ازدهار مرجح لصناعة النفط والغاز .. 2023 عام قوي آخر مع نمو الاستثمارات

ازدهار مرجح لصناعة النفط والغاز .. 2023 عام قوي آخر مع نمو الاستثمارات

استمرت تقلبات أسعار النفط، حيث أشعلت البيانات الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال المخاوف من الركود وأثارت عمليات بيع واسعة، بينما عززت بيانات الطلب من الصين أسعار الخام.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن تجار الطاقة قلقون من الضعف الواسع في أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأمريكي، حيث يؤدي ذلك إلى تزايد المخاوف بشأن الطلب على النفط الخام، كما أصبح المستهلك الكبير أضعف بكثير مما كان متوقعا خاصة مع تراجع قطاع التصنيع".
وأشار المحللون إلى أن التجار ينتظرون حاليا أيضا إشارات على مسار الإنتاج الروسي عندما يبدأ سريان العقوبات على المنتجات النفطية الروسية في أوائل الشهر المقبل.
وأكدوا أهمية الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج في تحالف "أوبك +" مطلع الشهر المقبل الذي يعيد تقييم التخفيضات الإنتاجية القياسية المطبقة منذ نوفمبر الماضي بمليوني برميل يوميا إلى جانب تدارس مدى التزام المنتجين بالحصص وأحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات.
وأكد هيرويوكي كينوشيتا الباحث الياباني في شؤون الطاقة والبنوك أن التفاؤل يعود بقوة إلى السوق النفطية حيث تستمر مكاسب الطلب في الصين، مع تقلص مخاوف الركود في الاقتصادات المتقدمة بحسب ما ورد في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، لافتا إلى توقعات صادرة عن شركة "بتروبلان" ترجح أنه على مدى الشهور الـ12 المقبلة ستزدهر صناعة النفط والغاز.
وأوضح أن أزمة الطاقة العالمية ما زالت مستمرة ورغم ذلك تتعافى المعنويات، مبينا أن السبب الرئيس هو أن قوة أسعار النفط والأحداث الجيوسياسية والاقتصادية المؤسفة دفعت المشغلين إلى اتخاذ قرارات الاستثمار المالي في عديد من مشاريع المنبع والتكرير الجديدة.
من جانبه، قال سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة "إن ارتفاع أسعار الطاقة أدى إلى حصد الشركات أرباحا واسعة وغير متوقعة في العام الماضي"، موضحا أن شركات النفط بدأت عام 2023 بديون أقل مما كانت عليه قبل عام.
وأضاف أنه "يمكن للضرائب غير المتوقعة أن تجعل شركات الطاقة أقل ربحية في العام الجاري"، مبينا أن استمرار الانضباط الرأسمالي وأسعار الطاقة المرتفعة قد يؤدي إلى تحقيق أرباح قوية لعام آخر جديد في ضوء انتعاش الطلب واستمرار خفض الإنتاج من جانب "أوبك +" والمنتجين في الولايات المتحدة.
من ناحيته، ذكر أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، أنه من المرجح أن يكون العام الجاري عاما قويا آخر لصناعة النفط، حيث تنمو استثمارات الشركات ولا يتوقع أن ينخفض الطلب على النفط والغاز بل على العكس من ذلك.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى شراء مزيد من الغاز لإعادة ملء مخازنه وسيواصل استخدام المنتجات النفطية التي لم يعد يشتريها من روسيا، وفي الوقت نفسه تعيد الصين فتح أبوابها، إضافة إلى أن معظم المراقبين يتوقعون حدوث انتعاش في الطلب على النفط والغاز عاجلا وليس آجلا، مبينا أنه حتى الولايات المتحدة وعلى الرغم من كل طموحاتها الخضراء من غير المرجح أن تتوقف عن كونها أكبر مستهلك للنفط، مشددا على أن المستقبل القريب للنفط مشرق بالتأكيد.
بدورها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية "إن عديدا من كبار مستوردي الطاقة في العالم يركزون حاليا على أمن الطاقة الذي تعرض لتهديدات واسعة بعد الحرب الروسية - الأوكرانية، وما ترتب عليها من ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية نتيجة للحرب وزيادة أعباء التضخم بسبب قفزات أسعار الطاقة المتلاحقة".
وذكرت أن الاعتماد على الطاقة التقليدية يزداد رسوخا بعد أعوام من التضييق بسبب جهود مكافحة تغير المناخ وهو ما أدى إلى تبدل مبهر في مواقف بعض كبار الدول المتحفظة نحو الاستثمار في الوقود التقليدي، مشيرة إلى أن واردات النفط الخام في اليابان وهي رابع أكبر مشتر للخام في العالم قفزت 8.5 في المائة سنويا في العام الماضي وهي أول زيادة سنوية منذ عقد، بينما تضاعفت قيمة واردات الخام تقريبا إلى مستوى قياسي.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس، لتعويض الخسائر التي تكبدتها في وقت سابق من الجلسة، حيث تشير الزيادة المتوقعة في الطلب الصيني ومزيد من القيود على الصادرات الروسية إلى أن المعروض في السوق سيظل ضيقا.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 85.34 دولار خلال التعاملات أمس. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 79.69 دولار. وكانت بيانات معهد البترول الأمريكي أظهرت ارتفاعا في مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 7.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 يناير.
وهذا هو الأسبوع الثاني على التوالي من الزيادات الكبيرة في المخزونات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84.62 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 83.30 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق سادس ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو ستة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 78.23 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة