت تلك هي حال بيلتز في أول صراع له داخل مجلس الإدارة ضد شركة إتش جيه هاينز في 2006. حيث سعى الناشط للحصول على خمسة مقاعد في مجلس إدارة الشركة بعد أن رفضت خطة التحول التي قدمها، مدعيا أن ويليام جونسون رئيسها التنفيذي أساء إدارة الشركة.
في النهاية فاز بيلتز بمقعدين في مجلس الإدارة، حيث كان أحدهما لنفسه، قال في ذلك الوقت "إنه وجونسون سينهيان النزاع، ويتعلمان العمل سويا". ظل مديرا فيها حتى 2013 عندما اشترت شركتا بيركشير هاثاواي و3 جي كابيتال الشركة مقابل 28 مليار دولار، مبلغ ضخم بالنسبة إلى المستثمرين.
لذا سيشهد أعضاء مجلس إدارة شركة هاينز السابقون لاحقا بيلتز في حروبه الأخرى بالوكالة، بما في ذلك حملته المريرة ضد شركة بروكتر آند جامبل.
أصبحت حرب 2017 بمنزلة أسطورة في وول ستريت. حيث يدعي بيلتز أن مجموعة السلع الاستهلاكية الأمريكية أنفقت أكثر من مائة مليون دولار لإبقائه خارج مجلس الإدارة فيما وصفه بـ"أغبى شيء" انخرط فيه على الإطلاق. غير أن الناشط خرج منتصرا من الحرب، وعدت فترة عمله في مجلس إدارة شركة بروكتر آند جامبل على نطاق واسع ناجحة، إذ ارتفع سعر سهم الشركة بأكثر من 50 في المائة.
لكنها ساعدت على تتويج بيلتز كخبير في البضائع الاستهلاكية، غير أن هذا اللقب لا فائدة منه في حربه مع "ديزني". حيث قال شخص مقرب من المستثمر "إنه عبقري عندما يتعلق الأمر بالشركات الاستهلاكية، لكنه كلما خاطر بعيدا عنها يصبح سجله أقل نجومية".
تعرض المستثمر الذي ولد في بروكلين لانتكاسة في شركة دوبونت في 2015 عندما تمكنت الشركة من التغلب على تحديه لها في دخول مجلس الإدارة، بعد أن حصلت على دعم ثلاثة من أكبر مساهميها إضافة إلى المستثمرين الأفراد. حيث عرضت مجموعة السلع الكيماوية على شركة تريان مقعدا في مجلس الإدارة، لكنها قالت "لا يمكن أن يكون بيلتز شخصيا مرشحا"، مشيرة إلى نقص الخبرة العلمية عنده.
يواجه بيلتز تحديات في "ديزني" من النوع نفسه، الذي استغلت فيه قلة خبرته في مجال الإعلام. حيث قال شخص مقرب من الشركة "إن الأمر يتعلق به وبغروره فقط. وكما هي العادة معه، كما تعلم، فهناك دائما جزء من الحقيقة، وهناك دائما مستوى معين من الهراء".
كما يعتقد بعض المساهمين في "ديزني" أن بيلتز ليس الشخص المناسب للانضمام إلى مجلس الإدارة.
قال ديف تشاكرابارتي، كبير مسؤولي الاستثمار للنمو العالمي المركز في "أليانس بيرنشتاين"، أحد كبار المستثمرين الـ20 "من وجهة نظرنا، هل ينبغي لشخص يشغل مركزا بقيمة نصف في المائة وحمل الأسهم منذ ثلاثة أشهر، أن يحصل على مقعد في مجلس الإدارة؟".
وأضاف "إن سجله في المجال الاستهلاكي جيد بشكل عام، لكننا لا ننظر إليه على أنه شخص إعلامي".
رفض بيلتز فكرة أنه مجرد مختص في السلع الاستهلاكية، مشيرا إلى استثماراته السابقة في "لايونزجيت" و"تايم وارنر" و"كومكاست"، على الرغم من أنه لم يكن عضوا في مجلس الإدارة في أي من هذه الشركات.
فيما تعرض بيلتز في بعض الأحيان السابقة لضغوط من مستثمريه بسبب أداء شركة تريان، الذي كان متفاوتا. أنهى الصندوق عام 2022 بانخفاض 10 في المائة، وفقا لأشخاص اطلعوا على الأرقام، مقارنة بانخفاض 19 في المائة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
أما أكبر إخفاق تعرضت له "تريان" فكان في شركة جنرال إلكتريك، التي وصفها أحد المستثمرين بأنها "كارثة".
جمعت "تريان" حصة بقيمة 2.5 مليار دولار في المجموعة الصناعية في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 عندما كان يتم تداول أسهمها عند نحو 25 دولارا. كما توقعت أن يتضاعف سعر سهم "جنرال إلكتريك" تقريبا بحلول نهاية 2017 بعد أن دفعت لخفض التكاليف وإعادة شراء الأسهم. لكن بعد ثلاثة أعوام، كانت حصة "تريان" تساوي نحو ربع قيمتها الأصلية وأثرت بشدة في العوائد.
إذا نجح بيلتز في الحصول على مقعد في مجلس إدارة "ديزني"، فسيضيف ذلك إلى إدارته الحالية في مجموعة وينديز للوجبات السريعة، وشركة يونيليفر لصناعة السلع الاستهلاكية وماديسون سكوير جاردن سبورتس، الشركة القابضة لفريقي نيويورك نيكس ورينجرز الرياضيين، حيث يملك فيها حصة شخصية.
بيلتز الذي يعد مشجعا قديما للهوكي وصديقا لجيمس دولان مالك "إم إس جي"، سيتبوأ مكانة غير عادية في كل من وسائل الإعلام والعمليات على مستوى الفريق في عالم الرياضة.
أخيرا، ينظر إلى بيلتز بشكل كبير على أنه مستثمر نشط بناء إلى حد ما، وفقا لأشخاص وجدوا أنفسهم على الجانب الآخر من طاولة المفاوضات.
فيما قال شخص قدم في الماضي المشورة لشركة استهدفها بيلتز "خضنا بعض المعارك الضخمة سويا في الماضي، لكنه في النهاية كان يركز على تحسين الأمور وهو شخص متعقل خلف الأبواب المؤصدة. إنه شخص يريد أن يستمع إليه وأن يؤخذ على محمل الجد، وهو ليس متعجرفا على الإطلاق".
إن موقع تريان على الإنترنت مليء بشهادات الخصوم السابقين في مجالس الإدارة. قال جونسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إتش جيه هاينز، الذي حارب ضد وجود بيلتز في مجلس الإدارة في وقت لاحق، "إنه كان معجبا بهذا المستثمر".
من جانبه، يقول بيلتز "إنه يريد أن يشمر عن ساعديه ليساعد ديزني"، حيث قال لـ"فاينانشيال تايمز"، "إن خلفيتي ليست التحديق في قناة بلومبيرج، بل في إدارة الأعمال".