مع فتح الصين أبوابها .. حركة الملاحة الجوية العالمية تنتعش

مع فتح الصين أبوابها .. حركة الملاحة الجوية العالمية تنتعش

ستساعد إعادة فتح الصين أبوابها أمام الرحلات الدولية على دفع حركة الملاحة الجوية العالمية إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول منتصف هذا العام، وفقا لإحدى أكبر شركات تأجير الطائرات في العالم، حتى مع استمرار نقص الطائرات الجديدة في إعاقة تعافي الصناعة بشكل كامل.
قالت "أفولون"، ثاني أكبر شركة لتأجير الطائرات في العالم، "إنه بعد الانتعاش 70 في المائة في حركة الركاب العام الماضي بقيادة أوروبا وأمريكا الشمالية، ستقود آسيا النمو في 2023، بمساعدة إعادة الفتح الأخيرة في الصين".
مقابل كل مقعدين من سعة شركات الطيران المضافة في جميع أنحاء العالم، يوجد مقعد واحد في آسيا، وفقا لتقرير نشرته "أفولون".
تعد توقعات الشركة هي الأكثر تفاؤلا حتى الآن بعد ما يقارب ثلاثة أعوام تسبب فيها فيروس كوفيد - 19 في توقف الصناعة.
كان المسؤولون التنفيذيون قد حذروا عموما من أن الانتعاش إلى مستويات 2019 لن يتحقق حتى 2024 على أقرب تقدير. مع ذلك، ينظر إلى قرار الصين الأخير بإعادة فتح حدودها على أنه الخطوة الأخيرة اللازمة لإحداث انتعاش كامل في حركة المسافرين.
أدى هذا القرار إلى ارتفاع حجوزات الرحلات الجوية، على الرغم من أنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. كما قفزت حجوزات الرحلات الدولية بين 26 كانون الأول (ديسمبر) والثالث من كانون الثاني (يناير) 192 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكنها ما زالت أقل من مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 85 في المائة، وفقا لمزودة بيانات الصناعة "فوروارد كيز".
يتوقع المسؤولون التنفيذيون في مجال الطيران أن تستمر الحجوزات في الارتفاع حيث بدأت شركات الطيران في الصين في تعيين الموظفين وإعادة بناء جداول رحلاتها الدولية بعد ثلاثة أعوام خاملة، على الرغم من أنها قلقة من احتمال تثبيط عزم المسافرين بسبب قوانين الفحص المفروضة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى على المسافرين جوا من الصين.
أكد المديرون التنفيذيون الآخرون في الصناعة تفاؤل "أفولون". قال إنجوس كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة أيركاب، أكبر شركة لتأجير الطائرات في العالم، "إن عملاء الخطوط الجوية أبلغوا عن طلب مرتفع"، على الرغم من التراجع الاقتصادي.
"إن ما تسمعه، هو أن المستهلكين اشتروا كثيرا من الأشياء التي يحتاجون إليها. لهذا السبب ترى صعوبات تواجهها الشركات الأخرى التي تقدم بعض الخدمات والبضائع التي تم استهلاكها على نطاق واسع خلال جائحة كوفيد. تقدم الطلب على تلك الأشياء الأخرى. لكن العكس حدث في السفر"، كما قال لـ "فاينانشال تايمز".
وأضاف أنه نتيجة لذلك "فما يتنافس عليه السفر الجوي في محفظة شخص ما للحصول على هذا الدخل المخصص للصرف هو أقل بكثير".
وقال "إن (إيركاب) شهدت طلبا على الطائرات العام الماضي أكثر من أي وقت مضى في تاريخها. وقعت الشركة 570 اتفاقية إيجار في 2022، معظمها للطائرات التي سيتم تسليمها في 2023 و2024".
"لم نكن لنؤجر كثيرا من الطائرات لو لم يكن هناك طلب قوي بالفعل يمكن لشركات الطيران رؤيته"، كما قال كيلي.
لكن بينما عاد الطلب على الطيران، حذر المسؤولون التنفيذيون من أن مشكلات الإنتاج في الشركات المصنعة الرئيسة، إيرباص وبوينج، قد تكبح الانتعاش.
حذرت "أفولون" من أن تأخيرات التسليم أصبحت "مزمنة"، كما أضافت أن "نحو 2400 طائرة كان مخططا لها لم يتم صنعها بسبب الجائحة".
وقال كيلي من "إيركاب"، "إن شركتي بوينج وإيرباص تتعرضان لضغط هائل، وإنهما لن تصلا إلى أهدافهما الإنتاجية".
تعد الشركة أكبر بائع للطائرات المستعملة في العالم. العام الماضي، كان نصف مبيعات طائرات "إيركاب" لشركات الطيران، وفقا لكيلي، وسط مخاوف متزايدة بشأن تأخيرات تسليم طائرات جديدة.
زادت شركتا إيرباص وبوينج إنتاج الطائرات العام الماضي لتلبية الطلب المتزايد من شركات الطيران. سلمت "إيرباص" 661 طائرة في 2022، بزيادة قدرها 8 في المائة، في حين عززت منافستها الأمريكية إنتاجها 41 في المائة عن العام السابق إلى 480 طائرة.
لكن قيود سلسلة التوريد أجبرت "إيرباص"، التي انتقلت إلى التوسع السريع في إنتاج طائرتها A320neo الأكثر مبيعا، على التراجع عن أهداف التسليم.
تمسكت الشركة بخطط لرفع معدلات إنتاج A320neo إلى 75 طائرة شهريا بحلول منتصف العقد -أعلى من معدلاتها قبل الجائحة- لكنها اعترفت بأن طرازها ضيق الهيكل تم بيعه بالكامل في الوقت الحالي حتى 2029.

الأكثر قراءة