قوة علمية عظمى.. حلم المملكة المتحدة

قوة علمية عظمى.. حلم المملكة المتحدة
قوة علمية عظمى.. حلم المملكة المتحدة

كعديد من الشباب أصدقاء البيئة في العشرينيات من العمر، فإن روس هندرون مصمم على المساعدة لإنقاذ الكوكب.
الفرق هو أن هندرون، وهو عالم نباتات سابق في جامعة أكسفورد تحول إلى رائد أعمال لشركة ناشئة، لديه خطة واقعية لإحداث فرق. إذ يتبلور حلمه تحت أضواء أرجوانية في مختبر علمي في ضواحي المدينة، حيث يتم تحضير محاصيل القمح المعدلة وراثيا لتجارب البذور الواقعية في أوائل العام المقبل.
تكمن الفكرة وراء شركة هندرون الناشئة، واسمها وايلد بيو سيينس، في تقاطع علم الأحياء الجزيئي والحاسوبي. حيث تحدد الجينات الفردية في القمح ثم تنشطها لإيجاد أصناف "معززة برية" تنمو بشكل أسرع وأكبر بمياه ومغذيات أقل.
يقول هندرون، "يحتل المزارعون موقع الصدارة في مواجهة تغير المناخ ونمنحهم الأدوات اللازمة لإطعام ثمانية مليارات شخص على هذا الكوكب على نحو مستدام".
تعد شركة وايلد بيو سيينس، التي أسست برأس مال أولي قدره 12 مليون جنيه استرليني في آب (أغسطس) 2021، واحدة من مئات شركات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية التي تنشأ من قاعدة العلوم الأكاديمية القوية في المملكة المتحدة كل عام.
إنها بالضبط نوع الشركة الذي تعتقد الحكومة البريطانية أنها يمكن أن تساعد على تحويل المملكة المتحدة إلى مركز معترف به عالميا لهذه الصناعات، وهي إحدى ركائز نموها الاقتصادي بموجب الخطط التي أعلنها جيريمي هانت وزير الخزانة في الخريف. يصرح جورج فريمان، وزير العلوم والبحوث والابتكار في المملكة المتحدة، لـ"فاينانشيال تايمز" أن "المهمة الكاملة" للحكومة هي تحويل المملكة المتحدة من كونها "عملاقة أكاديمية إلى قوة علمية عظمى".
رغم ذلك، وبعيدا عن ارتفاع لهجة الخطاب، تطرح أسئلة صعبة حول ما إذا كان يتم وضع الهيكل المالي والتنظيمي والمادي لتحقيق هذا الطموح.
يقول أليكسس دورماندي، وهو مستثمر متسلسل في الشركات الناشئة والمدير التنفيذي السابق لشركة أكسفورد سيينس إنتربرازيز الاستثمارية التي تدعم شركات مثل وايلد بيو سيينس، "إن المملكة المتحدة جيدة جدا في بناء الشركات. والسؤال الذي لا يزال دون إجابة هو ما إذا كان بإمكاننا بناء الصناعات؟".
يعد سير جون بيل، الأستاذ الفخري للطب في جامعة أكسفورد، من بين أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن المملكة المتحدة لا تفعل ما يكفي لاغتنام الفرصة. ساعد بيل على تطوير لقاح كوفيد- 19 لشركة أسترازينيكا وقام بصنع استراتيجية صناعية لعلوم الحياة لـ2017 تدعو الحكومة إلى دعم المشاريع "الطموحة".
يقول مشيرا إلى مراكز علوم الحياة الأمريكية، "إن لدينا كثيرا من الشركات المتفرعة، مقارنة بالاتحاد الأوروبي، معظم المنتجات قيد التطوير المبكر حتى الآن، والسؤال هو لماذا ليس لدينا تكتل كالذي على مستوى بوسطن أو سان فرانسيسكو؟".
"إذا كنت ستجمع جميع الشركات في أكسفورد وكامبردج ولندن، فقد تساوي بوسطن تقريبا من حيث العدد، لكن من حيث القيمة السوقية، فهي لا تشكل إلا جزءا بسيطا".
