وحش المحيطات
في عام 1979 تم التقاط صوت هدير صاخب بتواتر منخفض جدا قادم من أعماق المحيط على بعد 5000 كيلومتر في عمق المحيط الهادئ، بواسطة الهيدرفونات أو الميكرفونات المائية المصممة خصيصا للاستخدام تحت الماء. تعتمد الهيدروفونات على محولات الطاقة الكهروضغطية للكشف عن الموجات الصوتية القادمة من المركبات والحيوانات والهياكل الطبيعية الموجودة تحت الماء. تم استخدام الهيدروفونات على نطاق واسع في الحربين العالميتين الأولى والثانية للكشف عن غواصات يو "الغواصات الألمانية" ولا تزال تستخدم حتى اليوم في علم الزلازل تحت الماء، والبحوث المائية، وتسجيل أصوات أعماق البحار! هذا الصوت الهادر هو أحد أغرب الأصوات التي التقطتها الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي، بعد اكتشاف الصوت كثرت الأقاويل وكتبت عشرات المقالات تدعي وجود كائن ضخم أسطوري مستندين إلى الصفة الحيوية لهذا الصوت ليتحول صوت هدير المحيط إلى أحد أسرار وألغاز الكون التي ليس لها حل.
لكن العلم كعادته في كشف الحقائق وإفساد متعة محبي الأساطير والغرائب توصل إلى حقيقة ذلك الصوت القادم من عالم المجهول وأنه ليس لكائن عملاق حسب تصريح العالم روبرت زياك من الإدارة القومية الذي قال إنه مجرد صوت لانكسار رف جليدي!
وأكد أن تواتر الصوت ومدته تتناغم بشكل مثالي مع مؤشرات الزلزال القطبي التي قاموا بالتقاطها من القارة القطبية الجنوبية وأوضح أنهم قاموا بدراسة سمعية لمضيق برانسفيلد ومعبر دريك التي استمرت من 2005 حتى 2010، التي تؤكد أن صوت الانكسارات القطبية في القارة الجنوبية هو المسيطر على الأصوات الطبيعية التي تسمع في المحيط الجنوبي حيث تحصل الزلازل القطبية بسبب التصدعات في القارة القطبية نتيجة ذوبان الثلوج التي تشبه صوت الهدير المسموع عبر الهيدروفونات، وأضاف زياك أن سبب هذا الخلط سوء تفاهم في إعادة تشغيل التسجيل الذي عادة ما يتم تشغيل الشريط بسرعة تعادل 16 ضعف السرعة الطبيعية وهذا السبب أدى إلى تخيل الهدير على هيئة صوت كائن حي، لكن إن قمنا بتشغيل التسجيل بسرعته الطبيعية سيبدو لنا أكثر كصوت زلزال مشابه تقريبا للرعد!!
وما زاد من اعتقاد وجود وحش المحيطات هو غموض الأعماق إذ لم يكتشف من أسرارها سوى 5 في المائة وبقيت 95 في المائة منها عصية على الإنسان طوال وجوده على هذا الكوكب من آلاف الأعوام وكذلك قرب موقع التقاط الهدير من موقع غرق مدينة رينيه حيث يوجد سجن الكائن الأسطوري كثولو التي ورد ذكرها في قصة "نداء كثولو" للكاتب هوارد فيليب لافكرفت.