إن التحدي المتمثل في توسيع نطاق الشركات من شركات ناشئة صغيرة إلى "شركات يونيكورن" قيمتها مليارات الدولارات هو أمر متعدد الأوجه، ويتطلب مزيجا من الاستثمار طويل الأجل، والوصول إلى المواهب والبنية التحتية المادية، كالمختبرات التي تتعامل مع المواد الكيميائية السائلة الخطرة، والمدارس والإسكان.
يقول كثيرون في الصناعة إن ويست مينستر أمكنها فعل مزيد لإنشاء نظام بيئي مستدام في المملكة المتحدة. فالقرار الذي اتخذته الحكومة لتقليص برنامجها للائتمان الضريبي للبحث والتطوير في الميزانية الأخيرة كان موضع إدانة من قبل صناعة التكنولوجيا الحيوية خصوصا، التي اعتمد أعضاؤها على هذا الحافز للنمو.
في الوقت الحالي، يتم بيع عدد كبير جدا من الشركات الناشئة في المملكة المتحدة عند النقطة التي تبدأ فيها بتحقيق تدفقات إيرادات مؤكدة، كما يقول دورماندي، الذي يصف المملكة المتحدة بـ"متجر الحلويات التكنولوجية" منخفض التكلفة للعالم.
"في كثير من الأحيان يتم الاستحواذ عليها بمئات الملايين من قبل الشركات في الولايات المتحدة وآسيا. يهنئ المؤسسون أنفسهم، ويحصل الشركاء في شركات رأس المال المغامر على شيكاتهم، ونحتفل معا بنجاحنا. لكن هذه هي اللحظة بالضبط التي نحتاج فيها إلى أن نسأل كيف نبني شركات بمليار دولار، وبعد ذلك، شركات تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار".
تضيف جوليا هوجيت، الرئيسة التنفيذية لبورصة لندن، "لدينا كثير من وقود الشركات الناشئة. لكننا لا نشغل المحرك".
عبور الصحراء
رغم الرياح الاقتصادية المعاكسة القاتمة، فإن حكومة المملكة المتحدة متمسكة بطموحها في أن تصبح البلاد "قوة علمية عظمى". في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، طلب من الوزراء وضع استراتيجيات حول العلم والابتكار، وفقا لشخص في الغرفة.
لكن البعض أبدى إحباطه من الافتقار إلى سياسات ملموسة، ما سلط الضوء على أن الحكومة في كثير من الأحيان أفضل في إنتاج استراتيجيات العصف الذهني دون حدود والوثائق السياسية من السياسات والأفعال.
إن استراتيجية علوم الحياة هذه، على عكس بعض المجالات الأخرى ذات الأولوية كالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، تم دعمها باستمرار على الأقل من خلال التبديلات المختلفة لحكومة المحافظين.
خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، جعل بوريس جونسون مرارا وتكرارا علوم الحياة أولوية في اقتصاد ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما بعد الإغلاقات، حيث قدم المساعدة للشركات لتسويق الاختراعات الطبية.
كان حريصا على الترويج للحريات والفرص التنظيمية بعد أن غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي - ورأى الفوائد الاقتصادية المحتملة لاستخدام الأموال الحكومية للعمل في هذا الحقل.
كما أنها تناسب استراتيجية جونسون الثمينة المتمثلة في "المساواة" بين الأجزاء المختلفة من البلد. إذ إن علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية هي صناعة لها جذور في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مع نمو في يوركشاير ومجموعة هامبر للتكنولوجيا الطبية مثلا. ووفقا لبيانات حكومية، وظفت صناعة علوم الحياة في المملكة المتحدة 268 ألف شخص في 6330 شركة، وحققت مبيعات قيمتها 88.9 مليار جنيه استرليني في 2020.
إن أكثر من أربعة من كل خمس شركات هي شركات صغيرة أو متوسطة الحجم، ما يؤكد أهمية الشركات الناشئة والتوسع في الصناعة، على الرغم من أن شركات الأدوية العالمية الكبيرة التي لها نشاط في المملكة المتحدة لا تزال تحتل الحصة الأكبر من حيث معدل المبيعات والموظفين. بين 2011 و2020، زادت هذه الصناعة عدد الموظفين بـ31500 شخص.
ساعد سير جوناثان سيموندز، رئيس شركة جلاسكو سميث كلاين لصناعة الأدوية، على وضع استراتيجية علوم الحياة للحكومة في العام الماضي بهدف البناء على نجاحات الاستجابة للجائحة. كان محور الاستراتيجية هو إيجاد بيئة عمل يمكن لشركات علوم الحياة في المملكة المتحدة عبرها الحصول على التمويل للابتكار والنمو.
يقول سيموندز، الرئيس المشارك للمجلس الاستشاري الخارجي، إن أحد المجالات التي تحتاج المملكة المتحدة إلى التركيز عليها هو "توسيع حجم رأس المال" - الأموال اللازمة لتصل الشركات الناشئة إلى مستوى النمو المطلوب لتسويق المنتجات وتصنيعها على نطاق واسع - لمساعدة هذه الشركات على البقاء والنمو في بريطانيا.
إن الضغط على الشركات الناشئة لبيعها للمستثمرين الأجانب الأثرياء كبير للغاية، كما يقول جوردون سانجيرا، الرئيس التنفيذي لشركة أكسفورد نانوبور تكنولوجيز، وهي شركة مدرجة في لندن تبلغ قيمتها ملياري جنيه استرليني، تستخدم تقنية تسلسل الحمض النووي في أجهزة الاستشعار على المستوى الجزيئي في مجالات عديدة بما في ذلك التشخيص السريري وعلم الأوبئة وسلامة الأغذية.
يتذكر سانجيرا بيع شركة سوليكسا للتسلسل الجيني ومقرها كامبريدج لشركة إلومينا الأمريكية في 2007 مقابل 600 مليون دولار. لاقى ذلك ترحيبا واسعا باعتبار أنه انتصار عظيم للصناعة، لكن بالنسبة إلى سانجيرا وكبير مسؤولي التكنولوجيا كلايف براون الذي ساعد على بناء سوليكسا، كان الأمر مجرد عملية تصفية. يتذكر قائلا، "كان ذلك أشبه بالمنقب الذي ترك أرضه مباشرة بعد أن عثر على الذهب".
قال سانجيرا، "هنا نجد أن نموذج المملكة المتحدة معطل تماما. فعندما يعرض على الشركة مبلغ 500 مليون جنيه استرليني مقابل الاستحواذ عليها من قبل شركة أمريكية يهتف الجميع فرحا. لكن لماذا لا نقول "لا" ثم نذهب ونجلب أفضل المواهب ونقول، لنجعلها شركة بقيمة خمسة مليارات جنيه استرليني".
لكن سانجيرا يقر بأن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل. ويصف القفزة من شركة وليدة إلى شركة مكتملة الأركان بأنها "كعبور الصحراء". فمن السهل جمع الأموال في المراحل المبكرة والمتأخرة، لكن الجزء الصعب هو ملء الفجوة بينهما.
التحدي الأول هو التمويل، أو توسيع رأس المال. حيث يقول بيل، "ليست هناك رغبة في التعمق في السلسلة (الجولة) الثانية حيث يدفع المستثمرون 200 مليون دولار في حصص تبلغ 50 مليون دولار لكل منها لإجراء التجارب السريرية، لإظهار أن الجهاز يعمل. غير أن ذلك لا يحدث كثيرا في المملكة المتحدة أو في أوروبا".
يقول المؤسسون إن معظم نقود رأس المال المغامر المستعدة للمراهنة على الشركات الناشئة المحفوفة بالمخاطر تأتي من الصناديق الأمريكية، أو من برامج التقاعد في كندا وأستراليا، حيث يكره المستثمرون البريطانيون استخدام أموال المعاشات للمخاطرة في شركات في مراحل مبكرة وأكثر خطورة.
يقول سيموندز، "تقريبا 100 في المائة من رأس المال الاستثماري يأتي من الولايات المتحدة، ما يعني أنه عندما تتخذ القرارات الكبرى بشأن التوجهات بعد ذلك، فإن هذه القرارات يقودها أشخاص في الولايات المتحدة".
قد تكون إحدى الإجابات هي رفع الضوابط التنظيمية عن نظام المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة الذي أصبح، منذ أن تحول بشكل كبير إلى خطط المساهمات المحددة، منقسما بشكل مبالغ فيه ويتجنب المخاطر مؤسسيا. كان لدى شركة أكسفورد نانوبور استثمارات من أموال معلمي تكساس أو معلمي أونتاريو، كما يقول سانجيرا، لكن "معلمي المملكة المتحدة غائبون عنها".
هذا وقاد سيموندز أخيرا حملة ترويجية للصناديق المؤسسية في المملكة المتحدة "ليظهر لهم ما ينقصهم"، بالنسبة إلى كثيرين، لا توجد فئة أصول بديلة معترف بها يمكنهم من خلالها الاستثمار في هذا القطاع. وأشار إلى أنه مقارنة بصناديق المملكة المتحدة، التي تختار بين الأسهم أو السندات، فإن خطط التقاعد الخارجية، مثل تلك الموجودة في كندا، تمنح أكثر من 40 في المائة من مخصصاتها للأصول البديلة.
يقول، "إن صناديق التقاعد الخارجية هذه أكبر في علوم الحياة في المملكة المتحدة من صناعة المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة بأكملها. وتأتي الصناديق الاستثمارية الأمريكية إلى المملكة المتحدة لإنشاء شركة لتكون على مقربة من حدود العلوم في المملكة المتحدة".
أيدي العون
إن فجوة التوسع هي أحد المجالات التي يسعى إلى معالجتها فريق عمل سوق رأس المال المدعوم من الحكومة بقيادة هوجيت من شركة لندن ستوك إكستشينج.
تقول إن المملكة المتحدة "رائعة في الأبحاث لكنها ليست جيدة في التطوير".
تضيف، "يتعلق الأمر بصنع مسار وجعله أكثر وضوحا لمعرفة كيفية الوصول إليه ومحاولة اكتشاف طريقة لدفعه أكثر. لأن الأبحاث رائعة في هذا البلد. ولدينا عدد من الجامعات الرائدة عالميا أكبر مما نستحق".
يقول فريمان، وزير العلوم، إن لدى المملكة المتحدة فرصة لبناء نظام جديد بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. يقول، "أدت عضويتنا في الاتحاد الأوروبي إلى جعل الاقتصاد البريطاني اقتصاد خدمات، ما يعني أننا أهملنا الإصلاح المحلي لأننا كنا نستطيع ذلك نوعا ما. لكن ليس هناك مكان للاختباء الآن".
يقول إنه يجب على الدولة ألا تتصرف كما لو أنها مجرد بوابة لعلوم الحياة إلى أوروبا، وأن تجد طرقا جديدة للازدهار من خلال التركيز على إتاحة التمويل، والدفع بصادرات المملكة المتحدة في مجالات مختارة مثل تكنولوجيا الفضاء والمركبات ذاتية القيادة.
كما التزمت الحكومة بزيادة الإنفاق العام على البحث والتطوير إلى 22 مليار جنيه استرليني سنويا بحلول 2024 أو 2025، ومن المتوقع أن تحصل علوم الحياة على نسبة كبيرة من هذا الإنفاق.
في 2021، وافق الوزراء على اتفاقية استثمار طويلة الأجل مع شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي، وهي شركة الاستثمار السيادية للدولة، التي ستشهد تخصيصا أوليا بقيمة 800 مليون جنيه استرليني من شركة مبادلة للاستثمار في علوم الحياة في المملكة المتحدة على مدى خمسة أعوام. وستضيف المملكة المتحدة 200 مليون جنيه استرليني من خلال برنامج للاستثمار في علوم الحياة.
يشرف بنك الأعمال البريطاني المدعوم من الدولة على الصندوق. حيث تقول كاثرين لويس لا توري، الرئيسة التنفيذية لذراعه في بريطانيا بايشنت كابيتال، إن الصناديق الأساسية للبنك استثمرت أكثر من 150 مليون جنيه استرليني في علوم الحياة في المملكة المتحدة.
وجد التحليل الذي أجراه البنك في العام الماضي أن حالة التمويل للقطاع قد تحسنت في المملكة المتحدة، لكن الدول الأخرى كثفت جهودها أيضا.
وكما تقول، "إن موقفنا بالنسبة إلى الولايات المتحدة لم يتغير على الإطلاق. وهذه الفجوة كبيرة جدا. نحن لا نتظاهر بأن لدينا قوة مالية كافية لحل الفشل في السوق. السؤال المهم هو إلى أي مدى يمكننا جذب مستثمرين آخرين إلى هذا الفضاء؟".
كما تعد ندرة مساحة المختبرات قضية أخرى ملحة، ولا سيما في التجمعات العلمية مثل أكسفورد وكامبريدج حيث تنبثق منها عديد من الشركات الناشئة.
هذا مجال يستطيع القطاع الخاص أن يحدث فيه فرقا حقيقيا. كان شوبي خان، الرئيس التنفيذي لمجموعة كناري وارف، قد التزم ببناء أكبر معمل "للمواد الكيميائية" في أوروبا في برج في شرق لندن.
"يوجد كثير من الشركات العظيمة إضافة إلى الاكتشافات الكثيرة هنا. وهذا المجال مستمر في النمو. ونعتقد أننا يجب أن نشارك فيها. إن رؤيتنا تتمثل في بناء حرم جامعي مهم لعلوم الحياة هنا في كناري وارف".
لكنه أضاف أن المملكة المتحدة لا يمكنها الاعتماد على نجاحاتها السابقة. "نحن نعيش في دنيا عالمية، كما تعلم، فالشركات تتمتع بخيار الذهاب إلى لندن أو بوسطن أو سنغافورة أو أي مكان بينها. إنها منافسة عالمية على المواهب".
"لا نريد إنفاق المال"
إن قدرة المملكة المتحدة على إنتاج مجموعة ذات أهمية عالمية من صناعات علوم الحياة - كما فعلت مع الخدمات المالية في الثمانينيات والتسعينيات - ستعتمد على جمع مقدار مهم من رأس المال البشري والمالي، إلى جانب البنية التحتية المادية اللازمة لتحقيق طموحها بأن تصبح "قوة علمية عظمى" حقيقية.
يقول هيندرون من وايلد بايوساينس إن رغبته هي أن يقتدي بالشركات مثل أكسفورد نانوبور، والبقاء في المملكة المتحدة والنمو لتصبح شركة ذات امتداد ونطاق بإمكانه أن يحدث فرقا حقيقيا. لكنه يعلم أن هناك خيارات.
يقول إن عمله الخاص كان "قريبا جدا" إنشاؤه في مجموعة التكنولوجيا الزراعية في بلجيكا المحيطة بمعهد في أي بي "معهد فلاندرز للتكنولوجيا الحيوية"، حيث تتحد مواهب تطوير الأعمال، مع الإعفاءات الضريبية والمنح والبيوت الزجاجية لإنشاء نظام بيئي لجذب أفضل ما في العالم. لكن هيندرون قرر في النهاية البقاء في المملكة المتحدة، وجلب المواهب القائمة على في أي بي والولايات المتحدة للمساعدة على تطوير الشركة.
لا يزال هيندرون في بداية رحلته، لكن لديه الطموح الذي يريده سانجيرا من أكسفورد نانوبور. قال، "نحن لا نريد إنفاق الأموال. نحن نعد هذا نشاطا تجاريا كبيرا مستداما. لقد وجدنا أنه يمكننا التوصل إلى "نجاحات" متتالية ونريد الاستمرار في القيام بذلك وإحراز الأهداف بأحد المنتجات ثم استخدام ذلك لبدء تمويل بعض الأشياء الممتعة الأخرى".
لا أحد يعرف ما إذا كانت شركة وايلد بايوساينس ستستطيع اجتياز الصحراء. حيث تموت كثير من الشركات الناشئة الطموحة فيما يسميه أصحاب رؤوس الأموال "وادي الموت" وهم يقاتلون من أجل الانتقال من التهام السيولة إلى توليد الإيرادات، لكن بيل يعتقد أنه حتى شركة واحدة ناجحة حقا يمكن أن تحدث الفرق.
"انظر إلى تأثير شركة جينينتيك"، كما يقول، مشيرا إلى شركة التكنولوجيا الحيوية الموجودة في سان فرانسيسكو التي أسست في 1976 واستمرت في إنتاج صناعة بأكملها.
"إذا ذهبت إلى هذا الجزء من العالم، فإن أي شخص يعمل في هذا المجال تقريبا كان قد دخل وخرج من شركة جينيتيك. نحن بحاجة إلى التفكير في الطريقة التي نجحت فيها شركة جينيتيك. في الأساس، يمكن لشركة واحدة ناجحة حقا أن تغذي نظاما بيئيا بالكامل".

الأكثر قراءة